تفاصيل
.
وحدى مثلما يَعتادُ طيرٌ أن يغوصَ
فلا الهواءُ مشققٌ لتمرَّ روحٌ بين طبقاتٍ تكلسَ سلمُ الترتيبِ فيها
كنتَ تسمعُ فى الأعالى مايشدك
وانحسار الضوء عن عينيك سوف يعيدها جدباء
هل جربتَ محواً لايعيدك للفضاء الرحب
والأشياء حولك تبتدى دوراتها
الأرض تُخرج نسلها والنار تأكل
والرماد يعود أرضاً سوف تُخرج نسلها المنذور
هل جربتَ أن يملأك زهوٌ باكتشافك مثلما تطفو الولادة
أنت لا ضوءٌ ولا محوٌ ولازهوٌ يردك للبداية
فالطريق ممهدٌ والخطو منزلقٌ
ومثلك لايعود لجحر ضبٍ مُرغماً
آنستَ فى الفرقاء ناراً كنتَ ترفد شجرها
فتركتَ ضوء الفتنة الممدود يخدع طالباٌ وخدعت مطلوباً
وأنت تدور فى الأجواء لا أرضٌ تقلك
والسماء تقاطعاتٌ من رؤى
والشمس تهرب
هل ستهبط رغم تحذيرى لأنك قد سئمت جفاف لغو الرمز والتجريد
تلمس ورقةً خضراء
تعصر نبتةً لتذوق بادرة الحياةِ
تمس كف ملوحين لتنبتَ الذكرى على أطراف قلبك
هل ستفتح للتفاصيلِ الصغيرةِ بابَها لتغوصَ فى ألق الحياة
تشم عطراً أو تذوق حرارةً والدفء لم يخطر ببالك فى الأعالى
قد تقول بأن نافذة لديك أتتك منها سنبلات الوجد
وارتجت قبابٌ حين أنشدت المراثى والعصافير التى كانت تحط على شفاهك كى تذوقَ الحرفَ ممزوجاً بأنفاس الأحبةِ حين تذكرهم وقد تحتاط حيناً كى تروضها
ولكن المسرة لاتقاوم
قلت لى دوما ستذكر وارداتِ الحالِ
لكن النوافذ لاترد الضوء
وحدى سوف أغلقها وأهبط
أفتديك
....................... هشام حربى
