الرئيسية » » ميعاد الكعك : آخر رمضان | أمجد ريان

ميعاد الكعك : آخر رمضان | أمجد ريان

Written By هشام الصباحي on السبت، 7 مارس 2015 | مارس 07, 2015

ميعاد الكعك : آخر رمضان
..
نولد ونموت فى الحجرات نفسها : 
حجرات باردة هشة الجدران
نظل نتكرر فى داخلها إلى مالا نهاية
ونضحك ضحكات مكررة لا معنى لها
ونظل نمارس الانتظار بعناية فائقة :
ننتظر الليل ، ثم نظل ننتظر النهار
ننتظر كعك العيد ، وننتظر فتاة جميلة ساحرة مسحوبة العينين لها نظرة الاختفاء والحضور ، ننتظر الكذب ، والصدق ، وسندوتش البلوبيف ، ننتظر الحدة ، والرخاوة ، والوحشة ، والدفء ، وشهقة الدهشة .
.
نستيقظ فى الحجرة نصف المظلمة
ونأخذ الشهيق الخفيف كتدريب روحانى
على مواجهة الطعنات التى نتلقاها فى كل يوم :
طعنة ونحن ننظر فى المرآة ،
طعنة على سلالم الصباح
طعنة ونحن نقرأ مانشيت الجريدة
طعنة التفاصيل الصغيرة ، وطعنة الحكايات الكبرى
وطعنة حين نكتشف أننا ننظر للعالم من ثقب إبرة .
.
الحجرة هواؤها مثل الثلج
والمحمول خامد على المنضدة الواطئة ،
الموبيليا باردة ،
والبلاط بارد ،
والأسانسير بارد ،
وجسدى مندفع إلىى المتاهة : الشارع متاهة ،
وما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد
لذلك سأنهى على كيس الشيبسى ، ولن أبقى فيه شيئاً
ثم أرفع رأسى نحو الأفق
وأتذكر المرأة التى ماتت فى العام الماضى
ابنة الحجرات الباردة
لم تعرف لحظة واحدة من التحقق الإنسانى
حتى ماتت فى سن الأربعين
ولا أحد يستطيع أن يقدر - دون تأمل –
ما معنى أن يعيش إنسان حتى الأربعين
دون أن يتحقق للحظة واحدة .

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads