الرئيسية » » هَكَذَا . . هَكَذَا | شعر : السمّاح عبد الله

هَكَذَا . . هَكَذَا | شعر : السمّاح عبد الله

Written By هشام الصباحي on الاثنين، 20 أبريل 2015 | أبريل 20, 2015

هَكَذَا . . هَكَذَا
شعر : السمّاح عبد الله

في مساءِ الخميسِ الأخيرِ الذي في ينايرَ
كانت محاولةُ البحثِ عن مدخلٍ للقصيدةِ زرقاءَ
كان التسكُّعُ في سكِّةٍ في زوايا الذواكرِ أزرقَ
كانت ملاحقةُ الذكرياتِ التي في الطفولةِ زرقاءَ
كانت حروفُ القصيدةِ زرقاءَ
لونُ الرجالِ الذين يجوبون أقبيةَ المدنِ الهامشيةِ
حالُ النساءِ اللواتي تعرَّيْنَ في فاعلِ المتداركِ
طوبُ بيوتِ الصحابةِ حين دققتُ على بابهم آخر الليل
- كي لا يمرُّ المساء علىَّ وحيدا –
شبابيكُ محبوبتي - كنتُ دومًا أطوِّحُ لما أمرُّ بها وردةً –
والشواطيءُ والشجرُ المتضفِّرُ والعرباتُ
وقارورةُ الخمرِ والعاشقاتُ الصغيراتُ والبحرُ
كيف تُرَى تتزيَّا الحوادثُ في جنباتِ القصيدةِ بالأزرقِ الرخوِ ؟
كيف نطالعُ أحبابنا فنفاجَأ أنهمُ ذهبوا
وبمحضِ خطاهم إلى الأزرقِ المتدرِّجِ ؟
كيف تُرى يترجرجُ نهدانِ لامرأةٍ
وهي تخطو إلى عنبِ الأربعين
يحوطهما مهرجانٌ من الأزرقِ المتفتِّحِ ؟
يا أيها الأزرقُ الساجِنُ الحرُّ ذو الألق المتموجِ
سيَّجتني في تفاعيلِ هذا النشيدِ
لماذا إذن دائما
في الخميسِ الأخيرِ الذي في ينايرَ
تبدو القصيدةُ زرقاءَ ؟ .
نوفمبر 1994
من ديوان قبو الثلاثين


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads