الرئيسية » » (في أذن الخيبة يهمس) | الضوي محمد الضوي

(في أذن الخيبة يهمس) | الضوي محمد الضوي

Written By هشام الصباحي on الخميس، 31 ديسمبر 2015 | ديسمبر 31, 2015



(في أذن الخيبة يهمس) يا سيدتي التي تمرُّ من هنا ..يا سيدتي التي تلفَّحَت الفرو، ولبستْ الحذاءَ الأحمرَ اللامعَ والأساورَ السوداءَ الأنيقةَ، يا سيدتي (الخيبة) ..أنا أصلحُ لأشياء كثيرةٍ.. أجيدُ مَسْحَ الأرضياتِ التي أوسخُهَا، أجيدُ سقايةَ الزرعِ، وتمشيطَ شَعْرِ الأميراتِ الطويلِ، أجيدُ لعبةَ (الاستغمايةِ) لو شئتِ أنْ تغافليني وترحلي، أجيدُ شرح الأفلامِ الصعبةِ فتصير مسليةً وأقلّ دماءً، أجيدُ الغناءَ أيضا، والرقصَ على عَزْفٍ ذَابِحٍ وشَرِسٍ عندي أحاديثُ كثيرةٌ ..أحاديث عن الحيواناتِ الضالةِ المكسورةِ واللصوصِ المساكينِ، والعفاريتِ الهادئة المسلّية، يمكنني أن أصف لكِ الله كما لو كنَّا صديقين قديمين، أمسُّ الأيدي والأكتافَ بحنانٍ بالغٍ .. وأقبّلُ الوجناتِ برقّة بستانيّ أنيق، يمكنني أن أضع مساحيقَ الوجهِ لامرأةٍ لا تجيد ذلك .. فتصيرُ جميلةً وتَبْرُقُ .. خذيني إلى البيتِ يا سيدتي الخيبة، لا تكتفي بزياراتك العابرة لي.. سوف ينسى الناسُ أنكِ الخيبةُ، سوف نملأ الزجاجاتِ الفارغةَ بطينٍ .. ونزرعُ فيها تَمْرَ حنّا من الجروحِ .. سنأخذُ دمًا وننقذُ مَرْضَى على وشكِ الموتِ سنستأذنُ الوحيدينَ في رقصةٍ واحدةٍ .. رقصةٍ أخيرةٍ قبلَ الانتحارِ؛ ربما غيروا آراءَهم ..سوف نشعلُ نارًا ونستدفئُ من شدَّةِ البردِ صدقِّيني .. مزيدٌ من الدردشةِ على طقطقةِ الأحطابِ، ربما اقتنعتِ أنّكِ لستِ خيبةً أصلا ..!
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads