غرفة
تتسع لسماء بعيدة
فى
غرفةٍ ،رائحة جثة تتسلل من تحت عقب الباب
غرفة
مغلقة لا يعرف أحد من يسكنها،
بدأت
الرائحة فى خلع ملابس الجثة ،تقطيع الأعضاء ورصها داخل ثلاجة الوقت فى تنسيق جمالى
مدهش ،الرائحة تنظف اللحم المقطوع عرضيا من هوية الدم
لا
أوردة تقودنا إلى الرأس
الرأس
تدحرج مثل مكعب نرد
إلى
احتمالات بعيدة جدا ..
الرائحة
تهرب مع الدود من عتبة الباب وإفريز النافذة الضيق..
حين
يقتحم الغرفة رجال الشرطة ، وخبراء البحث الجنائى والأطباء الشرعيون
ليس
هناك من أثر لميت
والغرفة
نظيفة تماما من الملائكة
الرائحة
وحدها من تحرس الجسد
وحدها
من تسير الآن بلا أعضاء فى شوارع المدينة المكدسة بالموتى
الذين
ينظرون ببلاهة إلى جثة مجهولة
تسير
بلا رأس !
****
فى
سماء الغرفة يطير كل شئ :
الحشرات
والجثث والأطفال والآلهة والأثاث المتآكل والسجادة السوداء ومزهرية الورد البلاستيكى
والكتب والوقت والذاكرة والحزن والجدوى
والحرب والماء والهوس والفصام المرضى ..
أبقى
فى القاع
وأحفر عميقا كى أصل للسماء الأخرى
فى
الجهة المقابلة ..
