قصيدتان
محمد جميل أحمد
محمد جميل أحمد
صَمْت
ليسَ وَرائِي مَنْ يُخِيفُنِي، أيّتُهَا الوَحْشةْ
أنا عُزْلَةُ الكَلِمَاتْ
نَسِيمُ السّفُوحِ في الظِّلاَلْ
هَمْسُ المَمرَّاتِ والتَّوَابِيتْ
مَنْ يَمْنَحُ الصَّدَى هَبَاءَ عُمْرِهِ
والأصْوَاتِ رنَيِنَهَا.
أنا: الصمت
مُنْحَدرِاً في المَمّرَّاتْ، ومُلَوِّحَاً بِالهسِيسْ
ساميّة
لَيسَ مِنْ سَامٍ ، وَحْدَه ، تَنْحَدِرُ الأسَاطِيرْ
أبْنَاءُ الظِّلالِ ، أيْضَاً ، يَعْرِفُونَ ذلك.
الضَّحَايَا والجَّلَادُونْ
المُسُوخُ الشِّرِيرَةْ
صَفَائِحُ المَوْتِ في (أوُشْفِيِتز)1
جُثـَّةُ الشَّاعِرِ على صَفْحَةِ النَّهرْ2 .
رِفَاقُ الخَلَيِقةِ في صِبْغَةِ الرَّبِّ السَّوْدَاءْ
كُلَّهُمْ يَعْرَفُونَ ذَلِك.
الرياض ــ 2/يناير / كانون الثاني 2015
هوامش
1= أوُشْفِيِتز : أحد معسكرات الموت النازية
2= الإشارة هنا، إلى الشاعر الألماني (باول تسيلان)، الذي انتحر برمي نفسه على نهر السين في باريس. وتعتبر قصيدته (كوة للموت) أبلغ نص شعري كتب عن ضحايا (أوشفيتز) و(الهولوكوست) النازي إبان الحرب العالمية الثانية. وكانت القصيدة ، بصورة ما ، ردا على مقولة (أدورنو) الشهيرة : " لا شعر بعد أوشفيتز"
شاعر سوداني مقيم في الرياض