الرئيسية » » شَهيدان في عِناق | محمد حربي

شَهيدان في عِناق | محمد حربي

Written By كتاب الشعر on الأحد، 2 نوفمبر 2014 | نوفمبر 02, 2014


شَهيدان في عِناق
١
أجَّلْتُ مَوْتَين صَغيرَيْن
لِأُنْهي قَصيدة عنْ مَوْتٍ كَبير

٢
أُكَلِّمُ مَوْتَى علَى هَواتِفِهِم
بعْدَ الرَّحيلِ
فقطْ لِأَحْفَظَ الصَّدَى
وتَضُمُّ حبيبتي مَوْتَى إلى لائِحَةِ أصْدِقائها
لِتَعْتَذِرَ عن قَصائِد الوداع
وبيْنَنَا جِسْرٌ يشْغله نَهْرٌ
تقاعَدَ عنْ نَقْلِ الجُثَثِ إلى الله
أو سَماعِ الأَغاني مثلما كان يَفْعَلُ
عندما كان فَتِيِّاً

٣
نَقْطِفُ معاً غَيْمَةَ الصَّدَى
في أحْلامِ سحابَةٍ
لمْ تَعُدْ تُمْطِرُ مثلما كانت تَفْعَلُ
عندما كان النهرُ عَصِيّا
4
نُكَلِّمُ معاً مَوْتَى
خانونا وغَابوا
وخُنَّناهُم فبَقِينَا
والجسرُ تحتَ أقدامِنَا
خطيئةً العبور
5
نَجَوْنا بِحُلْمٍ رَضيعٍ
وألْبومِ صورٍ مُمَزَّقٍ
نُهَذِّبُهُ كلّ يومٍ
ونُرْضِعُهُ بعضُ الحنينِ
ربّما يقومُ منْ مُقامِه
قبلَ أنْ يرْتَدَّ الماءَ ذبيحاً
أو يسْتَوي فتِيَّاً فوقَ ظهرِ جبلٍ
يُفَتِّشُ عنْ ملاذٍ منَ الطوفانِ
يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا
يا بُنَيَّتِي اصْعَدِي غَيْمَة
واصْدَحِي
6
ولَّما رَنَّ هاتِفي سَمِعْنا صَدَى شَهْقَةٍ
فانْتَحَيْنا وتَبادَلنا المَوْتَى
قبل أنْ نُشْعِلَ الحريقَ
في خَوْفِنا بِقُبْلَةٍ
أعادَتْ كلّ منْ رَحَلوا
في حَدائقِ الكلامِ

وأَبْقَتْنا شَهيديْن في عناق

محمد حربي 

من ديوان 17 عاما لاصطياد غيمة قيد الطبع
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads