" البيرة يا صالح "
-------------------
كانت جدتي تحفرُ في القبرِ طريقاً إلى الجنة
وأنا في طريقي الى الماء
قال جدي وهو يهبطُ السلمَ الموسيقي .. الدنيا عاشت بعدي كام سنة؟
قالت جدتي .. سبع حضارات وألف حرب وإحدى عشر نبياً وأغنية واحدة
أغلقتُ الجريدةَ والمذياعَ وأفخاذَ زينب وأزرارَ سروالي
وهبطتُ السلمَ خلف جدي لأنيرَ له الطريق
قال جدي .. أدخلني القاهرةَ من بابِ الفتوح
قالت أمي ... وعاوز تخف ؟
الموسيقي دي حزينة ياواد
غير صوابعك وعتبة بيتك والصور
قالت زينب .. موعدنا في شارع عماد الدين
2 بيرة يا عم صالح
قال عم صالح .. الله يرحم أيام الحشيش
في الزجاجةِ السابعة كانت زينبُ تشاهدُ الشتاءَ والدمى والملابسَ الداخليةَ في الفاترينات
في الزجاجة الخامسة قالت أمي .. الولد نومه خفيف وعقله خفيف
في الفاترينة دخلتْ زينبُ قميصَ النوم وابتسمتْ في وجهي من خلف الزجاج
- ورنيش ورنيش يابيه -
في الزجاجة الثالثة كان جدي يُخرجُ المغولَ من الخريطة العشرين
والزعيمُ في التلفزيون يلقي خطاباً عن موعدِ الإنتخابات
وُيوزعُ الناسَ على المماليك
السوداني الحمش
قالت جارتنا الصغيرة .. عاوزة شوية
في الزجاجة الأولى دخلتْ زينبُ لباسَها وعانقتْ سوتيانَها ونامت في عيني
- يا بركة الأوْليا -
مسح أبي أفخاذَ زينب من الصورة
ثم راح يشرحُ لي أسرار الحضارة الفرعونية
وتكنولوجيا الصعودِ الى القمرِ والنساء
في الزجاجة الرابعة قالت جدتي .. أنتم الآن في الحضارةِ الاخيرة
قال جدي .. أدخلني من سوق السلاح
كان مصطفي كامل يشيرُ اليَّ بإصبعه
وأنا أعلى المقطم أسندُ القاهرة
البيرة يا صالح
في الزجاجة السادسة
كان جدي يجمعُ الحروبَ في ألبوم الصور
وأمي تضعُ الحجاب تحت رأسي ليمنع عنِّي العفاريت
البيرة يا صالح
كانت جارتنا الصغيرة قد رفعت جلبابها عن ردفيها
وراحت تُعلِّمُني الصعود
البيرة يا صالح
في الزجاجة الأخيرة أغلق جدي البوم الصور
وكانت جدتي مازالت تحفر
