الرئيسية » , , » قلبي يحترق على الحديقة | فروغ فرخزاد | ترجمة: ناطق عزيز - أحمد عبد الحسين

قلبي يحترق على الحديقة | فروغ فرخزاد | ترجمة: ناطق عزيز - أحمد عبد الحسين

Written By Lyly on الثلاثاء، 31 مارس 2015 | مارس 31, 2015

قلبي يحترق على الحديقة
للشاعرة الايرانية الراحلة : فروغ فرخزاد
ترجمة: ناطق عزيز - أحمد عبد الحسين

لا أحد يفكر بالأزهار
لا أحد يفكر بالأسماك
لا أحد يريد تصديق أن الحديقة تحتضر
أن قلب الحديقة متورم تحت الشمس
وأن ذهن الحديقة ينزف، بهدوء، ذكرياتٍ خضراء
وحس الحديقة كأنه شيء مجرّد
يتفسخ في انزواء الحديقة
باحة بيتنا منعزلة
باحة بيتنا تتثاءب في انتظار هطول غيمة غريبة
حوض البيت فارغ
والنجوم الصغيرة عديمة التجربة
يتساقطن من شاهقات الأشجار على التراب
وبين النوافذ الباهتة لبيوت الأسماك
يأتي، في الليالي، صوت سعال
باحة بيتنا منعزلة.
الأب يقول: فات أواني
فات أواني
لقد حملت أوزاري
وأتممت عملي).
وفي غرفته، من الصبح حتى الغروب
هو إما يقرأ الشاهنامه
أو ناسخ التواريخ.
الأب يقول للأم:
اللعنة على كل سمكة وكل طير.
ما همني، إذا مِتُّ،
أكانت الحديقةُ أمْ لمْ تكنْ
يكفيني راتب التقاعد).
الأم كل حياتها سجادة مفروشة
على عتبة رعب جهنم.
الأم تقتفي آثار أقدام خطيئة
في أعماق كل شيء،
وتظن أن الحديثة ملوثة
بسبب كفر شجرة.
الأم مذنبة بالفطرة
الأم كل يوم تقرأ الدعاء
وتعزّم على كلَّ الأزهار
وتعزّم على كلَّ الأسماك
وتعزّم على نفسها
الأم في انتظار يوم الظهور).
وحلول المغفرة.
أخي يسمي الحديقة مقبرة
أخي يسخر من شغب الحشائش
ويعدُّ جثث السمكات المتعفنة
تحت جلد الماء المريض،
أخي مدمن فلسفة
أخي يرى شفاء الحديقة في انهدامها.
إنه يسكر
يضرب بقبضته الحائط والباب
يريد أن يقول: أنا متوجع، تعب، يائس.
يأسه مثل بطاقته الشخصية وتقويمه ومنديله
وقداحته وقلمه،
يأخذه معه إلى الزقاق والسوق،
يأسه من الضآلة بحيث يضيع كلَّ ليلة
في زحام الحانة.
وأختي التي كانت صديقة الزهور
وكلمات قلبها الساذجة
عندما تضربها أمي،
تأخذ الزهور إلى محفلها العطوف الصامت
أحياناً تستضيف عائلة الأسماك
إلى الشمس والحلوى..
بيتها في الجانب الآخر من المدينة
هي داخل بيتها الاصطناعي
مع أسماكها الحمر الاصطناعية
وفي حماية حب زوجها الاصطناعي
وتحت أغصان أشجار تفاحها الاصطناعية
تغني أغاني اصطناعية
وتصنع أطفالاً طبيعيين.
كلما جاءت تزورنا
تتوسخ أذيال تنورتها من فقر الحديقة
تستحم بالكولونيا،
هي كلما جاءتنا
تكون حبلى.
باحة بيتنا منعزلة.
باحة بيتنا منعزلة.
في كل يوم يأتي من وراء الباب صوت انفجار
جميع جيراننا يزرعون في تراب حديقتهم القذائفَ
والبنادقَ بدلَ الزهور،
جيراننا يغطّون أحواضهم المبلّطة.
الأحواض، رغماً عنها،
صارتْ مخازن سرية للبارود.
وأطفال زقاقنا ملأوا حقائبهم المدرسية
قنابلَ صغيرة.
باحة بيتنا دائخة.
أخاف الزمن الذي أضاع قلبه
أخاف التصور العبثيِّ لكل هذه الأيدي
أخاف من تجسّم غرابة كل الوجوه،
أنا وحيدة
مثل تلميذة تعشق درس الهندسة بجنون
وأعتقد أن من الممكن أخذ الحديقة إلى المستشفى
أعتقد
أعتقد
أعتقد
قلب الحديقة تورم تحت الشمس
قلب الحديقة ينزف، بهدوء، ذكرياتٍ خضراء.
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads