الرئيسية » » مَوْتُ آخِرِ الرَّعَوِِيين . | محمود قرني

مَوْتُ آخِرِ الرَّعَوِِيين . | محمود قرني

Written By هشام الصباحي on الخميس، 26 مايو 2016 | مايو 26, 2016

 

مَوْتُ آخِرِ الرَّعَوِِيين .






















أيها البطلُ الخاسرُ
كيف يمكنني أنْ أعتذرَ لَكْ ؟
وبأيِ مِذْرَاةٍ
يمكنني أنْ أنثُرَ بقاياكَ
علَي وجهِ العالَم ؟
هل سيكون ذلك علاجاً لِمِنْ أعرَضُوا عنك ؟
الأطباءُ يمْضُونَ في تشْخِيصاتِهم
والكيميائيون يتحدثون عَلَانِيَةً
عن عظامِكَ المُهَشَّمَة
وعن دمِكَ الذي لَوَّثته الحروب
العشَّاقُ يمْضُون عَنْكَ إلي هجراتِهم
بَعْدَ أنْ انحسرَتْ حاجتُهم إلي الكلام
















علماءُ الأنثربولوجيا
يسْتَنْبِتُون حَفْرياتِهم
مِن بين أسنانِك المُتَرَّمَة
ومِن آثارِ خُطواتك
في الغابات والسواحل
رجالُ المالِ
لا يصدقون أنك لا تأكلُ ولا تَشْرَب
وأنك ، لهذا السبب ،
لَمْ تُصِبْكَ التخمةُ أبداً
رجالُ السياسةِ لَمْ ينسَوا لك
أنكَ اعتبرتَهُم فَضَلاتٍ
لفَظَتْها مُؤخِراتُ الشعوب
ورجالُ الحربِّ
يبكونكَ وحدَهُم في الميادين
ولا يجدونَ مَنْ يستمعُ إلى نحِيبِهم














الأنبياءُ قطعاً يكرهونك
لأنك جَرَحْتَ بلاغتِهم
أمام المَوَالي
ثُمَّ خطَفْتَ قلوبَ نسائِهم
أمَّا رِجالُ المَدِينةِ الجديدة
الذين يعتَدُّون بِصَلابتِهم
فإنَّهُم يُعِدُّونَ قبرا لِأسْمَالِكَ
ويجهزون للاحتفال
باختفاء آخِرِ الرَّعّوِّيينَ
مِنَ هذا الكوكب .
فكيف أعتذرُ لك
أيها البطلُ الخاسرُ دائماً

.. أيُّها الشِعْر .

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads