الرئيسية » » عدتُ إلى مقطورتي أخيرا | أشرف الجمال

عدتُ إلى مقطورتي أخيرا | أشرف الجمال

Written By هشام الصباحي on السبت، 30 أبريل 2016 | أبريل 30, 2016


عدتُ إلى مقطورتي أخيرا أنا سائق قطار بضاعةٍ قديم أجمع فيه خردة ذكرياتي الأمنيات الصدئة وأطوف منامات الناس وأشتري منهم أحلامهم الروبابكيا تلك التي استغنوا عنها .. أو أصابها العطب ربّيت غزلانا في إحدى عرباتي أفيالا وصقورا عصافير مهاجرة نباتاتٍ نادرةً من الصبار والعرعر ولبلاب المقابر وصور عشاقٍ مشاهيرَ .. ماتوا في القرون الأولى كان قطاري يتسع لكل هذه الروائع أخترق به مدينة الليل لبلادٍ بعيدة .. تحوطها الجبال والمناجم أستصلح ما أمكنني إصلاحه أبيع الحلم بخمسة جنيهات والذكرى بثلاثة ويمكنني أن أفرغ حمولة قطاري وأبيعها بُرخصْ التراب من أجل اللحاق بحبيبةٍ في مدينةٍ أخرى حمّلني عاشقً رسالةً إليها مع أنني لم أجرّب الحب ولم أحلم به يوما فقط كنت أكتب قصائد أغنيها في الطريق وأنا أدخن وأصغي لصرير قطاري يلتهم المسافات ويلهبه الحنين كرسول محبّةٍ .. قُدّر له أن يحيا مسافرا ... شاهدتُ عشاقا يموتون وعشاقا يخونون وآخرين يذهبون بلا عودة ... أياماً كثيرةً أنا وقطاري كنا ننام تحت النجوم علّمتنا الحياة أنه ليس هناك أدفأ وأصدق من حضن العراء .

..
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads