الرئيسية » , » اراني مبتسماً في مرآة | صلاح فائق

اراني مبتسماً في مرآة | صلاح فائق

Written By كتاب الشعر on الأحد، 2 نوفمبر 2014 | نوفمبر 02, 2014

قصيدة: "اراني مبتسماً في مرآة"
للشاعر العراقيّ الكبير: صلاح فائق

اظنني محظوظاً حين اصلُ الى فراغٍ
بين مقطعٍ وآخر في قصيدتي .
اقفُ في هذا الموقعِ لأرتاح , او اجلسُ
يرافقني كلبي .
لأنهُ وقتي , اقضيه كما ارغبُ
اتطلعُ الى السماء , ارى نسرا يرفرفُ
بجناحٍ واحد
ومن ثكنةٍ قديمة , امامي , يخرجُ رهائنُ بعكازات
اغضبُ واشتمُ جيشاً قذراً كهذا
هو الذي لا يعودُ من اية معركة او حربٍ
الا مهزوماً .
ساقومُ بتشهيرِ هؤلاء السفلة
انا بالنباحِ , وكلبي بكلماتٍ مهينةٍ جداً
*
ابدأ من جديد لأرتّب طريقاً آمناً
لإستدراجِ فهودٍ الى قصيدتي هذه
ستكون عنها وحدها , اتتبعها عبر ممراتٍ خافتة الاضواء
في اقاليم ذاكرتي حتى تصلَ الى حيثُ انا الآن :
امضيتُ ساعاتٍ , اليوم , في باحة فندقٍ
انتظرُ مصاصَ دماء لأشتري منه يومياتهُ
في بلدانٍ باردة .
سأقرأ بعضها على تلك الفهود , لأن رأيها يهمني
*
اتمتعُ اذا صفعتُ اصحاب مخازن كبيرة
امام محلاتهم , وقلدني خدمهم ايضاً
لا استطيع تحقيق رغبتي النبيلة هذه
لأني اخافُ من السجنِ ومن التعذيب .
كنتُ اريدُ قولَ هذا منذ زمنٍ بعيد
كي امضي بعدهُ في قراءة جريدة قديمة
عن مزادٍ لبيع مدينتي في احد البلدان
*
تاريخُ ولادتي غطاءٌ ثقيلٌ على صدري
احاول التهرّب منه باوهامٍ وآمال
اعترفُ بهذا امام مرآة وانا اعدّ اسناني المنخورة
احاولُ ان ابتسمَ لأترك للمرآةِ
صورةً طريفةً عني , لتتذكرني في غيابي
لاسبوعٍ او لأيامٍ في الأقل .
*
عند الفجرِ اذهبُ الى سريري زحفاً
محاولاً تقليدَ جنديّ او مقاتلٍ في جبل
لا احد هنا ليراني او يسخرَ مني
سوى كلبي يحدّقُ فيّ , يتلفّتُ هنا وهناك
ويقولُ شيئاً لا افهمُ ماهو!
(*) اللوحة، للفنان المصريّ الكبير/ عبد الهادي الجزار

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads