الرئيسية » , , , , , , , , » في عصر «القارئات» الإلكترونية.. كتاب واحد في العام لا يكفي | نيويورك: جوليا بوسمان

في عصر «القارئات» الإلكترونية.. كتاب واحد في العام لا يكفي | نيويورك: جوليا بوسمان

Written By تروس on الاثنين، 21 ديسمبر 2015 | ديسمبر 21, 2015

في عصر «القارئات» الإلكترونية.. كتاب واحد في العام لا يكفي

ظلت خريطة النشر لسنوات مثل جدول متوقع كالروزنامة


المؤلفة ليزا سكوت لاين التي تكتب أفلام الرعب يصدر لها كتاب أو كتابان سنويا (نيويورك تايمز)
نيويورك: جوليا بوسمان 
لقد ظلت خريطة النشر لسنوات مثل جدول متوقع كالروزنامة، حيث يؤلف الروائيون المتخصصون في روايات الغموض والإثارة والرومانسية كتابا في العام، وهو إنتاج لا يكفي فحسب؛ بل ينم عن غزارة الإنتاج أيضا. مع ذلك، حفز عصر الكتاب الإلكتروني ماكينة نشر الكتب، حيث يكتب المؤلفون حاليا قصصا قصيرة أو روايات قصيرة أو حتى كتابا كاملا آخر سنويا في محاولة لإرضاء القراء غير الصبورين الذي اعتادوا تنزيل أي كتاب إلكتروني يريدونه بلمسة على زر، والناشرون هم الذين يلحون عليهم ويدفعونهم نحو زيادة إنتاجهم اعتقادا منهم بأنه كلما تردد اسم كتابهم على الساحة، زادت نجوميتهم.
وقالت ليزا سكوت لاين، مؤلفة كتب إثارة من الأعلى مبيعا: «لقد كان تأليف كتاب واحد سنويا أمرا جللا يشبع السوق، لكن باتت الثقافة اليوم مثل حيوان جائع يجب أن تطعمه». ويأتي الاتجاه إلى زيادة الإنتاج في إطار سعي الناشرين إلى البحث عن وسائل للحفاظ على قراء يواجهون إغراء أشكال ترفيهية أخرى تتوافر أكثرها بلا توقف وفورا. وتنتشر حلقات البرامج التلفزيونية على الإنترنت بعد انتهاء عرضها بسويعات ويتاح عرض بعض الأفلام في المنزل بحسب الطلب بمجرد انتهاء عرضها في دور السينما، لذا لا يكفي إنتاج كتاب واحد سنويا في هذه البيئة، على حد قول الناشرين. في الوقت ذاته، أتاح الإنترنت للقراء الاستمتاع بعلاقة مع كتابهم المفضلين الذي يتوقع منهم الوجود حاليا من خلال المدونات والأسئلة والإجابات على «تويتر» ومشاركاتهم على موقع «فيس بوك». ويميل بعض المؤلفين أنفسهم إلى زيادة أعمالهم بوصفها وسيلة لتخفيف مخاوفهم من نسيانهم إذا ظلوا بعيدين عن سوق الكتب المتقلب لفترة طويلة.

وزادت سكوت لاين إنتاجها من كتاب واحد سنويا إلى اثنين وقد تمكنت من كتابة الثاني بعد ضغط كبير لجدولها، حيث كانت تكتب ألفي كلمة يوميا طوال أيام الأسبوع، وعادة ما كانت تبدأ يومها من التاسعة صباحا وحتى موعد برنامج «كولبيرت».

ويعمل لي تشايلد، كاتب روايات الإثارة البريطاني ومبتكر شخصية جاك ريتشر، على إضافة قصص قصيرة نُشرت نسخا رقمية إلى كتبه الورقية، وهي استراتيجية مقبولة لجذب الانتباه إلى روايته المقبلة. ونشرت أول قصة لتشايلد التي تقع في أربعين صفحة وكتبها في فترة المراهقة في أغسطس (آب) الماضي، أي قبل نشر أحدث رواياته بعدة أسابيع. ويعتزم، بناء على نصيحة ناشره، كتابة قصة قصيرة بنسخة رقمية فقط خلال الصيف الحالي.

وقال تشايلد الذي يعمل مع دار نشر «ديلاكورت بريس» التابعة لـ«راندوم هاوس»: «زاد الجميع أعمالهم قليلا. ونظهر جميعا كمن يزيد من سرعة ركضه حتى نبقى في المكان نفسه». حتى جون غريشام يعمل وقتا إضافيا، فرغم اعتياده في الماضي تأليف كتاب واحد سنويا، فإنه يعكف حاليا على تأليف سلسلة روايات «ثيودور بون» التي تستهدف القارئ المتوسط وتنشر سنويا. ويقول ناشرون إن إصدار قصة قصيرة قبل نشر كتاب ورقي كبير بفترة تتراوح بين ستة وثمانية أسابيع يمكن أن يجذب قراء جددا ربما يقبلون على دفع 99 سنتا مقابل قصة، بينما يترددون في دفع 14 دولارا مقابل كتاب إلكتروني جديد أو 26 دولارا مقابل كتاب ورقي.

يمكن أن يترجم ذلك إلى زيادة في طلبات حجز الرواية قبل نشرها، بل وزيادة مبيعات الكتب القديمة للمؤلف نفسه التي بات من السهل على مستخدمي «نوك» و«كيندل» الوصول إلى نسخ رقمية منها. وقالت جنيفر إندرلين، الناشر المشارك في «سانت مارتن بيبرباكس» إن هذه الاستراتيجية أجدت نفعا مع كثير من المؤلفين، حيث زادت مبيعات كتبهم الورقية بشكل كبير بمجرد نشر المزيد من الأعمال. وأوضحت جنيفر قائلة: «أشفق هذه الأيام على المؤلفين لضغط الناشرين عليهم، فنحن نطلب منهم تأليف قصة قصيرة يمكن أن تباع مقابل 99 سنتا».

ويحل ذلك محل نظام نشر كتب ورقية مخطط جيدا ينتظر فيه القارئ بفارغ الصبر عاما ليقرأ رواية لكاتبه المفضل. وبهذا المعدل الذي يريده الناشرون، لن يثير المحتوى ذهول القراء.

يبدو أنه لم يعد هناك شيء يذهل قراء اليوم. وكتب سكوت شيفلبين، محامي في بورتلاند، نقدا حماسيا الشهر الماضي لقصة قصيرة بعنوان «Second Son»، أو «الابن الثاني» لتشايلد على موقع «Amazon». وقد قرأ شيفلبين القصة بعد شراء روايته الأخيرة «The Affair»، أو «العلاقة» على قارئ «كندل».

ويوضح شيفلبين أن عدد كتب تشايلد التي يعتزم شراءها غير محدود. وقال: «سأمنح أي شيء يكتبه فرصة، فأنا دائما ما أريد قراءة المزيد من أعمال كتابي المفضلين». وزاد بعض كبار المؤلفين أعمالهم بحيث بات من المستحيل متابعتها، حيث لا تعرض منافذ بيع الكتب في المطارات هذه الأيام فقط بعض أعمال جيمس باترسون، بل أعماله الكاملة التي يزيد بعضها أحيانا على ستة في وقت واحد. وأصدر باترسون 12 كتابا العام الماضي وشارك مؤلفون آخرون في كتابة بعضها. ومن المقرر أن يصدر 13 كتابا خلال العام الحالي. وقال بريان تارت، ناشر «داتون» طبعة «بنغوين»: «بدأ كثير من الناشرين والمؤلفين يتطلعون إلى ما يفعله جيمس باترسون، وذلك ما أدركه. ربما لا أستطيع نشر تسعة كتب سنويا، لكن من المؤكد أنني قادر على تأليف كتابين. لقد استطاعوا زيادة طاقته وطاقة القراء باستخدام هذه الاستراتيجية».

لا تنطبق التوقعات الجديدة على كتاب الروايات الأدبية مثل جيفري يوجينايدز وجوناثان فرانزين اللذين يصدران رواية تقريبا كل عشر سنوات ولا يزالان يعتمدان على المقالات النقدية الرائعة لأعمالهم في الترويج لها. ويعتقد الناشرون أن العزلة التي صنعت يوما ما هالة من الغموض حول المؤلف ليست خيارا صحيحا في عصر الاتصالات.

وقال ليات ستيلك، ناشر ويليام مورو وآيفون وفوياغر، في دار نشر «هاربر كولينز»: «مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح المؤلفون قادرين على التواصل مع المعجبين بهم بطريقة غير مسبوقة. ويبدو أنه من المنطقي الآن أن تدفع كاتبك نحو الظهور على الساحة قدر المستطاع».

لا يبدو أن المؤلفين يكتبون القصص القصيرة التي تظهر في صورة رقمية فقط من أجل المال، فالحصول على جزء من المبلغ مقدما ليس جزءا من الاتفاق فضلا عن رخص ثمنها الذي عادة ما يكون 0.99 أو 1.99 دولار وهو ما لا يدر عليهم عائدا كبيرا حتى وإن تطلبت كتابتها عدة أسابيع أو أشهر. مع ذلك، يقول بعض المؤلفين إنه رغم تقبلهم ذلك باعتباره إحدى ضروريات تسويق الكتاب، فإنهم لا يزالون يشعرون بعناء وصعوبة القيام بالأمر.

وقال ستيف بيري، كاتب روايات إثارة شهير يؤلف قصصا قصيرة يصدرها في الفترات الفاصلة بين رواياته: «لقد عرف عني تذمري من هذا الأمر أحيانا، فهو يستنزف جزءا من طاقتك. ولا يرغب المرء في الحكم عليه على أساس كم إنتاجه».


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads