كان يُلمِّح أحياناً إلى أنني وغد وكنت أقول له أن يستمع | |
إلى برامز، وقلت له أن يتعلّم الرسم ويحتسي الخمرة وألا يسمح | |
للنساء أو الدولارات بالسيطرة عليه | |
لكنه صرخ في وجهي، بحق المسيح تذكّر أمك، | |
تذكّر بلدك، | |
سوف تتسبّب بمقتلنا جميعاً... | |
. | |
أتنقّل في منزل أبي (الذي امتلكه بثمانية آلاف دولار بعد عشرين سنة | |
في الوظيفة نفسها) وأنظر إلى حذائه الميت | |
الطريقة التي لوت فيها قدمه جلد الحذاء، كما لو كان غاضباً يزرع الورود، | |
وكان كذلك، وأنظر إلى سيكارته الميتة، وأشعر أنه علي إعادة صنعها | |
لكنني لا أستطيع، فالأب سيّدك دائماً حتى حين يرحل؛ | |
أحسب أن هذه الأشياء حدثت مراراً وتكراراً لكنني لا أستطيع منع نفسي | |
من التفكير: | |
أن يموت المرء على أرضية المطبخ عند السابعة صباحاً | |
بينما الآخرون يقلون البيض | |
ليس بالأمر شديد القسوة | |
إلا إذا حدث لك. | |
. | |
أخرج وأقطف برتقالة وأقشّر قشرتها اللمّاعة؛ | |
لا تزال الأشياء حية: العشب ينمو جيداً، | |
الشمس ترسل إلى أسفل أشعتها المحوطة بقمر صناعي روسيّ، | |
كلب ينبح بلا إحساس في مكان ما، جيران يتلصّصون خلف العميان. | |
أنا غريب هنا، وقد كنت (على ما أفترض) الفتى الخجول، | |
ولا شكّ عندي في أنه رسمني كثيراً (تقاتلت والعجوز | |
كأسدين جبليين) ويقولون إنه ترك كل اللوحات لامرأة ما | |
في(دوارت) لكنني لا أبالي البتة ـــ يمكنها الحصول عليها: لقد كان أبي | |
العجوز | |
. | |
ومات. | |
. | |
في الداخل أجرّب بدلة زرقاء خفيفة | |
أفضل بكثير من أي شيء ارتديته | |
وأصفّق بالذراعين كفزاعة في الريح | |
لكن لا جدوى: | |
. | |
لا أستطيع إبقاءه حياً | |
مهما بَلغت كراهيتنا لبعضنا. | |
. | |
كنا شبيهين تماماً، كان يمكن أن نكون توأمين | |
العجوز وأنا: هذا ما | |
قالوه. كانت بصلاته على البارافان | |
جاهزة للزرع | |
بينما كنت ممدّداً على السرير مع عاهرة من الشارع الثالث. | |
. | |
حسنٌ جداً. هبنا فقط هذه اللحظة: وأقف أمام المرآة | |
في بدلة أبي الميت | |
منتظراً أيضاً | |
أن أموت. | |
* | |
ترجمة: سامر أبو هواش |
التوأمان | تشارلز بوكوفسكي / Charles Bukowski
Written By هشام الصباحي on الخميس، 15 أكتوبر 2015 | أكتوبر 15, 2015
0 التعليقات