الرئيسية » » أسمدة | إحساين بنزبير

أسمدة | إحساين بنزبير

Written By Lyly on الأربعاء، 25 فبراير 2015 | فبراير 25, 2015

 أسمدة

إحساين بنزبير

 

احساين بنزبير

 

 

لما:

 

لما شعرت باستطالة الخلاء

تجمدت الصور:

حناجر مخصية

أشباح ربسودة غريبة

و مطرقة الأجناس

إذ استنفذها نتوء البلاغة.

 

 مغنية الروك:

 

على يمينها

صورة رجل أسود

... و بعد كأسين أو قنينة

من النبيذ الأبيض

أنشدت

و كلها شهوة

زقاق N.Y

برميل الكحوليين

دورية الليل...

سائحة

بين هواء المنصة

و شخير بشر طيع.

 

 كبسولة الخريف:

 

خريف يهيئ تربته

يشاطئ

كبسولة الليل

و دفء رماد فاجر

 

****

 

نادرا

ما تنزل الحمى

راسمة رعشة الألم

فوق هندسة الزربية

و "أنا" متخبط(ـة) في هذا الخريف

متورط(ـة) في صداقات هشة

عاشقا(ـة) للهجرة

منغنيزا فريدا

بين سمندل نحيف

و هفوة العمر

أمام سدم الخوف.

 

 

 بؤس الظهائر:

 

( ذات ظهيرة، استهلكت طواحين فمه رتابة القيلولة... و كأن كلامه، كـصوت الإوز يستجدي الموت من عابر منفرد و كراسي غرف مكهربة...)

 

خلسة

بصقت

على بؤس علته

و تمسكت بحديد الودح

عند باب المتحف

حيث أسرار ابن رشد

تتوسد أفخاذ المغيب.

 

 مشهد:

 

عشية بطيئة. الغرفة النيرة.

أمامي: هي.

تحك حاشية طابق مكسور

بسكين فسدت أنيابه

و بين أصابعها

لصاق يحرق عرق اللؤلؤ.

 

 احتجاب:

 

نسرينة ذاك المساء الشقي

أمامك

يذبل التغزل

بين سطر و أقصوصة

لما عناصرك البطيئة

خصر القامة

ارتبكت أمام حسك السواحل

ما ينقص

كان حجر حوش محتجب

و الموت الشاغر

عند استراحة النجوم.

 

 سخرية متعمدة:

 

لم ينتبه

نجل البسيط و البليل

إلى قبيلة حكاء عصابي

صانته

ألبان بقرة ضريرة.

 

****

 

اسمع.

في المفكرة

رسم ساخر

أيقونة و تشبيه

سرير لغة متقاعدة.

و فقط

حين نموت و نأفل

يرتجل الضحى

موالا ركيكا.

 

 البارحة:

 

لم أستطع التخلص مما كتبت السنة الماضية. يـلتصق بي ما نسميه الشعر، يجر أحزان المخيلة نحو الحاضر، هذه اللحظة الغيمة العزيزة على طاركوس. أهو الألم؟ لا أظن. أهو طاعون القول؟ ربما. أهو رماد نظريات مشلولة؟ تقريبا... الجزر بعيدة. عراكنا ضد قارة اللاوعي لم يتم بعد... تخلصنا من المعتاد و اللطيف يجاور نفاق الصورة و خبل أجهزة لعوب ! حيث الكتابة لم تعد أكذوبة عصر النهضة أو ذبذبة جرير أمام الفرزدق. إنها حديقة تتيه فيها الرؤية بكل بساطة... حديقة لا يتجول فيها طاووس رهين. الآن، و أنا يحرقني النعاس، تبتسم لي. يتخيلني الديك برفقة سكين... و أفكر في العودة لأنسى ما كتبت صحبة خلاء مفترض، و معمار أقواس ضمخها سلم الزلزال.

 

الساحة:

 

بين تثاؤبنا

و صوت المكنسة بين يديه

نرتل شجو الحجر

فوق موائد الحديث

حيث الرصيف رقيب

على خيبتي، كلما تأملت الساحة

مراوغا تناقص الذكرى

في عبور فتور طريح.

 

 بالصدفة إليك:

                      (إلى لحسن العسبي)

 

واهب الاسم.

سالك الغواية.

جداول جنوبية

و محنة النثر

حين

يصير شعرا

في جزيرة اللسان.

 

****

 

تختلط الأشياء

كأنها رفوف مكتبة

و رغيف الصباح

يتأمل تعبنا

حيث عتبات التحليل

تردد مـوال سلامة الحجازي.

 

 فستانها الأفغاني:

 

بخفة عابرة

وضعت حول زنارها

فستانـا أفغانيا

 و لأن بطنها يسوي

ثنايا الثوب

كان الميناء ضيفا

في حضرة مقاطع يتيمة

حين رقصت أجراس البرج

على إيقاع الصيادين و

طحلب وجهينا الجافلين

...

...

ذاك الفستان الغريب

جعل منها لغة

تصلح فقط  للتمتمة.

 

 من قبيل العادة:

 

عادي

قلق الأيام البطيئة ذي

عند أول ليلة شتوية

لما اكتظت حولك

نزه عادلة

استهلكتها ظنون سنين

مريبة

فابق كما أنت

عنيف

كحقل سفرجل

خفي

كبداوة بين قوسين

ابق

و لا تكتب

إلا و الصدر مثلج

عند طواليت الصباح.

 

 يوم العيد:

 

عيد يستر أحزان الخليقة

يسرح شهوة واجهات

شاحبات

بينما

صدى النهر و النخلة

يعمدان أسرارك

بخيبة تجاور

ليلا برمته.

...

أترك الحلم

رفقة كافور.

 

 مغفرة البسيط:

 

أمام شيخوخة الجدار

فكر... ومال جهة الصوت

و تعلق ببساطة القافلة

و بلاغة أخرى

لما ضجيج

كاتب

و الحالة هذه

شوش عليكم

فلز الصوت و الشكل

 أمام زربية البسيط

لعل غيمة الشتاء

تغفر يوما

خطيئة الطريق.

...

 

 فقاعة الطريق:

 

( بعد تأمل قصير للوحة شاردان:

Chardin : les bulles de savon)

 

طال صحوك

بين حقول القرية

حين

صادفت طفلة

تصنع بفمها

فقاقيع من صابون و ماء

تصافح مسرح فزاعات

غمرت أفق سنبلة. و التراب؟

كأني بالطفلة

خرجت من نافذة اللـوحة

و اشتقت وجودها

بدل ضيق السند

و ندرة الأوكسجين.

 

 فطيرة الأحد:

 

إنها نهاية الأسبوع

مرة أخرى.

يتراجع – كعادته –

برصانة مستورة

متأبطا فطيرة صباح الأحد

كما لو

يستحم

في كسل المرموط.

يقينا

لحظة احتساء البن

تقترب...تقترب

و رجلاه كيوم الأحد

تتواطئان

و عبث المعنى الطافح (...)

 

 في الساحة عزلة:

 

الساحة تقريبا

فارغة. أركانها مليئة

بالضجر و الأسمنت.

إذ الخصة انتصبت

عاطلة تماما...

و من زاوية إلى أخرى

مهاجرون سمر يتبادرون

يدردشون بحرارة

هامسين أشلاء شيء ما

بين الدوائر و حياة نصف

قصيرة

- هناك... و هناك -

كأغنية شيخة

ربما بسيطة

تنقش حنجرة الذكرى

و الباقي.

أما في

الساحة

عمر من

الموت يقطر. 

 

 ذكرى الحقول:

 

هذه العشية

بين الحقول

يتلاشى الحديث

لما أصفر عباد الشمس

احترم صدانا

و حرارة سماء خفيضة.

 

****

جسر أيام ثقيلة.

و محرك هذه الريح

حير بصر عين حسيرة

حين راوضنا الذكرى

على نفس نفسها

تأهبنا لسلام راهب

حيث مواسم أهلية

- كأنها حروب -

كانت فسفور التراب.

 

****

 

 

في الموت

تدوم البساطة

و سخرية اللسان

صحبة رتوشات

عشب و حشيش.

 

هناك:

 

هناك

كأن الشمس

دبغت روحه

شرشفا ورديا

حيث الحب

و اللسان هناك

يحتضران

فوق نعش ربما

أخضر.

 

****

لا شيء يدعوني إلى قصر كافكا

أو يهمس صوت الريح

لذا

أمتثل للشمس

و أبايع منظور الخطوط.

 

****

 

تربصت المشاهد

عينيها لما

تربة المقابر

عبرت

فجأة ربسودة الصدى.

 

من غيرها:

 

من غيرها؟

الدمية المستلقية

فوق أحمر الزليج

تنظر سقف الغرفة الخشبي

و كأن حشرات الأفق

كلها هنا...

تقترب من هواء اليوم

تراوغ ذكراي

متهكمة من هذا الصمت

قليلا

حيث الدمية التي أراها

قد تكلمني أو تحادثني

خوفا من فتور مباغث

يشاطئ الذات و

أرض سنبلة صفراء.

 

مقطعان مستقلان:

 

الأول

 

اللهو أمام

الغيمـــــة

عند وقت القيلولة

على إيقاع غزالة

أو حمار وحشي...

و ذكراها

تسيح في أرشيف الدم

كأن الغيمة المذكورة

كانت على موعد مع

فكرة الحياة.

 

الثاني

 

ملحمة

أم سوناتة على قبر:

"سعادة الوضوح".

و الخطوة تكسو

ترابا أبيض

بحبل الغواية و الرقص.

 

 

شاعر من المغرب

benzbirhassaine@gmail.com

 

عن كيكا



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads