الرئيسية » » غرفة معيشة نصف مظلمة | أمجد ريان

غرفة معيشة نصف مظلمة | أمجد ريان

Written By هشام الصباحي on الثلاثاء، 2 مايو 2017 | مايو 02, 2017

غرفة معيشة نصف مظلمة

..
أيها الوقت أنت بحر فياض ، لا أول لك ولا آخر 
وأنت صغير مثل سن البرجل 
طوال عمري ، أعشقك أيها الوقت 
أضعك في المركز وفي الهامش ، وأعدّك جنتي وفخي 
 واسعى لأن ألتقطك من بين الأحداث 
ولكنني للحق ، لم أفهمك على الإطلاق 
ولم أفهم شخصيتك ، مهما تعمقت أو تفلسفت .
.
كنت ألتهم طبق الأرز سريعاً ، فأسبق إخوتي وأمي 
وأسبق حزني ، لكي اتفرغ لنفسي :
وأسري في طبقات وجداني
 أسبح في ذاتي المنخفضة ، وأطير في ذاتي المرتفعة 
وأجلس طويلاً في الكوفي شوب
عائداً للإنسان الأول ، بأقدام حافية 
وبحلم بشري طازج :
الإنسان البريء يواجه الفجر بصدره العاري 
ويواجه الوحوش بأظافر طرية 
كان الجبل حائط صد ، يوقفه طويلاً 
ليتأمل ويتامل : ومن هنا يمكن أن يعرف معنى الوقت .
.
كان الإنسان الأول في صراع مع الجنون المذهل 
وكان اختلاط عمره بالموت ، يجعله يمد بصره نحو الآفاق 
وأنا جالس في الشرفة على المقعد الهزاز 
وفوراً أتراجع للسنوات القديمة 
لأنني أريد أن اكتشف البؤرة الصلدة ، 
وأحلم أن أتحدى الوقت من جديد 
وأن أسابقه 
 وحين أنتصر عليه سأعرف كثيراً من الأسرار الخفية 
وسوف أتمكن من اقتباس نفسي ، لأستخرج خباياها ،
وحينئذ سيحق لي أن أقترب من فلك "مروة أبو ضيف"
فأقول لها : اجعلي من نار التمرد وردة صغيرة ملفوفة 
وامسكيها بأطراف أصابعك مادة يدك للأمام للأمام للأمام 
حيث تجلس الأميرة الوحيدة تبكي 
وتجفف دموعها بمناديل كلينكس 
 ثم تاتي الكائنات السماوية لتغني طويلاً . 
.
وبعد أن أفتح الكومبيوتر ، سأضحك على الوقت 
بل سوف أعرضه للمسخرة : 
لأنني سأفتح عدة لينكات في الآن نفسه 
فأكتب قصيدتي في اللينك الأول 
وسوف أرسل رسالة مجازية إلى "مروة" في اللينك الثاني 
وأجعل الصور الشعرية الخالصة تتحرك في اللينك الثالث 
وفي اللينك الرابع سوف أرفع الخنجر المسموم 
وأسدده إلى ضلوعي ، بضربة محترفة
وبيدي الأخرى سأسحب فنجان النسكافيه الساخن 
فأتجرعه على مرة واحدة ، ليمتلئ جوفي 
 برائحة البن الكثيفة .
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads