من أمام واجهة اٌخرى ، تطلّ على عالم مصغّر ، عند منعطف حياةٍ بالكاد مرئية
لا ينقص سوى وجودي في داخل إحدى الغرف
اُركّز نظارةً رقيقة فوق أنفي، كانت متروكة على مقعد لقارئ مجهول
أسكب رشفتَي كونياك
واحدة لضجري ، وواحدة للغائب،
أو أستعير ريشةً من مشغل فان غوغ
حيث اليأس ما زال طريّاً والزيت مجفّفاً
بين الجلد والورق
لا أنظر الى غرفة نومه ولا الى غليونه المنسي
أودّ لو أملك ذاكرة تبغه ورائحة القلق اللذين احترقا هنا .
لم أعد أرى سوى الأشياء المصغّرة
العابقة بالهروب والتربنتين
أسعل بدل أن أبكي
أبصق بدل أن أموت
لن أتساءل عمّن حاك تلك القبعة الصفراء فوق السرير
وفوق موت العالم .