الرئيسية » , , , , , , , » أن تكتب لمن هم معجبون بك فقط..كما يفعل توم وولف! | لميس علي

أن تكتب لمن هم معجبون بك فقط..كما يفعل توم وولف! | لميس علي

Written By هشام الصباحي on السبت، 5 ديسمبر 2015 | ديسمبر 05, 2015

أن تكتب لمن هم معجبون بك فقط..كما يفعل توم وولف!

لميس علي


بطريقة غير مباشرة.. ولأن أحدهم (ويليان ميكبيس ثاكاري) كان أن استفزه عبر تأليفه عملاً عن سحر الحياة 

البورجوازية في نيويورك.. أقدم على تأليف روايته الأولى (محرقة الغرور)- أو محرقة الأباطيل- يفضح فيها عوالم الطبقة البورجوازية في نيويورك.

خلال خمسين سنة أمضاها في التأليف والكتابة لم ينتج الروائي الأميركي توم وولف إلا أربع روايات.. عدا عن الكثير من المؤلفات الأخرى والمقالات الصحفية.. ومع ذلك لا يمكن النظر إلى المشهد الروائي الأميركي دون احتساب وولف واحداً من القامات المهمة.‏
مؤخراً صدرت الترجمة الفرنسية لروايته الرابعة (ميامي الدامية) التي سبق أن تُرجمت إلى العديد من اللغات الأوروبية.. ونالت إعجاب النقاد هناك.‏
في هذا العمل يتناول موضوعة (الهجرة) وما ينتج عنها من مشكلات اجتماعية اقتصادية وسياسية وحتى ثقافية أو أخلاقية. يلاحظ أن شيئاً ما طرأ على هذه المدينة بعد موجة من المهاجرين الكوبيين القادمين إليها.. الذين باشروا فيها استثماراتهم.. الأمر الذي جعلها واحدة من أغنى المدن الأميركية.. وهو ما يردّه وولف إلى التجارة بالمخدرات والبغاء.. بالإضافة لملاحظته قلة عدد السكان البيض.‏
من خلال الكثير من المقابلات التي أجريت مع الكاتب يصرح أنه قبل الشروع بخط روايته (ميامي الدامية) عاش فيها وعاين الحياة عبرها عن قرب ملامساً حياة الليل ونواديها السرية.. مقترباً من عالم الجريمة المنظمة.. مطبقاً قناعة أن على الكاتب أن يخرج من منزله عند شروعه بكتابة روايته. يقول: (لطالما فكرت بأنه حين علينا أن نخبر شيئاً للقارئ، علينا أن ننتقل بأنفسنا لمعاينة الأمور قبل الكتابة عنها) وهو ما تعلّمه من مهنة الصحافة التي مارسها قبل ممارسته الكتابة الأدبية.. هو القادم من عالم الصحافة ومَن أطلق مصطلح (الصحافة الجديدة) الذي انتشر عالمياً من خلال مقالاته.‏
على الرغم من بلوغ الروائي عامه الثاني والثمانين إلا أنه لم يزل قادراً على إطلاق أفكاره التي قد لا تعجب مواطنيه.. ويعترف في غير موضع أنه يكتب فقط للمعجبين به.‏

بعد روايته الأولى (محرقة الغرور) عام 1987، جاءت الثانية عام 1998، والثالثة (أنا شارلوت سايمونز) عام 2004، التي تغوص في المناخات الإيروتيكية الخاصة بالحياة الطلابية في أميركا بروح نقدية ساخرة.. قوبلت الرواية بفتور من النقاد.. وصرّح وولف أن هدفه من هذه الرواية توثيق المجتمع المعاصر في تقليد جون شتاينبك، تشارلز ديكنز، وإميل زولا.‏

بعد روايته (رجل حقيقي) تهجّم عليه ثلاثة من الروائيين الأميركيين الكبار: نورمان ميلر، جون أوبدايك ، وجون إيرفينغ.. إذ اعتبروه صحفياً متقدماً أكثر من كونه روائياً.. وكان أوبدايك قال عنها: ( رواية للترفيه، وليست للأدب).‏
بدوره لم يفوّت وولف فرصة للردّ على نقدهم قائلاً: (ما أغضب أوبدايك هو ظهور صورتي على غلاف مجلة «تايم» إذ من النادر أن يحظى كاتب بشرف نشر صورته كغلاف، وهذا لم يسر ميلر أيضاً، كان ذلك أكثر مما يحتمله هؤلاء (العواجيز) وإني أستعمل هذا اللفظ بعد أن وصلت إلى سن 69) ويستمر بردّه الساخر: (هذا نوع من الغيرة، وهذا طبيعي، إن أوبدايك نشر كتاباً لم يشعر به أحد وغرق دون أي فقاعات، أما ميلر فهو أيضاً صدر له كتاب من المضحك أني لا أذكر عنوانه).‏
ومن وجهة نظره يرى أن رواية القرن الواحد والعشرين لم تعد تبحث عن أسلوب أو شكل بل إنها تبحث عن 
المضمون.‏

من جملة إسهاماته يُنسب له بعض المصطلحات الجديدة في العلوم الإنسانية والاجتماعية مثل مصطلح الأشعة السينية الاجتماعية.. كما كتب مقالات حول ثقافة (البوب) وجماعة (الروك). حصل على العديد من الجوائز، منها: الجائزة الوطنية، وجائزة شيكاغو تريبيون.. ومن أهم مؤلفاته غير الروائية كتاب (في زماننا) ألّفه عام 1980، جاء مدعّماً ببعض الرسوم التوضيحية لأفكاره وتصوراته.‏

عن حياة وولف يُذكر أنه ولد في الثاني من آذار عام 1931، في ريتشموند- فرجينيا. في حياته الطلابية كان رئيس مجلس الطلبة ورئيس تحرير صحيفة المدرسة ولاعب بيسبول.. بعد تخرجه من المدرسة عام 1949، تخصص باللغة الإنكليزية.. وتابع ممارسة الصحافة كمحرر رياضي في صحيفة الكلية. تخرّج عام 1951بامتياز.. وفي جامعة يال تابع دراساته العليا وقدّم أطروحة الدكتوراه . عُرض عليه التدريس في الأوساط الأكاديمية.. لكنه اختار العمل كمراسل عام 1956، في سبرينغفيلد- ماساشوستس. عام 1959، انتقل للعمل في صحيفة واشنطن بوست.‏
عام 1962، انتقل إلى نيويورك. أولى رواياته بدأت من خلال بحثه ومراقبته الحالات في المحكمة الجنائية في
 مانهاتن.. نجاح روايته الأولى أدى إلى اهتمام واسع بروايته الثانية التي استغرق لكتابتها أحد عشر عاماً.‏
كتب عام 1989، مقالةً اقترح فيها أنه يمكن إنقاذ الأدب الحديث من خلال الاعتماد على التقنية الصحفية.‏
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads