ثلاث قصائد
للشاعر النرويجي بال هوغين
ترجمة عاشور الطويبي
بال هوغين Paal Haugen
الأسوار الحجرية
ما يربط العالم
معاً
مضلّعات تمتدُّ من النهر
إلى الجبل
دافئة للجلوس عليها
في أمسيات الصيف
حجارة متراصّة
جنباً لجنب
بصبر لا ينته:
الوقت والأيدي
حقول التبن تلمع مقابل الحائط
في كامل نضجها، جاهزة للمنجل
المرعى المعشب مقابل الحجر:
ذلك أننا بدأنا نرى
كيف يمكن تغيير العالم
الكهول يقطعون آخر ساق
وينظفون بمحاريثهم
ثم يسترخون
متكئين على الحجر
كالاتّكاء على ظهر صديق قديم
لا زالت هناك
فوق صفوف الحجارة في السهول
أيدٍ
تلوحُ في الهواء
كأنها أجنحة خفّاقة
لو تجرأتَ على الاقتراب
هذه حجارة الكدْح
هذه كتابة التاريخ
ذلك الشتاء
بعمر السادسة، عميقاً في شتاءٍ ما
يزداد الضغط حول جسدك النامي، آنَ كان الثلجُ بلاداً كبيرة
رجال بياقات فرو يمكنهم أن يدخلوا فيه ويختفون
كان هناك لسان عظيم من نار داخل
دوّامة الثلج، واضحة لثانية
ثم لا تبين بعد ذلك أبدا
أيام تضمّها بيدك
تذوب
الريح تغرس إصبعها بنعومة في شجرة الثلج السميكة
ذلك الشتاء، رجل أشيب طويل
في معطف مفتوح الأزرار
جاء ماشياً عبر الحقول المجمدة في مارس
بهجة
فجأة ربيعٌ:
متعة المياه الجوفية
باردة وصافية
عبر طبقات مجهولة في التراب
صاعدة إلى ضوء النهار
ليست في حاجةٍ إلى الكثير
أشياء صغيرة، أو شيء
لا تستطع تسميته
وسريعاً ينسى
لكنّ البهجة بقيت لمدة طويلة
في جسدك.
شاعر ومترجم ليبي مقيم في النرويج
عن كيكا