سِرْنَا بعيدا
بعد ساعة ونصف من طيران روحي
فوق سنواتنا البالية
ثمة عُطْلٌ في البحر
يمنع وصول الهواء إلى الرئة
ما أعظم نصيب الصخر والرمل مِنِّي
أنا الذي انتظرتكِ طويلا
ولَكَم هو قاحلٌ هذا الكوكب
مع أنني على موعد من القدر للقاء عينيكِ
لكأنكِ تأتين بعد فوات الأوان
بعد انكسار الأنهار والظلال ومساكن البشر
العالم مصاب بصداع نصفي
وأنا قطعت سبعين ميلا حافيا في دموع مشكاة
لأصل إلى غربتي
الحب يعلن عن نفسه قمرا في الليل الأسود
دما في نزيف الموسيقى
حزنا قاتما كالدخان يتسع حتى النجوم
ولكني في معظم الوقت أوصد نفسي بين مجراتي الصغيرة
في الضوء الأزلي والخفي بين أحضانك التي أفتقدها
أشعر بقلبي مجهدا ونقيا
أهبط إلى ألف متر في قاع ذكرياتي
لأظفر بزعفران الخطيئة
تكبدتُ ارتجاجات طويلة في طريقي إلى قلبك
برغم السماء الصافية
والمجازفة بخسارة الزمن والجسد
والحياة نفسها
الواقع لا شيء يثبت أنني لا زلت حيا
ومع ذلك أنعطف كي لا أتورط في شفتيك
أنا رجل يكد ليجد جمر ماهيته في قاع موقد
لا في رضاب امرأة
ولا في صهيل نهدٍ برّي يخمش ليله
أُرجّحُ أنني لن أعيش طويلا
وبما أنني أجهل كل شيء .. وأي شيء
فلا يمكنني أن أتشدق بأي كلمة تعني الحقيقة
أنظر إلى روحي كحطام باخرة هاربة
والموت يطاردها في العاصفة
وأفكر ألف مرة قبل أن ألقاكِ
في اغتيالٍ متعمدٍ لكلمة
أحبك .
