الرئيسية » , , , , , , , » روي بيتر كلارك: قصَّ الأجزاء الكبيرة ثم الصغيرة | ترجمة: منيرة درع

روي بيتر كلارك: قصَّ الأجزاء الكبيرة ثم الصغيرة | ترجمة: منيرة درع

Written By تروس on الأحد، 31 يناير 2016 | يناير 31, 2016

روي بيتر كلارك: قصَّ الأجزاء الكبيرة ثم الصغيرة
ترجمة: منيرة درع

قلم الأغصان الكبيرة ثم تخلص من الأوراق الميتة.

عندما يقع الكُتّاب في حب كلماتهم فإن هذا الحب الجميل يمكن أن يقود لنتيجة سيئة. فعندما نقع في حب كل اقتباساتنا، شخصياتنا، حكاياتنا، واستعاراتنا يصبح من الصعب علينا قتل أي منها، لكن قتلها أمر لابد منه.

“اقتل أحباءك” قالها بصراحة الكاتب البريطاني آرثر كويلر كوتش في عام 1914، ومن الأفضل أن تطبق هذه القسوة في نهاية عملية الكتابة، عندما يكون الإبداع خاضعًا للحكم بقلب ميت. وبانضباطٍ شديد يجب أن تحتسب كل كلمة. كتب ويليام سترنك في أول إصدار من كتابه عناصر الأسلوب “إن الكتابة القوية تكون موجزة”

لا يجب أن تحتوي الجملة كلماتٍ غير ضرورية، ولا أن تحتوي الفقرة جملًا غير ضرورية، وذلك لنفس سبب عدم احتواء اللوحة لخطوط غير ضرورية، والآلة لقطع غير ضرورية. وهذا لا يعني أن يلتزم الكاتب بجمل قصيرة، ولا يعني أن يتجنب كل التفاصيل ويعامل نصه كملخص، لكن عليه أن يجعل كل كلمة مؤثرة.

لكن كيف يمكن تحقيق ذلك؟

بأن يبدأ في تحرير المقاطع الكبيرة. علمني دونالد موراي أن الإيجاز يأتي من الإنتقاء، وليس من ضغط النص، وهذا درس يتطلب إزالة القطع الكبيرة من العمل الكتابي. عندما حرر ماكسويل بيركنز رواية توماس وولف، واجه وقتها مخطوطة كتابية تزن أطنانًا ويمكن نقلها بعربة يدوية. “لا يبدو لي أن الكتاب طويل وكثير الإطناب، لكن كل ما يصدر منه ينبغي أن يصدر قطعة قطعة، وليس جملة جملة” كانت هذه نصيحة المحرر الشهير ذات مرة للكاتب الشهير. اختصر بيركنز فقرة واحدة بطول أربع صفحات عن عم وولف إلى ست كلمات هي “هينري الأكبر، أصبح الآن في الثلاثين”

إذا كنت تهدف للدقة والإيجاز، فابدأ بتقليم الأغصان الكبيرة، ثم يمكنك لاحقاً التخلص من الأوراق الميتة.

تخلص من أي مقطع لا يخدم محورك.
تخلص من الاقتباسات، الحكايات، والمشاهد الضعيفة لتعطي قوة لتلك الأهم.
تخلص من أي مقطع كتبته لإرضاء مدرس قاسٍ أو محررٍ عوضًا عن إرضاء القارئ العادي.
لا تطلب من الآخرين القيام بتحرير عملك، فأنت تعرف العمل أفضل منهم. علّم الاختصارات الاختيارية، ثم قرر إن كان يجب التخلص منها فعليًا.
خصص وقتاً للمراجعة، وإن كنت مستعجِلاً فاعمد إلى انجاز مسودة ونصف، أي أن تتخلص على عجل من عبارات، كلمات، وحتى مقاطع لفظية. يعد هذا النموذج من تنقيح الكلمات من أهم أعمال ويليام زينسر. يستعرض زينسر في الفصل الثاني من كتابه حول الكتابة جيدًا كيف اقتص الأجزاء الفوضوية من المسودة النهائية لكتابه. يقول عن هذا:

“على الرغم من أنه يبدو كمسودة أولى، إلا أنني قد أعدت كتابته وطباعته أربع أو خمس مرات. حاولت في كل مرة أعدت كتابته أن أجعل النص أكثر اختصارًا، قوةً وتحديدًا، وأن أحذف كل عنصر لا يؤدي وظيفة مهمة.”

كتب زينسر في هذه المسودة عن القارئ المكافح فقال “إنني أتعاطف معه بشكل كامل، فهو ليس غبيًا. إذا ما شعر القارئ بالضياع، فهذا عمومًا يعود إلى أن كاتب المقال لم يحرص كفاية على إبقائه على الطريق الصحيح.” قد يبدو هذه المقطع موجزًا لذلك فإن مشاهدتنا للكاتب وهو ينقحه ستكون مفيدة. في أثناء تنقيحه له تخلص من  ” بشكل كامل”، وكذلك من “فهو ليس غبيًا” وكذلك من “المقال” وكذلك من “الصحيح” (وأعترف بأنني كنت لأبقي على “الطريق الصحيح” لتحقيق الجناس، لكن “الطريق” تتضمن في معناها “الصحيح”)

وبذلك يصبح المقطع بعد المراجعة “إنني أتعاطف معه. إذا ما شعر القارئ بالضياع فهذا عمومًا يعود لأن الكاتب لم يحرص كفاية على إبقائه على الطريق.” بعد التنقيح نجت سبع وعشرون كلمة من الست والثلاثين كلمة في النص الأصلي. [i]

من الأمور التي تستهدف بالحذف أثناء التحرير:

الأحوال/ الظروف التي تعزز الجملة عوضًا عن تعديلها مثل: فقط، حتمًا، تمامًا جدًا، كليًا، بالضبط.
العبارات التي تحتوي على حروف جر والتي تكرر البديهيات مثل: في القصة، في المقال، في الفلم، في المدينة.
العبارات التي تتعلق بالأفعال مثل: يبدو مثل، يميل إلى، يجب أن يكون، يحاول أن.
الأسماء المجردة التي تخفي الأفعال المضارعة مثل: المراعاة تصير يراعي، الحُكُم يصير يحكم، المراقبة تصير يراقب.
إعادة التأكيد، مثال: إنه عصر رطب، شديد الحرارة.
المسودة السابقة لهذا المقال كانت تحتوي على 850 كلمة. [ii]، بينما هذه النسخة تحتوي على 678 كلمة، تخلصنا من 20% منها.

 

 

[i] النص الأصلي بالإنجليزية.
[ii] المسودة الأصلية بالإنجليزية. 


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads