سِدْرَةُ اللَّوْن
( إلى الفنان التشكيلي / أحمد الجناينى )
ستنزفُ الفرشاةُ بهجَتَهَا ،
ويشتبكُ الرَّمَادُ .
إذنْ
لا بحرَ يُشبهُ زهرةَ الحِنَّاءِ ،
لا حِنَّاءَ تكفى ..
لاحتواءِ الوقتِ .
هذا اللونُ إيقاعٌ تلَظََّى بالهَشِيمِ ،
وهذه الأنثى / المجازُ ..
تُرَوِّضُ الإيقاعَ ..
فى لغةٍ عَقيمٍ .
هذه لغةُ الحضورِ الفاتنِ الأخَّاذِ ..
تسكبُ نارَهَا ..
فى وردتينِ ..
أضَاءَتا ..
نهرينِ منْ ألَقٍ ،
ومنْ خمرٍ مُصَفَّى ،
واصْطِفَاءْ .
..........،
اللونُ مُحْتَشِدٌ ،
وعينُكَ سَيْسَبَانُ الأبْجديَّةِ ،
والرَّمَادُ مَحَجَّةُ التأويلِ ..
فى اللغةِ الجسدْ .
سَمِّ الفُصولَ جوارحَ الإيجازِ ،
والإيجازَ سوسنةَ الفُضولِ ،
وسَمِّهِ مطراً ..
سيصحو من برودتِهِ الغِيابُ ،
ويرسمُ الإيقاعُ متكأً ..
لأخضرِهِ البهيجِ .
تُرَى ......
أيشتبهُ الدَّمَانِ :
دَمٌ / هيولىٌ ،
وآخرُ ( فى كهولتِهِ )
يُوَسِّدُ زهرةَ الإيقاعِ ..
خاصرةَ الأبدْ ..؟
***
للريحِ لونٌ غامِضٌ ،
سَيَزُمُّهُ زَبَدُ الصَّبَابَةِ ،
والصَّباحَةِ ،
والصِّبا المُهْتاجِ ..
فى نَسْغِ التَّوَحُّشِ .
كيفَ رَدَّ الليلُ ..
جَمْهَرَةً من الألوانِ ..
فى عينينِ منْ حزنٍ شفيفٍ ..؟
والمرايا تستردُّ تحولاتِ المَاءِ ،
والإيماءُ مُتَّكِئٌ على البُنِّىِّ
مُدَّ دَمَاً ..
لغيمٍ عَابرٍ
سينامُ حينَ تنامُ ،
وليصْحُ الزَّبَدْ .
***
الرؤيةُ انكسرتْ ،
وغامتْ نظرةُ الرَّائِى ؛
فآنسَ مِنْ غيابِ الغيبِ ناراً .
شَجْوُهَا مُرٌ ،
ووَقْعُ الضَّوْءِ مُلْتَبِسٌ
لمَاذا لمْ يَعُدْ ظِلِّى إذَنْ ..
والضَّوْءُ مُنْكَفِئٌ ..
على جرحِ الفَرَاغْ ..؟
***
هَذى شَظَايَا الرُّوحِ ..
تنضو عن حريرِ الوقتِ موسيقى ،
وتثقبُ جَمْرَةَ الرُّؤيَا .
تَقَدَّسَ طميُكَ الغَضُّ الجَليلُ ،
تَقَدَّسَتْ لُغَةُ السَّدِيمِ ،
تَقَدَّسَ الحُمَّاضُ ،
والجُمَّيزُ ،
والليلُ المُجَعَّدُ ،
والرَّصِيفُ البائِسُ المُهْتَاجُ ،
والأمْوَاهُ ،
والأمْوَاجُ ،
هلْ سيزولُ حُبٌّ زائِلٌ ..؟
ويؤوبُ لِى هذا الإيَابْ ..؟
***
(
نَقِّلْ فؤادَكَ حَيْثُ شِئْتَ )
فلاتَ حينَ رؤى
وهيِّئ جَمْرَةً للظِّلِّ ..
فِى أفُقٍ ..
يَمُدُّ حُضُورَهُ لغِيَابِهِ ،
الألوانُ ساخنةٌ
كنظرةِ عاشقٍ بَرِقَتْ
فآنَسَهُ الفُضُولُ .
فلمَنْ أقولُ :
جَهَنَّمٌ لُغَتِى ..؟
وكَيْفَ – إذنْ –
أقُولُ ..؟
***
شَجَرُ الرُّؤى ..
مُتَجَذِّرٌ فِى اللَّونِ ،
ليْلُ المَزْهَرِيَّةِ طَمْيَةٌ ،
وسَنَابِلُ الإيقاعِ بَرْقٌ غَامِضٌ
يَسْتَحْلِبُ الفَوْضَى ،
ويَسْقِى غَيْمَةً .
***
الوردةُ اشْتَعَلَتْ ،
وعُرْىُ الضَّوْءِ يَشْرَعُ سَيْفَهُ ،
والأحمَرُ المُهْتَاجُ يُهْرِقُ دَهْشَةً ،
ليغِيبَ فِى دَمِكَ اشتعالُكَ .
ثَمَّ ضَوْءٌ عَابِرٌ ..
سَيَفِرُّ مِنْ عُرْى القَصِيدَةِ ،
ثُمَّ يَفْتَرِعُ الأفُقْ .
***
سَتَفْقِسُ فِتْنَتَهَا ..
جَمْرَةُ الحُزْنِ ،
هِئْتَ لَكَ
المَوْجُ مُشْتَعِلٌ ،
فلتُحَاصِرْ جَهَنَّمَكَ الآنَ ،
ولتمْحُ آثارَ كَفَّيْكَ ..
مِنْ رئَةِ اللَّوْنِ
يكفِى القليلُ
لكى يَثْقُبَ الظِّلُّ ..
شَمْسَاً مِن الشَّمْعِ ،
تصحو المَجَازَاتُ فِى سِدْرَةِ اللَّوْنِ .
مَنْ للفَرَاغِ إذَنْ ؟
ولِمَنْ سَتُغَنِّى قرنفلةُ الرَّعْدِ ..
حينَ تُضِيءُ الكَمَنْجَاتُ
أشْيَاءَهَا الغَامِضَةْ .
***
سَيَمْنَحُكَ المَوْتُ ..
مُتْعَةَ ألا تموتَ كَعُشْبٍ ،
تُجَرِّدُهُ الرِّيحُ مِنْ حُزْنِهِ ،
ثُمَّ تُشْعِلُ نَهْرَاً ..
بِعَيْنَيْنِ مِنْ ألَقٍ شَائِكٍ
كالرُّؤى .
فاشْرَع الضَّوْءَ ،
واعْتَدْ لِعَيْنَيْكَ مُتَّكَآتٍ ..
من الظِّلِّ .
هذا المَدَى صَهْوَةٌ
والسَّدِيمُ نَخِيلٌ ..
عَلى رَبْوَةٍ ..
لا تَرِيم .
***