في العادة
وبعد كل حرب
يعود الجنود
لقد انتهت آخر الصراعات
وكما يفعلها الناس
انتظرتك
وأعرف أن قلبك
عليه غبار كثير , وأوحال
لا تقلق
سوف أزيل كل ّشيء بجناحي فراشة
خبأتها لك تحت شفتيّ
سوف أفركه بالموسيقى
وأمسح عنه (بتوليبة ) حمراء رائحة الموت
وأنت تعرف اني هنا
أسهر في المحطة
ليس مهمّا , ان الجميع غادروا
لقد حدث ذلك من زمن بعيد
وتعرف
اني أنفخ الكثير من الاحلام
على شكل أغنيات
انها اعمال فنية قديمة
لكنها بالذات ما تفضله أنت
وفي يدي كتاب صغير
صغير لكنه مليء بالكنوز
عندما تهبط
سوف اقرأ لك اشعار الحبّ
سوف تشفيك من النباح الذي
يتردد داخل رأسك
وسوف تطرد عنك ما يعلق بثيابك
من استغاثات الرفاق
الجرحى الذين سقطوا في حقول الالغام
والموتى الذين اخذتهم عاصفة العدم
فالأشعار يا حبيبي هي مثل القناديل
تضيء طريق الراحلين عبر الفجوات المظلمة
والصراعات المسلحة
انتهت منذ عام 1945
اعرف ذلك
هذا أمر مدهش بالتأكيد
و القطارات لا تحمل
في هذه الأيام جنودا
هذا أيضا , مفهوم جدا
لكنني مازلت على المقعد ذاته
احفظ الكثير من الاغاني
وعليّ ان لا أتركها عرضة للنسيان
انها أشياء قديمة لم يعد يتأثر بها الناس
لكتها تسليني على كل حال
في هذه الأيام الصعبة
والتي أنتظر بها هبوطك
الذي لابد منه
حين يجيء آخر القطارات
التي عليها غبار آخر الحروب
