الرئيسية » , , , , » نحتاج الكثير جدًا من الأزهار وقصائد أخرى أفضال أحمد سيد ترجمة (عن الأُردية مباشرة): هاني السعيد

نحتاج الكثير جدًا من الأزهار وقصائد أخرى أفضال أحمد سيد ترجمة (عن الأُردية مباشرة): هاني السعيد

Written By هشام الصباحي on الخميس، 15 أكتوبر 2015 | أكتوبر 15, 2015

نحتاج الكثير جدًا من الأزهار
وقصائد أخرى

أفضال أحمد سيد
ترجمة (عن الأُردية مباشرة): هاني السعيد



* نحتاج الكثير جدًا من الأزهار

نحتاج الكثير جدًا من الأزهار
لوضعها عند أقدام الموتى
نحتاج الكثير جدًا من الأزهار
لتغطية وجوه الجثث المعثور عليها في أجولة
معرض أزهار سنوي كامل
لا بد أن يُحفظ في ثلاجة إيدهي
لوضعها عند القبور المحفورة 
للموتى المرشحين للدفن في مقابر الشرطة
نحتاج غصين أزهار نابتة في شرفة جميلة
لامرأة ماتت بطلقة أمام محطة الأتوبيس
نحتاج أزهارًا زرقاء سماوية
لدغدغة شابين نائمين دائمًا
في سيارة أجرة صفراء
نحتاج أزهارًا جافة
لتزيين الأجساد الممسوخة
وإعادتها إلى صورتها الأولى
نحتاج الكثير جدًا من الأزهار
لأولئك الجرحى
المطروحين في تلك المستشفيات
التي لا يوجد بها صخرة يابانية
أو أي نوع آخر من الحدائق
نحتاج الكثير جدًا من الأزهار
لأن نصفها سيموت
نحتاج غابة أزهار متفتحة ليلًا
لأولئك
الذين لم يستطيعوا النوم
بسبب إطلاق الرصاص
نحتاج الكثير جدًا من الأزهار
للكثير جدًا من الحزانى
نحتاج أزهارًا مجهولة
لتغطية فتاة مغتصبة

نحتاج الكثير جدًا من الأزهار

نحتاج الكثير جدًا من الأزهار
محملة على كثير من الثيران الراقصة
يمكننا أن نحاول بها إخفاء هذه المدينة كلها
*اللعبة

رئيس الجمهورية
معصوب العينين
في مُتَنَزَّه تسلية يحاول تدبيس الذيل
في هيكل حمار مصمم على لوح 
 ثلاث بنات يقهقهن
إحداهن
رائعة الجمال

حبيبة رجل مهم
بعد أن تتسلل إلى غُرْفته على أطراف أصابعها
تغمض عينيه بيديها
تقول له حزَّر
الخاتم الذي أهداها إياه لم يكن في إصبعها آنئذ 

رئيسة الوزراء
معصوبة العينين
في مَرْج أخضر مع أطفالها
تلعب استغماية

نحن جميعًا
معصوبي الأعين
نُدفع إلى عربات السجون

*ضوء

على جانبي الشارع المشغول 
في مدينتنا
تشتري البنات حمالات صدر قديمة

هن لا يتبادلن النظرات بينهن
أيدهن تتلامس بين الكوم

يعَلَقن في مِشْبك
فينسحبن وينسحبن إلى بعيد

في كل شيء مستعمل
حكاية
يتلقاها الشاري مجانًا

في كوم حمالات الصدر الملقاة على الطريق
ثمة أجساد
كفت عن أن تكون سرية
و
ضوء

*اخترعت الشعر

اخترع المغاربة الورق
الفينيقيون الحروف
اخترعت أنا الشعر

اخترع حفارو القبور الفرن
صَمَّمَ مُحتَلو الفرن تذكرة الخبز
اخترع مُتناوِلو الخبز الطابور
وتجمعوا فتعلموا الغناء

عندما أتى النمل أيضًا واصطفَّ في طابور الخبز
اُخترعت المجاعة

اخترع بائعو التوت دودة القز
صَمَّمَ الشعر من الحرير ملابس للبنات
للبنات المرتدية الحرير اخترع السَّماسِرة القصر
أينما حلوا دلوا على دودة القز

اخترعت المسافة قوائم الخَيْل الأربعة
صنعت السرعة العربة الحربية

وعندما اُخترعت الهزيمة
أُلقيت أنا أمام العربة الحربية السريعة

لكن عندئذ كان الشعر قد اخترع الحب

اخترع الحب القلب
صنع القلب الخيمة والمراكب
وطوى أقاصي البقاع

اخترع المَخْصي صِنَارة السمك
وغرزها في القلب النائم وفر

ولالتقاط خيط الصِنَّارة المغروزة في القلب
اُخترع المزاد
و
اخترع القهر كلمة المزاد الأخيرة

بعت أنا الشعر كله واشتريت النار
وحرقت يد القهر

*أنا أخاف

أنا أخاف
أن أحول إلى شعر
كل ما ألمسه عندي

لمست الخبز 
وتحول الجوع إلى شعر

انجرح إصبعي بالسكين
وتحول الدم إلى شعر

سقط الكوب من يدي فانكسر
وتحول إلى قصائد كثيرة

أنا أخاف
أن أحول إلى شعر
كل ما أراه بعيدًا عني قليلًا

رأيت الشجرة
وتحولت الأغصان إلى شعر

طللت من السطح
وتحولت السلالم إلى شعر

ألقيت نظرة على المعبد
وتحول الإله إلى شعر

أنا أخاف
أن أحول إلى شعر
كل ما أفكر فيه بعيدًا عني

أنا أخاف
أن أفكر فيك
أراك
ألمسك
فأحولك إلى شعر

*حلم الملك

رأي الملك حلمًا
فرواه
لوزيره
فكتب الوزير الحلم في استقالته
واختفى

روى الملك ذلك الحلم 
لقائد جيشه
فكتب قائد الجيش الحلم على سيفه
وقتل مئة ألف إنسان

روى الملك ذلك الحلم
للأميرة
فكتبت الأميرة الحلم على جسدها
وجلست في السوق

روى الملك ذلك الحلم
لزعيم ديني
فكتب الزعيم الديني ذلك الحلم في الكتاب المقدس
وخرج للاعتكاف

ولما لم يجد أي تفسير للحلم
حبس الملك الحلم

كان تفسير الحلم
قد ولد توأمًا للحلم
وفُصل عن الحلم بضربة سيف
فذهب الحلم إلى الملك
والتفسير إلى زاهد

كتب الزاهد التفسير على جرابه
وذات يوم لم يكن لديه ما يأكله
فاابتلع الجراب ومات

ذهب التفسير إلى فلاح
فكتب الفلاح التفسير على محراثه
وذات يوم لم يكن لديه ما يزرعه
فزرع المحراث في الأرض

ذهب التفسير إلى جنازة
وراح يسير معها
ولما لم يكن لقبر الميت شاهد
وقف التفسير على القبر

ذات يوم
مر جندي على القبر
فرأى التفسير في حالة اشتباه
وقبض عليه

في السجن
كان الحلم والتفسير
مربوطين بسلسلة واحدة

وعندئذ
مات الملك
*يجب أن ننسى

يجب أن ننسى الطوبة
التي تحتها مفتاح بيتنا
الذي تهدم في حلم ما

يجب أن ننسى
القبلة
التي انحشرت في حلقنا مثل شوكة سمك
ولا تخرج

يجب أن ننسى اللون الأصفر
الذي فُصل عن عباد الشمس
بينما كنا نصفُ ظهيرتنا

يجب أن ننسى
الرجل
الذي يفرش على جوعه
الصفيح

يجب أن ننسى الفتاة
التي تعبأ الزمن
في زجاجات الأدوية

يجب أن ننسى
أن من الأنقاض 
المسماة القلب
ثمة من يمكن انتشاله حيًا

يجب أن ننسى بعض الكلمات تمامًا
مثل
الجنس البشري

*شجرتنا القومية

بدلًا من الياسمين الأبيض
نعلن السَّنْط شعارنا
تلك التي لا تنبت في أحْرام الجامعات الأمريكية
ولا مكان لها في الحدائق الاستوائية
ولم تمسسها نساء الإيكيبانا قط
ولا يصنفها خبراء النباتات شجرة
إذ لا يمكن أن يُشنق عليها أحد

السنط شجيرة شائكة
تكتظ بها مدننا، وصحارينا
وأشعارنا

السنط المكتظة بالأشواك
تستهوينا
فهي التي صانت تربتنا من الانجراف إلى بحر العرب

*مجرد شعراء غير مهمين

مجرد شعراء غير مهمين
يتذكرون
طبق الطفولة الخزفي المزخرف بالزهور الفيروزية والبيضاء
الذي كان يُقدم عليه الخبز

مجرد شعراء غير مهمين
يكتبون بلا حياء
في قصائدهم
اسم حبيبتهم

مجرد شعراء غير مهمين
يتذكرون
حجرة مفتشة بوقاحة
صورة فتاة واقفة في حديقة
لم يلتقوا بها بعد ذلك قط

*إذا كان صوتي لا يصل إليك 


إذا كان صوتي لا يصل إليك
ضُمّي إليه الصدى
صدى الأساطير القديمة

وإليها
أميرة
وإلى الأميرة جمالك

وإلى جمالك
قلب عاشق

وإلى قلب العاشق
خنجرًا


أفضال أحمد سيد
شاعر باكستاني معاصر، ولد في 26 سبتمبر 1946م في "غازي بور" بالهند (أي قبل التقسيم).
صدرت له أربع مجموعات شعرية (في الفترة من 1984م إلى 1996م) وأعماله الشعرية الكاملة (في 2009م).
في 2010م تُرجمت مختارات من أعماله إلى البنغالية والإنجليزية، وتصدر قريباً ترجمة هندية لمختارات له أيضاً.
ترجم أفضال مؤخراً الأعمال الشعرية الفارسية الكاملة للشاعر الأردي/ الفارسي الكبير "مير تقي مير" ونال عنها جائزة باكستانية مرموقة، كما ترجم مختارات للشاعر الكبير "بيدل".
درس سيد في الجامعة الأمريكية ببيروت ما بين عامي 1974م – 1976م. متزوج من الشاعرة الباكستانية الكبيرة تنوير أنجم، ويقيم حاليًا في مدينة كراتشي.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads