الرئيسية » » نقش على سكّين | جيفري يانغ

نقش على سكّين | جيفري يانغ

Written By Lyly on الثلاثاء، 3 مارس 2015 | مارس 03, 2015

"غرق طفلٌ في البحر
لهذا دُفعت بقرةٌ نحو الأمواج
لتسبح إلى عرض البحر"


كنّا نراقب
ولكننا لانستطيع الرؤية


معاناة إثر معاناة


جروفُ فحمٍ، مدٌّ
شاطئُ البحر 
هادئ


غيومٌ 
في أمواجٍ 
تمحو أمواجاً


صفُّ سلالِ شاطئ بمظلاتٍ أمواجٌ
تنكسر، موجة ذكرى
بعد موجة تنكسر
في غرفة

على حائط عرضٍ
لعرض


عين بقرة


عينٌ حالمةٌ
بالغيمة 
في الموجة، في 
الرجل


ناظراً من شرفة فندق


بدينٌ أبيض بثوب مخطط
إنه يقرأ الصحيفة
برنامج موسيقى، "جدول مدٍّ وجزر"
رسم بياني، عمودي/ أفقي


قدما الرجل تتدليان


"شراء مهني"
"تراخٍ مختزل"
"بيع أملاك في المزاد العلني"


مبادلة سلع
ما ورائية: مع عدم معرفة 
مع من نتعامل أبداً


الرجلُ يغلبه النوم
في كرسي الشاطئ 
وجهٌ تحت غطاء عريض
يبدأ لحنُ جانا الجنائزي (1)
المتمهّل


امرأة أفريقية تدندن بتهويدةِ أطفال


كلماتها تبث الحياة في الأشياء:
يرقص مقعدٌ، ينكسر آخر


"ولكن ما أن تبرز كسلعة،
تتحوّل إلى شيء من الأشياء يتجاوز الحسّي
هي لا تقف وقدماها على الأرض فحسب، ولكن
تقف، بالعلاقة مع كل السلع الأخرى، على رأسها،
ومن دماغها الخشبي تنشئ أفكاراً غريبة
أكثر روعة مما لو بدأت ترقص 
بإرادتها الحرة"


وابلٌ من قطراتِ ماءٍ في الداخل
تتحول أشكالها إلى أبقار، تُذبح 
تعلّقها بخطّافاتٍ
يدٌ غير مرئية
تمثلُ الكثير من الأبقار
في البحر، جثثٌ مهزولة
يقذفها الموج إلى الشاطئ


تحولات كوفمان المرتدة في الزمن إلى الوراء
أصبحت فيلماً (2)


في حلم
رأس مالٍ
كمنبع منظمة
علاقات اجتماعية


نقشٌ على سكّين حوالي القرن الثامن قبل الميلاد:
"أموال كي الشرعية الأبدية 
عند تأسيس الدولة"


المرأة تراقبُ صبياًّ


ذاك الذي يبني قلعة رملية
يدفع صديقه في عربة يد
يرمي حجراً في البحر


بين رجل وصبي
ذاتٌ، بين
نمط المدّ 
والحلم


خطٌ واحدٌ، يتلاشى، يظهر آخر


مصباحُ ضوءٍ وحيد، دلاءٌ
معلقة، دلو
رملٌ قاعدة عسكرية


صبيّان يلهوان بين الأمواج
يقفز مقعدٌ،
ينطوي دلوٌ مستدير
يلوّحُ، يحمرُّ كوخٌ
في الداخل مع مدٍّ
يرقصُ فيه شكلٌ


شاطئ في الخارج


يثب
على 
صخور البحر


أشعةُ مصباح ضوئي تجري مدوّمة، مقعدٌ 
يصبح فِراشاً


ضباطٌ يمسحون شاطئاً، سماءٌ
تصاب بالعتمة، أبقارٌ
تتحلّلُ إلى عظام


حلمُ فرعون


من كادر إلى كادر
عدسة تصوير بولكس (3)
تمّحي


"حلمٌ بوفرةٍ يتبعها جفافٌ"


رجل وحيدٌ
نائمٌ على الشاطئ


الوجود فارغٌ
تقريباً كما الإيماءة


رجلٌ وطفلٌ
كلاهما يمحو الآخر


أسرةُ مستشفياتٍ تتراكم
في أكواخٍ عريضة مرتجلة، المرض 
يفيض


مرضى مكوّمون
على عربات اليد


جوقة موكب المعمودية
تعبرُ، نجمة داوود


صفحاتُ جريدة "الفايننشال"
تتطاير تحت أقدام سائرة، ورقٌ
يرصفُ الطريقَ الذي 
تسير فيه، الصفحاتُ 
تطير بعيداً


الموتُ يطلبُ
المرءَ من دون مستشفى


نصبٌ تذكاري لعربةِ يدٍ، جسدٌ
يُؤخذ إلى مدٍّ، آخر يتشبث
متزلجاً


ماءٌ 
يرتفعُ، ينحسرُ 
تتلاشى أكفانٌ تحته


أيها المتفرج.. أيها المتفرج
أن تتعمّد
يعني أن تدرك 
أكثر مما يراه المرءُ


ذهبٌ
ائتمانٌ
انهيارٌ من 
أزمة إلى أزمة:


أموالٌ تتجسدُ 
نصفُ العالم لا زال
يموتُ جوعاً


صورٌ منسية، أفكارٌ
للتمييز


غرفة منغلقة


يستيقظُ الرجلُ


عينان
وراء منظارٍ تطرفان،
ساحلٌ 
إيقاعُ مدٍّ


يلقي حجراً في البحر


ضوءٌ يغمرُ الشاشة


ضوءُ الاستجواب 
اللامعُ 
الأبيض



(1) جانا، حيٌّ من أحياء مقاطعة كيلا في تنزانيا.
(2) كوفمان هو الاسم العائلي لأحد إخوة السينمائي الروسي ديغا فيرتوف، والإشارة هنا هي إلى سيناريو كتبه ساعياً إلى تكييف مفاهيم من كتاب "رأس المال" لماركس لتصبح فيلماً، وخصوصاً مفهوم القيمة المضافة، وتحول قيمة المنتج الواحد إلى قيمة منتج آخر، كتحول محصول حقل ذرة إلى أحذية وتحول الأحذية إلى ذهب، وتحول الذهب إلى وجبة عشاء... وهكذا. والمقصود بعبارة "الارتداد بالزمن إلى الوراء" الإشارة إلى مشهد في السيناريو يتتبع فيه السينمائي تتبعاً عكسياً عملية إنتاج سلعة من السلع وتحولاتها، والبقرة هي إحدى ثيمات هذا السيناريو، فقد ذُبحت، ولكن السيناريو يعود بنا إلى الوراء خطوة خطوة، فتعاد أحشاؤها، وتجمع أعضاؤها، ويعاد لها جلدها، فتنهض البقرة وتغادر المسلخ، وتسير في الطرقات عائدة إلى قريتها في الريف، إلى مرعاها. ويلاحظ كوفمان أن تحولات السلعة تكون أكثر تعقيداً حين يتعلق الأمربقطعة ذهبية أو فضية يفوز بها أحدهم لقاء فعل من أفعال القتل (المصدر كتاب "قصص سينما" للألماني الكساندر كلوج (1932) ترجمه إلى الإنجليزية مارتن برادي وهيلين هيوز، 2007).

(3) بولكس، هو اسم شركة سويسرية تنتج عدسات تصوير سينمائية.

 Jeffrey Yang  شاعر مقيم في نيويورك، من مواليد 1974. صدرت له مجموعتان شعريتان وترجِمت بعض أشعاره إلى لغات مختلفة. والقصيدة أعلاه عنوانها الأصليّ "جدول مدّ وجزر" (Tide Table).

ترجمة عن الإنجليزية: محمد الأسعد



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads