الرئيسية » , » ثلاث قصائد للشاعر الباكستاني فيض أحمد فيض | ترجمها عن الأردية : هاني السعيد

ثلاث قصائد للشاعر الباكستاني فيض أحمد فيض | ترجمها عن الأردية : هاني السعيد

Written By هشام الصباحي on الأربعاء، 14 أكتوبر 2015 | أكتوبر 14, 2015



ثلاث قصائد للشاعر الباكستاني فيض أحمد فيض


ترجمها عن الأردية : هاني السعيد


حبيبتي .. معشوقتي!


لو أنى أمتلك اليقين بأن حبي قادر 

أن ينفي من عينيك الأسى 

ويزيل من جوانحك العناء

ولوعة القلب الكسير 


لو أن عزائي إكسير يسري في أوصالك

كي يحيى داخلك المهجور

ويحيق بوصمة عار 

علقت فوق جبينك 

ويداوى سقم شبابك 


حبيبتي .. معشوقتي!

لو أنى أمتلك اليقين 

لواسيتك ليل نهار

ولأسمعتك أغنيات عذبة، رقيقة

أغنيات الربيع و الحدائق والشلالات

أغنيات القمر والنجوم وانبلاج الصباح

ولرويت لك حواديت العشق والجمال

وكيف يذوب الجسد البارد

لجميلات أبيّه

بحرارة حضن دافئ

وكيف تتغير فجأة 

ملامح الوجه الأليفة 

فيتوهج البلور الشفيف لثغر الحبيب

ويكتسب لون النبيذ الأرجواني من آن لآخر

وكيف يميل غصن الأزهار تلقائيًا

كي يمنح ذاته للبستاني

وكيف تعبق ردهة الليل بالشذى

هكذا سأغنى، سأغنى لك دومًا

وأنظم الأغنيات، أنظمها دومًا لأجلك

لكن أغنياتي ليست علاجًا لآلامك

فاللحن ليس بجرَّاح، وإن كان سميرًا

والأغنية ليست مشرطًا، وإن كانت بلسمًا

فيما العلاج الوحيد لسقمك هو المشرط

أنا لا أملك إكسير الحياة المراق

ولا يملكه أي كائن آخر في هذا العالم 

إلاّك، إلاّك، إلاّك 

 

حبيبتي لا تطلبي مني حبًا كالذي كان


كنت أعتقد أن الحياة تستمد رونقها من وجودك 

وأن مآسي الدهر تهون إزاء إيماءة حزن على خديك 

وأن بهاء العالم يستلهم بقاءه من محياك

وأن الحياة تفقد قيمة كل ما فيها إذا لم تكن بها عيناك

تنقلب مصائره من يحظى بلقياك

لكن ذلك لم يكن، فقط تمنيت أن لو كان 

فالحياة ملأى بأحزان غير أحزان العشق

ومباهج غير مباهج الوصال

ثمة طلاسم معتمة لقرون لا تحصى 

منسوجة من الحرير والساتان والنايلون

أجساد معروضة للبيع في سائر الأزقة والحوانيت 

مغمورة بالتراب ومغتسلة بالدماء

وأجساد خرجت لتوها من أفران الأوبئة 

قروحًا ملتهبة تنز صديدًا

أبصر ذلك كله لكنى أعجز أن أفعل شيئًا

ورغم ذلك ما زال جمالك ينعم بالسحر

لكن ماذا عساي أن أفعل

فالحياة ملأى بأحزان غير أحزان العشق

ومباهج غير مباهج الوصال

حبيبتي لا تطلبي مني حبًا كالذي كان

 

وحدة


أيا قلبي الحائر ، ألم يأت أحد بعد؟ لا .. لم يأت أحد

عله مسافر وجهته مكان آخر

انسكب الليل وتناثر غبار النجوم

تراقصت المصابيح القابعة في البيوت

بينما خفت وقع أقدام العابرين

ثمة تراب غريب طمس أثر الأقدام

أطفئ الشموع، وارفع الخمر والزجاجة والكأس

أوصد أبوابك الأرقة

فلا أحد هنا ولا أحد


* فيض أحمد فيض ( 1911م – 1984م ) من أبرز شعراء اللغة الأردية بعد محمد إقبال وأكثر شعراء جيله قبولاً وشعبية، ولد في سيالكوت (التابعة لإقليم البنجاب الباكستاني حاليًا)، 

وتلقى تعليمه في لاهور حتى حصل على درجة الماجستير في اللغة الإنجليزية من جامعة البنجاب عام 1934م. بدأ حياته العملية محاضراً للغة الإنجليزية،

 والتحق بالجيش الهندي خلال الحرب العالمية الثانية ثم اتجه بعد ذلك إلى الصحافة فعمل محرراً بالجريدة اليومية اليسارية ” باكستان تايمز” 

الصادرة باللغة الإنجليزية، بالتوازي مع إدارته لتحرير جريدة ” إمروز ” الأردية، فضلاً عن كتابته لكافة المطبوعات اليسارية الأخرى ومساهماته

في العديد من الأنشطة السياسية، اعتقلته الحكومة البريطانية لاتهامه بالاشتراك في “مؤامرة راولبيندي” ، كما اعتقلته الحكومة الباكستانية لتعبيره عن وجهات نظره السياسية المناهضة لها .

وبعد الانقلاب العسكري الذي قام به الجنرال ضياء الحق في الباكستان عام 1977م عاش فيض في منفاه الذاتي ببيروت يكتب لمجلة جمعية الكتاب الأفرو- آسيويين ” اللوتس” لحين عودته إلى باكستان عام 1982م.

نال فيض أحمد فيض عدة جوائز شعرية كما تم ترشيحه لجائزة نوبل، وفي عام 1963م كان أول شاعر آسيوي يحصل على جائزة لينين للسلام .

من دواوينه: كف الصبا، يوميات سجين، وادي سيناء، وقد صدرت أعماله الشعرية الكاملة بعنوان ”وصفات الوفاء" .


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads