الرئيسية » » الماء المحبوس في المواسير | من ديوان أنا فى عزلته | إبراهيم البجلاتي

الماء المحبوس في المواسير | من ديوان أنا فى عزلته | إبراهيم البجلاتي

Written By هشام الصباحي on الاثنين، 4 مايو 2015 | مايو 04, 2015


الماء المحبوس في المواسير
لا يسمع
ولا يرى
أما الماء الذي على النار فله عيون كثيرة
تكبر وتنفثئ
تكبر لتنفثئ
كأنها رأت شبحا
أو كأنها رأت وعاء أكبر من الذي يحتويها
فيه الكثير من الماء
والأعضاء الغارقة














































أما الحائط
فهو أكثر ذكاء من الماء ومن كل هذا
يدعي أنه لا يراني
فيما يقيس ظلي
ويعرف متى أكون أنا
ومتى أكون هو
ومتى أكون لا أحد





































على الجانب الآخر من هذا الحائط
من هذا الجبل
طريق ملتو يقود إلى البحر

يقال أنه بحر حقيقي
مليئ  بكائنات ملونة
خفيفة
وقادرة على الطيران

لم أكن هناك يوما
وأريد أن أراها الآن كما هي
علها تراني مثلها كائنا حيا
وأريد أن ألمسها
عارية من أي رمز
مليئة بالحياة
وغير مشغولة بالبحث عن معنى














































فيما يشبه حكاية حزينة لا تجلب النوم
أكد لي أنه سيصحو ذات يوم وقد نبت له جناحان
لن يعرف كيف يطير بهما
سيطويهما
ويقعد على حرف الشباك مثل بومة
تتأمل الفراغ

















































ساعة اليد التي قال البائع أنها تعمل بالهز، وقال صديقه أنها تعمل بحرارة الجسد، وتتوقف عن العمل إذا أهملها على سطح المكتب،
علمته التوقف عن مراقبة الوقت. هذا عمل ممل، جدير بالكهنة، أو بملاك أحدب. وهو ليس كذلك، هو حيوان بري يهيئ الجدران لما رسم البدائيون في قلب الكهوف. يخلط الألوان في باليتة لم تعد بيضاء، ويغرس قوائمه في اللون كيفما اتفق، ويدوس بها على الأرض والحيطان والسقف، طابعا أثره البهيمي على كل شيء، على الباب خاصة، ليعرف العابرون أنه هنا، وأنه حي.





وخياله لم يعد يذهب بعيدا
أقصاه هذه الشجرة التي أمام الشباك
وحيدة في خلاء
ولا يعرف اسمها
ربما كانت شجرة زيتون أو تفاح
لا يهم
فهي الآن لم تعد جديرة باسمها
ساق رمادية نحيلة
وشبكة من فروع تصطاد أكياس البقالة
ولا تهنأ بصيدها إلا قليلا
تأخذه الريح
وتتركها عارية
هذه الشجرة أختي
لها ذاكرة قوية
تنغص عيشتي
لم نعد نصلح لشيء
أنا وهي كومة من ذكريات
سندخل النار عما قريب
ننير دائرة في الخلاء
ننضج شايا وخبزا
ورمادا نصير
رمادا نطير إلى ما وراء الطبيعة
نرجع من جديد
شجرة تفاح أو شجرة زيتون
لا يهم
وربما يصب طفل قليلا من الماء على بعض الرماد
ويعمل منه تمثالا صغيرا
يعلقه في فرع من فروعك الجديدة
يا أختي














































الرصيف كان مزدحما، مسافرون مثلي، حقائب على الأرض وأكياس، وباعة جائلون
ربما كانت نهايات الربيع، الجو حار، وخليط العرق بالمازوت خانق. حقيبة خفيفة على كتفي
والقطار الذي أريده فات، ولم يكن في خاطري سوى أن أسلم نفسي لرتابة الهز وصوت الفلنكات
أنام وأصحو
يقص علي جاري حكاية لا تنتهي، وأحكي له حكاية أدعي أنها لا تخصني، ندخن معا في الفاصل بين عربتين

أسرح في سفر الأعمدة وعباد الشمس، أغمض عيني قابضا على طيف جميلة وهي تنفلت هاربة من سجادة الساحر. 
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads