الآخر
رجلٌ
يلاعبُ نفسَه الشطرنجَ
يبدأ
بالوزير لكي يشوِّش خصمَهُ
(ذاكَ
الذي هو نفسه لا غيرَ)
ينقلُ
عسكريًّا خطوتين إلى الأمامْ..
من
ثَمَّ يشرع في تقمص خصمِه المهزومِ
ينتهزُ
انشغالَ رفيقِهِ بالنصرِ
حيثُ
يحرِّكُ الفيلَ الثقيلَ
ليستقرَّ
بجانبِ الملكِ الهزيلِ
فيسفرُ
اللعبُ الجريءُ عن انتصارِ اللاعبَيْنِ
وعن
هزيمةِ من يحاولُ أن يفسرَ ذلك اللغزَ
الذي
كالضوء يلمع في الظلامْ..
رجلٌ
يلاعبُ نفسَه من دونِ أن يدري
مَنِ
الخسرانُ في هذا اللقاءِ،
فيستريحُ
هنيهةً،
ليقولَ
في ثقةٍ: إذنْ
لا
بدَّ من أنْ أنحني للآخرِ المهزومِ فيَّ
وأنْ
أعامِلَهُ بحبٍّ وامتنانٍ
واحترامْ!