الرئيسية » , » التوأمان | تشارلز بوكوفسكي / Charles Bukowski

التوأمان | تشارلز بوكوفسكي / Charles Bukowski

Written By هشام الصباحي on الخميس، 15 أكتوبر 2015 | أكتوبر 15, 2015

كان يُلمِّح أحياناً إلى أنني وغد وكنت أقول له أن يستمع

إلى برامز، وقلت له أن يتعلّم الرسم ويحتسي الخمرة وألا يسمح

للنساء أو الدولارات بالسيطرة عليه

لكنه صرخ في وجهي، بحق المسيح تذكّر أمك،

تذكّر بلدك،

سوف تتسبّب بمقتلنا جميعاً...

.

أتنقّل في منزل أبي (الذي امتلكه بثمانية آلاف دولار بعد عشرين سنة

في الوظيفة نفسها) وأنظر إلى حذائه الميت

الطريقة التي لوت فيها قدمه جلد الحذاء، كما لو كان غاضباً يزرع الورود،

وكان كذلك، وأنظر إلى سيكارته الميتة، وأشعر أنه علي إعادة صنعها

لكنني لا أستطيع، فالأب سيّدك دائماً حتى حين يرحل؛

أحسب أن هذه الأشياء حدثت مراراً وتكراراً لكنني لا أستطيع منع نفسي

من التفكير:

أن يموت المرء على أرضية المطبخ عند السابعة صباحاً

بينما الآخرون يقلون البيض

ليس بالأمر شديد القسوة

إلا إذا حدث لك.

.

أخرج وأقطف برتقالة وأقشّر قشرتها اللمّاعة؛

لا تزال الأشياء حية: العشب ينمو جيداً،

الشمس ترسل إلى أسفل أشعتها المحوطة بقمر صناعي روسيّ،

كلب ينبح بلا إحساس في مكان ما، جيران يتلصّصون خلف العميان.

أنا غريب هنا، وقد كنت (على ما أفترض) الفتى الخجول،

ولا شكّ عندي في أنه رسمني كثيراً (تقاتلت والعجوز

كأسدين جبليين) ويقولون إنه ترك كل اللوحات لامرأة ما

في(دوارت) لكنني لا أبالي البتة ـــ يمكنها الحصول عليها: لقد كان أبي

العجوز

.

ومات.

.

في الداخل أجرّب بدلة زرقاء خفيفة

أفضل بكثير من أي شيء ارتديته

وأصفّق بالذراعين كفزاعة في الريح

لكن لا جدوى:

.

لا أستطيع إبقاءه حياً

مهما بَلغت كراهيتنا لبعضنا.

.

كنا شبيهين تماماً، كان يمكن أن نكون توأمين

العجوز وأنا: هذا ما

قالوه. كانت بصلاته على البارافان

جاهزة للزرع

بينما كنت ممدّداً على السرير مع عاهرة من الشارع الثالث.

.

حسنٌ جداً. هبنا فقط هذه اللحظة: وأقف أمام المرآة

في بدلة أبي الميت

منتظراً أيضاً

أن أموت.

*

ترجمة: سامر أبو هواش


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads