الرئيسية » » إِجَّاصُ خُبْثِ شَبِيهِي | محمَّد حِلمي الرِّيشة

إِجَّاصُ خُبْثِ شَبِيهِي | محمَّد حِلمي الرِّيشة

Written By هشام الصباحي on الأحد، 8 فبراير 2015 | فبراير 08, 2015

إِجَّاصُ خُبْثِ شَبِيهِي
محمَّد حِلمي الرِّيشة

اسْتَدَلَّوْا
عَلَيَّ وَأَنَا بَعْدُ لَمْ أَزَلْ فِي سِرْوَالٍ قَصِيرٍ! قَالَ لِي، وَأَرْدَفَ: لَمْ أَكُ أَعْرِفُ عَنْهُنَّ شَيْئًا؛ الصَّغِيرَاتِ مُنْتَصَفَاتِ الجَمَالِ اللَّوَاتِي كُنَّ يُبَلِّلْنَ سَرَاوِيلَهُنَّ المَالْطِيَّةَ الدَّاخِلِيَّةَ بِالبَوْلِ لَيْلًا- نَهَارًا، حَتَّى خَشُنَتْ أَكْثَرَ، كَأَنَّهَا أَوْرَاقُ إِجَّاصٍ.
*
لَمْ
يَسْمَحْ أَنْ أَتَحَسَّسَهَا بِأَصَابِعِ سُؤَالٍ. خَبِيثٌ شَبِيهِي مِثْلُ قَارِئِ (بُودْلِير)، لِأَعْرِفَ: كَيْفَ عَرَفَهَا؟ وَقَدْ كَانَ قَصِيرًا فِي سِرْوَالٍ خَارِجِيٍّ صَغِيرٍ.
*
كَثِيرًا
مَا كُنَّ يُحَلِّقْنَّ حَوْلِيَ مِثْلَ رَغِيفٍ دَونَ خَمِيرَةٍ، وَلَمْ يَكُ جُوعِي عَرَفَ غَرِيزَتَهُ بَعْدُ، لَاهِيَاتٍ، تَتَفَتَّحُ تِلْكَ الرَّائِحَةُ مِنَ انْفِرَاجِ سِيقَانِهِنَّ بِلَا زَغَبِ قَامَاتِ عَبَّادِ الشَّمْسِ.
*
لَمْ
أَكُنْ شَاعِرًا آنَهَا، فَأَقُولُ، يَقُولُ شَبِيهِي: إِنَّهَا أَطْيَبُ مِنْ عِطْرٍ لَمْ يُوْجَدْ بَعْدُ، فِي قَارُورَةٍ مَا مَسَّهَا إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ.
*
اكْتَشَفْتُ
شَبِيهِي شَاعِرًا بِالفِطْرةِ، عَفْوًا بِالرَّائِحَةِ. قَرَأَ عَليَّ مَا كَانَ قَرَأَهُ: حِينَ أَنْهَى المَوْتُ جِنْسَ (فْرُويْد)، عَنْ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَجَدُوا سُؤَالَهُ القَدِيمَ/ الجَدِيدَ ذَاتَهُ عَلَى جَفَافِ حَلْقِهِ: "مَاذَا تُرِيدُ المَرْأَةُ؟"
*
يَسْتَديرُ
شَبِيهِي فِيَّ، نَافِضًا أَجْنِحَةَ مَا بَعْدَ حَوَاسِّهِ كُلِّهَا، وَاقِفًا عَلَى حَافَّةِ هَاوِيَةِ سُؤَالٍ: وَ .. مَاذَا أُرِيدُ أَنَا؟


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads