الرئيسية » » أعمال الأشجار الكاملة | باسم النبريص

أعمال الأشجار الكاملة | باسم النبريص

Written By Lyly on الخميس، 22 يناير 2015 | يناير 22, 2015

أُمّ


لترى العالم، فقط أَزِح الستارة. فقط أزِح. ولكنْ من قال إنه يريدُ، وفي غَوْرِهِ رؤىً، لو أزاحَ، ستفسُد؟
لو أزاح، تتلاشى كنفَس. أعشابُ خضراء، أتى بها من مطبخها، ويُصفّرُها الوهج.
صورٌ في عُلبٍ معدنية، تحترق إن غزاها شعاعٌ متلصّص.
الظهيرةُ تلكَ والفمُ المعوّجُ آنَ حضَرَ المَلَكُ كفردٍ من العائلة؟
من قال؟
في غوره رؤى، ويريدها تشبط في العتمة.



 

أُمّ 2


حتى وأنتِ هناك، بالإِمكان أن تمسّديني. تفتحي طاقةً، كما عادتكِ. من غيركِ يلضم الأملَ بإبرة العائلة؟ لو شاطَ ربُّ العمل؟ ناءَ كتفانِ تحت قُفّة المرابي؟
حتى وأنتِ.



زيارة


لا تأخذيني إلى السوق يا أمي
لا تأخذيني إلى السوق
كم مرةً ذهبنا وعدنا بأقلّ القليل
أمي، هل جنة القرآن أجمل من سوق خان يونس
طبعاً يا ولدي ففيها ما لا عين رأت ولا..
تقصدين سوق خان يونس
أقصد الجنة
لكن سوقنا أيضاً فيه ما لا عيني رأت ولا خطر على بالي
لا، سوق الله أكبر وأشهى يا حبيبي
خذيني إلى السوق يا أمي
خذيني إلى السوق.


 

مآل


البلاد وقد غرُبت شمسُها باتت ذكوريّةً أكثر.
وقد غبتِ صارت أخرى.
أنا الشاعر الخنثى، ماذا تبقّى لي
وسْطَ لحىً وجلابيبَ قصيرة؟
لأنقضَ ومركبي تخوضُ الوحل؟
لأكتبَ وما من بصيص؟


 

صحن فول


.. والليالي تتطاول، حتى تحدث معجزةُ كل ليلة: تهويمتانِ وتغفو على مِهاد الفجر. جوع البطن النحيفة يجمجم كولدٍ نام مُعاقباً.
ما إن تنهض يكون هو بانتظار:
وليمةُ كل الصباحات.


 

غفوة


دعْك منه. دعك اللحظةَ من نهره السيّال. أنت، انظر إلى مائك الآسن في السقف. قُل: تطفو أوشاب. قُل: نبتت سراخس. يا مريم! إنها مجرد غفوة في برد برشلونة، لا قيلولة في ظهيرات أفسيس. غفوةٌ وها مائي عاد. هيراقليط، أيها السبّاح المهرطق: لو جئت إليّ في هذا اليوم من كانون ثان، في أربعائه الثالث بالتحديد، وفي هذا الأستوديو الصغير، في 13 كارّيه رِكْ، فماذا سترى؟ وكيف ستقول؟ أتقول: لا نعود ذاتنا بعد الغفوة. أتقول: هكذا دائماً يحدث؟
كلا. أنت متَّ منذ 4550 سنة . أنت أبداً لن تقول.
أنا الذي سأقول:كل غفوةٌ، محيطٌ. كل غفوةٍ، جسر. ما إن يعبره الساكن في كارّيه رِك، حتى يصل الضفةَ الأخرى من نفس الماء. هناك حيث تربض غزة ويعود هو ذاته مرةً أخرى.


 

حنين


ليلتي رزينة، وخرساء.
ينقُصُها فمُكِ المعبق بحموضة الشمبانيا، بفُتات البسكوت، برائحة التبغ الردىء. فمك المفتوح على الهَذَر.



 

واليوم أيضاً


جولةٌ هنا. جولةٌ هناك. تفتح الباب وغبارٌ على الصندل. تفتح الورقة وتبقى على بياضِها. الحواسُّ التي استقبلتْ لا تبثّ. كأنّ أحدهم بعودِهِ نفَّسَ العَجَل. كأنّ الأبجديات كلها انقرضت. وأسوأ .. أسوأ حتى من فشَلٍ في الفِراش.

 

ظلال


لا تطؤوا هذه الظلال
متُّ وتركتها بينكم ترعى حشائشَ الطريق
قليلةٌ
[حتى بالكاد تكفي ليرتاح متشّردٌ على عتبة]
نحيلةٌ
[حتى أنحلُ من أعواد كبريتٍ مغروزة في لوح]
ولكنها دجاجاتي وحيّةٌ بعدي
أنا صاحبها وأرجوكم:
لا تطؤوا.


 
عطش


القطاراتِ التي لم تصل، لأنها تسير على سكّة الأحلام.
البيوتِ التي تزورها سعادةٌ صافية، رغم الكفاف.
قطيعِ الأتراب على حشرة.
أغنيةِ الريح، والجسدُ بأخمصه ينصت وينبهر.
... عطشانُ إلى ماضيّ.


 

حذف


بعيونهم رأوا، وترى
بعينيْك.
هذا البحر، هذه
السماء:
السفن الذاهبة إلى البليار والكناري
أبعد: نحو كوبا.
الأرواح التي انتشت بكأسين فحلّقت
كسنونو، في مطعم الشاطىء.
والأخرى التي فاضت نفَساً
بخّرته الشمسُ، في مشفى دِل مار.
جئتَ لترى،
مثلهم.
وجئت لتحذف
وحدك.


 

وصول


لم تخسري فلساً
فالبيت الذي حلمتِ بالسفر إليه خلف المحيط،
هو أيضاً لم يصل
وخريطته لمّا تزل في رأس المهندس السكران
بلا كنزٍ تحت المصطبة.


 

قراءة


تمسح الوديان بنظراتك، لئلا يفقأك نزولٌ. هنا واقف على آخر منحدر، تطلق آخر استغاثة إلى الرب، وتحرق هذا الورق المزيَّف، كقصائد انتهت صلاحيتها. تلك التقويرة في الجذع كانت عشّاً لنقّار الخشب، وليت الزمن تكفّلها لتكون عشّك. هذه الفروع العارية هي قفصك الصدري، وفي بواكير الربيع سيكتَسي بالـ .. لا، قبل أن تفكّر بالكسوة، قبل أن تقدّر لرجْلك قبل الخطو، اقرأ أعمال الأشجار كاملةً.
في ميلان هذا الفجر اقرأ أعمال الأشجار ..


 

قرش


أنت طويت بحراً طويت قارّاتْ لم تطوِ جفناً إلا فتحت آخَر الشقاء هو هو الليل ذئبْ النهار ذئبْ لا نار آخر المنحدرْ رايات نُكّست أجيالٌ مضت كنزُ الحكاية لمُلفّق الحكاية جبالٌ كالدببة هواءٌ أَسودْ ثقيلٌ العبءُ أثقل مِنْ أثقل كَ أنت طويت أنت عمّا ستُطوى تبقى بعدكَ الريحْ الريحُ بعدهم يبقى الكوكبُ قرشاً في قبّعة المتسوّل وليمةً في جُعبة الحَرَامي.


 

حكمة


قال أنت آسٍ لأنك رأيت قال الذين يرون لا يهنؤون قال من أنت لتبحث عنها قال هذه بئر نازلُها لا يخرج قال محض كذبة قال لم أسعَ لا أريدها قال الجامعةُ رمّدتهُ الجامعاتُ بعده لاكوا نفس المصير قال أريد أن أحيا أعيش فما من جولة ثانية
ما من مجال
قال لمَ يطفح القلب بناره على حين غرّة كيف تصغر أصفى الهناءات في لمحة برق قال ليلتي هذه لا تشبه الليالي قال أنت تكذب هذه مثل غيرها هل من ليال مختلفة حقاً
قال أريد أن أحيا لحظتي عينها في مئة مكانٍ كي أشبع قال ليس هو جشَع لكنّه القلب أشواقه قال طالما تعفّنت في الغيتو طالما واصلت الليل بالنهار لأرسو على جوديّ
قال من أنت لتفعل أيها الفاني قال الماء إن تركته على النار يغلي إن تركته في الظل يبرد قال أريد الحياة حتى غليانها حتى أغور أشجانها بعدها طزّ ليأتِ البخار ليجىء العدم ما من ذئب معهود مثل هذا الذئب المرقّط.
ذئب الكواكب والنجوم
ذئب النسيان يتباطىء أو يعجُل
قال بعد كل ثلاثاء ثمة أربعاء بعد كل أربعاء ثمة خميس قال كل يوم ثمة الذئب مامن أحد جاءه الدور يسطيع الزوغان
قال هو ليس بالذئب ليس حاجة حتى إنه مجرد نفَس ينقطع قلب يتوقف نوبة تعبر
قال ليكن
قال أريد أحيا قبل انقطاع نفسي، قبل توقف قلبي
قال وأطفأ النور ليحافظ على صحته.



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads