الرئيسية » , » الــمــوت عـــن بـعــــد * كلود استيبان* ترجمة:وليد السويركي

الــمــوت عـــن بـعــــد * كلود استيبان* ترجمة:وليد السويركي

Written By هشام الصباحي on السبت، 8 أغسطس 2015 | أغسطس 08, 2015



الــمــوت عـــن بـعــــد * كلود استيبان* ترجمة:وليد السويركي
 

كان كلّ شيء قد بدأ بالتلعثم

بمقطعٍ من لفظ، 

ثم بالكلمة كاملة

والجملة كنشيد،

أتذكّر.

***

أحياناً، لم تكن سوى

مشهد ٍلحجارة يابسة

و أحياناً أخرى،

كانت الأرض تبصق دماً تحت كلّ خطوة.

***

فلتمنحني، أتوسّل إليك،

ما كنت أرفض بالأمس، حين كنت ثريّاً:

شعاع شمس، نظرة.

***

«أن تشيخ مثل شجرة»، كنت قد كتبت،

وكنت أغوص بطيئاً تحت الأرض.

***

كنت أعبر النوم

كغابةٍ تشتعل،

كنت أريد، متعجلا، أن ألمس

النهار بعينيّ.

***

تتشابه الصباحات جميعها،

إن نحن قرّرنا في أعماقنا

أنْ لا نعبدَ سوى 

شمسٍ ثابتة.

***

كنت أقيس الظلّ على الجدار

لأتذكّر عمري على نحو أفضل.

***

كنت أنتظر، أحياناً، نهاراً كاملاً،

الكلمة الصائبة التي قد تطرد الخوف،

ثمّ أنسى.

***

يصيح الديك في الصبح ثلاثاً،

وما من أحد، في الصبح، ليِقول إنّ الجسد

وحده قد خان.

***

جراحنا القديمة هي الأغلى،

فهي تجنّبنا أن نتألم غداً.

***

كنت أنام في الداخل،

لم أكن أعرف من النهار 

غير طرقاته الخفيفة على قوقعتي.

***

أحد ما، ربّما كان أنا،

في حكاية أخرى، عاش طويلاً بين الأموات.

***

أن تكتب

بكلماتٍ بالغة القدم،

في يومٍ جديد

العبارة ذاتها، أو تكاد.

***

فلتتذكّر! كان هنا طريق، وبيت وأجمة من صفصاف

كان شخص يغنيّ

كما لو أن الصباح لن ينتهي.

***

أن تتعلّم الكلام

حين تكون الأشياء قريبة جدّاً،

ثم تفقدها تباعاً

فيما الكلمات تتصلّب في فمك كالحصى.

***

الآن، كلّ شيء صار يمضي سريعاً جدّاً

وباتت مقاطع أكثر الكلمات بساطةً تنمحي: شمس، شجرة، بيت.

***

قبل أن يتذكّر الرأسُ

كان الجسد، كوحش مستنفر، يعرف مسبقاً.

***

غرابٌ يعبر السماء من الشمال إلى اليمين،

رغماً عنّي غيّرت طريقي.

***

كنت أستخدم الفعل الماضي

فتهتزّ ثقة عبارتي بنفسها.



*(باريس 1935-2006) شاعر، ناثر، ناقد فنّي، ومترجم معروف. حاز جائزة غونكور للشعر عام 2001 وقبلها جائزة ملارميه عام 1984. من أعماله: كأرضٍ أشدّ عتمة 1979، الاسم والبيت 1985، نقد العقل الشعري 1987، شمس في غرفة فارغة 1991. ترجمت هذه النصوص من ديوان «الموت عن بعد» الصادر عن دار غاليمار، عام 2007، بعد وفاة الشاعر.
التاريخ : 30-09-2011


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads