الرئيسية » » ثورة الجماجم | عبد اللطيف رعري

ثورة الجماجم | عبد اللطيف رعري

Written By هشام الصباحي on السبت، 5 ديسمبر 2015 | ديسمبر 05, 2015

تسلّل الوهم يتخطى الظلال
بين قبور مترعة على شرفات الموت
تترقب أرواحا بالعويل
فجرّ جماجمها بذيله للرقص المفترض
وحمى الريح في تطاول لنسج صوتيات
حمقها لعين
حلم العاصفة شردته الحرائق
ومسحت بالرماد ذقون التماثيل الصامدة
وأسالت تواريخ الميلاد على زمن الرحيل
نار  محمرّة جارية في أيادي العار
ساعات وهمنا بالمنظار...
ساعات حلمنا في احتضار...
ولساعات هيامنا عقارب   بألف اعتذار
لا نهاية للجماجم في حجم العيون
بدمائها المسودة تغتسل من خطايا العهود
بأنيابها تغزل محاورات الشك وشائعات الحيّل
لا شجن يسكن الهياكل غير الانتظار
لا وهنا أقسى من وهم الغياب
لا رنة خاطئة تعيد مواويل الحساب
وحدها الثعابين تلتف على الاعناق
تقبل بلسان المرارة خناجر بحّت
من فرط الصراخ
آثار بطونها حارقة كلمح الصدى
وإن لانت فأنيابها دامية ...
رؤوس تقرع بالعظام وأفواه ينبعث
منها صمت صاخب
ومشي على شاكلة الحفاة وسط الجمر...
أين إذن ستستقر رصاصة الموت ؟
على جبين من ؟
على صدر من؟
رجال انتعشت أحلامهم لما حطّت سبابة عظمية
على زناد أعوج ...
وحده النحيب التليد لهزم أعطاب
النسور المرعبة
حيت سكاكين الهول في مفترق الغابات
تثأر لبعضها
الهول في خطى الهروب يعيد
 صغار الجماجم الى هزمها
والأخرى لجهلها بتثاقل عقيم...
جماجم تحترق في وسع المكان
جماجم تتلهى بصيد الغمام
جماجم لها صلة بطبع الندم...
ورياح الوهم تبتسم لومض الحريق
وتملي النفس بالشروق.....
النهر يقترب من فورة  الريح
فتلتهم ألسنة النار بساطه المائي
وتسخر الطحالب الهاربة من زعل البحر
على رقصه الخاطئ وتتلون المسافات
حين يبدأ السراب يرسم  رحلته الابدية ....
تختبئ الظلال وراء ظلالها
والأشجار  تتبرأ من أغصانها
وعمق البحر خدعة ...
صنعتها أطياف تتملى الوجوم قاطعة عرض النهر
على ظهر غمامة   يحركها صفير الجماجم
النهر يقترب من ألحريق
وفي لسانه مزحة تعشقها الغابة...
النهر يهجر ماؤه ليلعق سراب الغدير
النهر يثمل بحمقه بين صبار الالم
وصيده الهزيل
النهر يغترف من الجنون ..
النهر  يحتضر ...
اين سيموت النهر ؟
من يثقن لغة الصمت ويتلوا 
عليها آيات الاغتراب؟
لمن تتسع الحفر الرهيبة  وظلمة
آخر الليل في محراب الفجور
قد يتعطل سعيها بين حصير وحفنة تراب
عواصف الموتى تتلكع  الصمت
عواصف الموتى تستحيل  الصبر
قبورنا في سحابة ...
قبورنا  مع غمامة...
لا للحريق ...لا  للندامة ...
أيها الوهم الجارف مشلول نصفك
لم تعد تقوى على الرحيل
والحريق يدنو من أسمالك المرتّقة بالخوف
   احترق كما يشاء الحريق ..
احترق كما الحريق يحترق...
هي ثورة جماجمنا حتى الغرق
هي انعتاق وفخر ودراية ...
هللوا  بأصواتكم يا رفاق
تحررت جماجمنا ولا التواء بالأعناق
 هي ثورة من عمق الحفر حتى منتهى النهر
هي ثورة الجماجم فلا تحرقوا عظامها
عبد اللطيف رعري/مارسيليا/فرنسا

ثورة الجماجم


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads