الرئيسية » » الشـــــــــهيدة | هشام حربي

الشـــــــــهيدة | هشام حربي

Written By هشام الصباحي on الثلاثاء، 2 مايو 2017 | مايو 02, 2017

الشـــــــــهيدة


يدور البحرُ وهو يُعيدُ ترتيبَ الشطوطِ
ويستقرُّ الموجُ فى كفين ترتجفان 
قد نام الخضابُ على البنان
وقال بعضُ الموجِ راقتنى خطوطُ الكف
وانتزعت "سميةُ " قرطها
واستبدلت بالبيت روحاً مثلما اعتادت لتُبقى ود جارتها
تراجعَ الأرقُ المروَّدُ واستقر على الحجارة
فاتنٌ وجهُ الصباحِ ومورقٌ همسُ الليالى
والكتاباتُ الرقيقةُ لم تعدْ تجد الفضاءَ
وليس للجدران بوحٌ
كيف يسرى الليلُ والأقمارُ مجهدةٌ ؟
وليس يحدّها ضوءٌ تسرَّبَ من هتافاتِ الرفاقِ
وليس فى الكفين موجٌ مثلما يتوقع الغرقى
وصوتُ الموتِ مجبولٌ على غزلٍ يرق
وآنيةُ الخضابِ تدورُ والقسطاسُ مكسورٌ
سيصبغُ وجهَهَا حتماً
وتصرخُ أَمْ تُهدْهدُ نورها ؟
وتبوح بالحجر المروَّض كى يفوح الأمن
تلتقطُ العصافيرَ التى فرت لتصبغَ ريشها
وتمدُ لحناً مورقاً وتحثها كى يستقيمَ الوزنُ
والميزانُ كفةُ دهشةٍ طارت أمام الفيحِ
كانت تقرأُ الألواحَ حين تنزَّل الألمُ
استهلت بهجةَ الكشفِ المبشِّر بائتلاف الطير والأحجارِ
تمسكُ قطعةً وتُسرُّ للطير اتبعيها
والجنودُ على حدودِ القيظِ والرؤيا
وليس يمر طيرٌ فى المسيرة دون جُرحٍ
والشظايا ليس ترتشف المنايا
بل يعود الطير أبهج
يستدير مع السَّكينةِفى بريقِ الوجه
كيف لها وقد بسطتْ رداءً فوق نصلِ الداءِ
أن تصلَ الجلالَ بصورةٍ أدمى منابتَها أزيزُ الجندِ ؟
- قد نسيت بلا قصد – تُرى مفتاح شقتها هنا؟
أم أن طفليها سينتظران عند الباب مرتجفين !!
هاهى تستعيد الدفء و الآياتُ تغمر وجهها
وجموع طيرٍ حدثتها بالبشارة تستعيد نشيدها
كيف استدقت فكرةٌ لتصيرَ سنبلةَ الجموع ؟
وكيف طارت فى صفاءٍ
بعد ما همست "سمية" حين غاص النصل
سنبلةٌ تَفرَّق حَبها لاتجمعوه
سينبت الألم المصاحب للحياة
تمر بالسحب الأليفة لاتحبذ شدها
وتظل عيناها محدقتين فى أفق يلين
تَرى بالباب طفليها
فتنهمر السماء بشارةً
والأهل والثوار يرتشفون نبعاً صافياً
هل كان صوتكِ كافياً
والماء ينبع من معين الجرحِ
تشربه الجموع
..........................  هشام حربى
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads