الرئيسية » , » وداعاً إسكورانا | بيفرلي بيريز ريغو

وداعاً إسكورانا | بيفرلي بيريز ريغو

Written By كتاب الشعر on السبت، 29 نوفمبر 2014 | نوفمبر 29, 2014

من غير عنوان
يا لبؤس الكتاب المكتوب في ليلة واحدة، ليلة لا غير.
إذا أخفقتُ، سيقول "لصالحها". سيقول: "واحدٌ آخر يتحرق شوقاً إلى فنها. دعونا نشربُ نخباً"
إذا فزتُ، سيقول" من حظ أولئك الإسكوراس*. دعونا نشرب نخباً"
سيكون صامتاً، ويلتمسُ بعض البياض.
سيشربُ كأساً. ثم آخر.
وخلال ذلك سيشعل أحدهم المحرقة.
لا مفرَّ.
كتابُ الليلة الواحدة
مثل امرأة الليلة الواحدة
يحترق دائماً على عمودِ الصلبْ.
* المعتمات

أغنية
أفتحُ قميصي وأقفُ لدى الباب
نحيلةً مثل ناي قصبي
مفتوحةٌ أنا مثل ناي قصبي هشّ
يمرُّ خلالي ألمٌ يغنّي
ولكن الريح لا تؤلمْ.

وصفة
ليلٌ، مِدقّة، هاون
طيبٌ أسودٌ عميقٌ مثل دموع، في أريج البشرة المصقولة خطرٌ محدق.
أتمدّدُ وأصلي تحت حفيفِ أوراقكَ، شِقُّ السكين نظيفٌ، ضربة المطرق الخشبي.
ينوّرني لهبٌ ينفجر في جوف القدر المعتم. يرفع دخانٌ سوقهُ الرفيعة من النار، رافعاً روحي على خاصرة زعفران حمراء.
المزيد من الفحم يُلقى في النار، المرقُ أشدّ عتمة.
يهمس الليلُ، اقرعْ، يصرُّ، شقَّ. اطحنْ أيها الموت.
ثم ينشر غطاءٌ من الأوبال ثوبه الأبيض، نابضاً في ضوء الفحم. آنية فضية تغمغم بلسانها ذي الزخرفة العربية. يرنّ الجرس.
يقول، فتات. بقايا، خرائب.
(بروفيدنثيا، 1998)

إسكورانا*
يعتقد إنني قديسة
مجنونٌ
القديسون سمرٌ وصغارٌ جداً
أو بيضٌ مثل الطباشير
ولا يصرخون
مثلي تحت جسده.
يعتقد إنني مقدسة
أعرفُ: إنه يلوثني باللعاب،
يغطيني بالشاش
ويضيء شموعاً.
يقول: اصنعي لي معجزة.
عندئذ أخيط، جامعة أعضاء جسده الخائن الإثني عشر،
قُطَباً متصالبة
على البشرة البيضاء.
يقول إنها تبدو مثل حروفٍ أبجدية،
والقُطُب تؤلم.
الخيط ُ الجاف
يكتبُ لحمه.
يعلن، أنا جاهز.
تستطيعين قراءتي.
أنا أعرفُ ما سيأتي
أغطّي وجهي
بينما هو يمضي.
وداعاً، إسكورانا.
ذلك هو اسمي
حين يسير خارجاً من بابي.
* كلمة إسبانية قديمة تعني العتمة أو في العتمة.

أنثى*
أنا جائعةٌ
سأهبطُ إلى الأرضِ
ومع أخواتي الظلال
سأحتفلْ.
إذا تعثّرتْ عنزةٌ في الجوار،
فهي لي.
إذا عانقت أمٌّ طفلها النائم
فهما لي.
إذا تجرأ رجالٌ، سكارى بخمرتهم
أو جهلهم،
على اعتراض طريقي ليلا،
فهم لي.
وإذا صحوتَ أيها الحبيب،
خلال تجوالي،
فلتشكر ربك أنني نلتُ كفايتي
اشكر ربكَ.
وإلا ستكون
لي.
* في ديانة قبيلة اليوروبا الأفريقية معبودة أنثى بالغة القوة ورهيبة؛ يجب أن يقف الكل حين يذكر اسمها. مهمة هذه الإلهة هي كتابة كل الآثام المرتكبة بحق المرأة. إنها صارمة لا تغفر، وتميل إلى أداء عملها ليلا بمساعدة سرب طيورها.

ملاك
من أفكارٍ شريرة،
من طرائق سيئة،
يأتي إليّ جائعاً.
أحياناً يصلُ، ويكون ميتاً
من مغادرته لنفسه في مكان آخر،
في عدد كبير من النساء، في آخرين كثيرين، في نساء كثيرات، في آخرين كُثْر
ولكنني أجعله يحيا.
أقول "كُلْ"
يفتح فمه،
ويبتلع كل شيء:
التلَّ، الوادي،
عروقَ الطرقات،
الأرضَ، الطيور،
وفأس الصلح المطمورة.
يبتلع ويتنهد،
لأنني أكاد أكون جافة
ولم يُترك فيّ غصين واحد.
خبزٌ ومائدة،
مرساتا الإنسان.
خبزٌ ومائدة،
جسد الطفل.
خبز ومائدة،
جسد الإنسان*.
خبز ومائدة،
حملُ الله.
خبز ومائدة،
القديسة أورسولا.
خبزٌ ومائدة،
بيتٌ من ذهب.
خبزٌ ومائدة،
تابوتُ العهد.
خبزٌ ومائدة،
بوابة السماء،
يا ملكة الاعترافات،
نجينا من الشر المهدد،
احمينا من الغيرة،
من العين التي ترى
ما لا يجب أن يُرى.
باركينا،
باركي.
* المقصود بالإنسان هنا شخص السيد المسيح

ما يبقى
تجمع الشاعرةُ نحلاً من أجل الشتاء،خبزاً يابساً، دموعاً عزيزة، قلامات أظافر؛ وجهاً مصبوغاً من أجل الشعائر القادمة.
إنها معجبة بتراث الرجال الأقوياء،
الجماعة المجتهدة، بقلوبها المغلقة وأيديها المبسوطة.
من، هو أوهي، مقدرٌ له حقاً أن يعيش إلى الأبد؟
أولاد إناث الكلاب هؤلاء يهينون الكلمة بمنتهى البراعة،
يأسون لجناحي القديسة، للغتها الضبابية.
في الليلة الماضية كانت هناك نصالٌ على طرف لساني،
وأنا أكتبُ احتك موقدُ الفحم بخديّ
ولكن فيما بعد، تفجرت السطور من الحروف المبعثرة، أجنحة سوداء،
وكل ما تبقى لي كان أكتوبر، نوفمبر
والجوع. أي سيكون هناك جوع.
أوه.. آنا، قديسة آنا، قلتِ سيكون الأمرُ هكذا:
الفتاة الطيبة تعدّ للواحد وتودّع
الفتاة السيئة تعد للعشرة وتودّع
الشاعرة تعدّ للمائة وتودّع.
من غير عنوان
أصبحتُ إنساناً، ووقفتُ هناك، منتظراً، تاركاً نفسي تحملها الشمسُ بعيداً. لم أبقَ لرؤيتها تمضي صباحاً. وهكذا مزّقتُ قدميّ، أوجعتُ ظهري، رقبتي تحطمتْ. يدٌ خشيت الأخرى وهي تمضي من امرأة إلى رجل. وهشّاً كان صوتي مثل أملٍ، مثل لعاب طائرٍ، مثل عرق في العين، مثل شمسٍ ضئيلة مميتة. يتساقطُ كلُّ ما حولي. كانت الأنشوطة مقطوعة. صوتي، جرحي لا غير، حوضي البحري، نجمة سداسية، ابنة متوحدة، شمسٌ غاربة، ابنة زوج.


شرف
حلمتُ أنني دخلتُ منزلكِ. فجأة طفح القدرُ الذي أحمله بحبوب حمراء. وفكرتُ بتركها على الأرضية، فهي نظيفة. تلك علامة الوفرة. وأنا جئتُ لأجدكِ.

ليس اليوم. لا أستطيع رؤيتكَ.
كنا أربعة. شربنا نخب صديق مغادر، ذلك الذي اعترض مسار إنسان خانه. فعلها تشريفاً له. وفكرتُ: العناية بامرأتي أفضل. وجئتُ لأجدكِ.

قلت لكَ، ليس اليوم. أنا متألمة كلياً.
أحببتكِ في الليلة الماضية، اليوم أحبك أكثر. شرفي طاهر. ما دمتِ المفضلة عندي، افتحي الباب أيتها المرأة. افتحي عينيك وافتحي نفسك على اتساعها: لقد جئتُ من أجلكِ.

ابتهاج
يا نهر أكويديا، يا نهر جريتا، يا نهر ريو جراندي،
أنا نهضتُ
كنتُ طفلا،
مررتُ إلى المطبخ عبر الرواق
وتوقفتُ لدى باب الغرفة،
وهناك، مختبئاً،
أنا انتظرتُ ابن العم
أنا فقط من تدفق ماءً.
يا أنهار الأثير،
يا أنهاراً لي حيث غسلتُ حبيبي
ونزعتُ ملابس أطفالي،
أنا نهضتُ،
ودخلتُ وخرجتُ من الكنيسة،
ولكن، عن الصلوات،
لم أعرف إلا سلسلة صلوات نسائي.
والصلاة وفت بالغرض.
وضعتُ قدمي على يديك،
ومنهما تمددتُ
وصعدتُ إلى السماء
لأركب عربتي.
وهناك انطلقتُ مضيئاً
فوق الأرضِ المتقدة،
فوق دموعك،
الحليب من أجل أطفالي،
فوق أنهار جراندي،
جريتا،
أكويديا.

أسطورة
من عرش السيدة*، من جرح الأرض، تدفق إلى أيدي المتوحدين
نهرٌ بلوري صافٍ.
تم استرضاء أمم. وقُضمتْ ثمرة الإغواء، ومثلت الحكمة خدعها.
ومع ذلك لم يعن هذا شيئاً لعقول المتوحدين.
وهكذا حلت اللعنة بالأمم. ذبلت الثمرة وماتت متحولة إلى بذرة جافة. مرتْ
فصولٌ. وجاء كل شيء ومضى. رويت القصة مرة بعد أخرى.
كشفت السيدة عن وجهها. كان اسمها في كل صفحة قرأوا.
لم يحتج القراء المتوحدون إلى أي مصباح أبداً. في قلب الظلمة، هبطت
نعمة إلهية فوق كل صفحة، وشع ضوء ضئيل فوق كل كلمة.
* السيدة هنا تشير إلى مريم العذراء

من غير عنوان
أيامُ جوع سبعة
وستأتي أنتَ
إليّ
إسكورانا البياض
الكذبة والسوط
إسكورانا الظلام
الصوتُ والقبرة
إسكورانا الأمواج
فوق البوابات
إسكورانا تمدّدي عارٍ
صدركِ
عاريةٌ أفكاركِ
تمددّي عارٍ معصمكِ
ستُ قطباتٍ من الكتان
ولن تعودي
حرة بعد اليوم

القديس آلستير
ابعدْ ذهنكَ عني
حرّرْ نفسكَ مني
تنكر لنفسكَ من أجلي
انهضْ ضدي
وعندئذ تجدني
أَعِدُ بأن لا أسْلمكَ أبداً
حتى لنفسي
أنا أدنى منك ومن دونك.
حزني في أحزانكَ
ألمي ان أرى ألمك.
أنا مؤمنٌ بعشاء القديسين الرباني
أنا مؤمنٌ بعشاء القديسين الرباني

الإنجيل كما نرويه
في الجمعة الحزينة*
كلُّ النساءِ اللواتي هن نساؤكَ
ينظفن بقايا جسدكَ
وهن مسرورات أنكَ غائب
وأننا لا يجب أن نغضّ من أبصارنا.
بعضهن يمشّطن شعركَ الخفيف
على الصينية الفضية
بينما تغطي أخريات عينيكَ
بأثدائهن الصلبة.
صدركَ، بدنٌ من ذهب،
موضوعٌ في الباحة
للشمسِ تصقلهُ، تُشفيه.
ما تصلّبَ من جلدِ يديكَ
منقوعٌ بالماءِ والملحِ،
ثم يذهب ليرتاح في حجرة المؤن،
بين بطانيات صوفية.
ولكن قلبكَ،
النابض حتى الآن،
ممسوحٌ بالعسل والنعناع،
ومتبّلٌ باللّعاب.
ومع أننا هيأنا المائدة
ويشتد جوعنا،
فأنتَ غفورٌ
إنها الجمعة الحزينة، ونحن نبجلّ
قربان جسدكَ
الأحمر المقدس.
* هي الجمعة التي صلب فيها المسيح، وتسبق صيام عيد الفصح، عيد قيامة المسيح من بين الأموات.

قيل
حين أراكِ، أشعر بالبردِ وألفّ نفسي بأغطيتي، يقول عاشقي.
أنزعُ ثياب حدادي وآملُ أن يفتح عينيه.
أنتِ تتحدثين وأنا أشعر بالبرد، كما لو أن الليل داهمني في الغابة،
بلا مصباح ولا معرفة أين أنا.
أغلقُ شفتيّ حتى لا تثيرا جسده.
يقول، الآن أغطي جسدي حتى أكثر، لأنني أستطيع سماع روحكِ تغني،
إنها تبدو مثل صرار الليل.
أنتِ مقدسة ومضلَّلة، واثقة تماماً
أنا الجنية الطيبة، الزخرفة الغريبة، والواثقة تماماً، ودائماً
أنا سرٌّ بالنسبة لرجلي.

تلال
حين تغادر روحكَ الملوثة جسدكَ
ليلاً،
بينما نساؤكَ نائمات،
يضيء مصباح مشؤومٌ
البيوت المتواضعة
في تل لا جريتا.
على الأرضِ الجافة،
بين شجيراتٍ متناثرة
ونباتاتِ آزاليا صحراوية محطمة
يستوطنُ الضوءُ الجليديّ
المسلطُ من عيني روحك.
واحداً فواحداً،
فخذا بعد فخذ،
تدخل يداك
أجسادنا مثل أشباح،
ساحبة الماء المقدس
ناضباً من بطوننا.
ونحن نسحب فوقنا الأغطية،
نعض الإصبع الجليدي،
ونطوي سيقاننا، بقوة،
حتى لا يكون الغضب عليك،
أو إنك لستَ عيناً قاسية
ترانا هكذا، مستسلمين ومعتمين.
حين تعود روحكَ
والضوء شحيح،
تساعدكَ سبع أرواح حارسة
على إطفائها،
وتترجل عن بهائمها.
في النهاية، حين تعود،
تقرع الشياطين
بألسنة من برد
قمم السطوح،
التلُّ يغطيه طحين
وكلنا نتحول إلى بياض،
بينما روحك الملوثة
ترتاحُ، متخمة.

من غير عنوان
أنا لستُ ما أمتلك. فمٌ آخر نطق بلسان الماضي، فمٌ من دون لسان لا يعرف أو يتذكر. أمتلك ما لا أمتلك. قصيدة مفتوحة على الصدر، تمحو نفسها وهي تُكتبْ. أنا لا أمتلك ما أكتب. أنا لا أسمعُ دقات قلبه. لا أعرف أسمائي خرساء كما يدعونها. أقول عصا وتظهر جافة، أقول موتٌ ويحيا ألم. قصائدي صنعت بشراً، حروفاً خُتمتْ وسُلمتْ دامية، لطخة حمراء غير مرئية ما يحكمني، ما يصنعني. أنا منهم، أنا منه. أنا لستُ القصيدة، هو كل شيء.


شتات
أتحدثُ بلسانِ أشياءٍ في غير موضعها: آلهات الفتنة، السوليدات(1)، الثالثة والرابعة، آلتراغراثيا نهر أورتيغو (2)، الإبرة المخدرة وهي تغذي آنا كافان (3). أتحدث بلسان السايكلوب، قنديل البحر، قرون حديدية فوق الجبل. أتحدث بلسان نشوة القديسة تيريزا لجيان لورنزو برنيني (4)، حديث نبيلة من دفتر يوميات الملكة، رصاصة، نقيق، حبة ذرة، سيرانات، ولكن أوه.. كم أمقتُ هيلين الطروادية: أودُّ حقيقةً رؤية ألف سفينة تحترق في المرفأ بدلاً من رؤيتها تبحرُ لتحمي تلك الكلبة. فقدتُ بلدي وإيماني، ولهذا أتحدثُ بلسان المينوتور. في عينيكَ أتحدثُ بلسان المرآة. في ضوئكَ أتحدث بلسان الأعمى. منذ أن ترحلتُ بعيداً، لا أتحدث إلا بألسنةٍ ليست لي. أنا لا أتحدث إلا لنفسي. لا أكتبُ إلا لأنسى، إنني أكتبُ فقط، لا أتحدث.
(1) السوليدة هي توليف موسيقي يتضمن أصوات آلات وأصوات طبيعية من ابتكار السينمائي الكندي دان جبسون.
(2) آلتراغراثيا بطلة مسلسل تلفازي فنزويلي (2002) يحمل اسم "زوجة يهوذا" محوره جريمة قتل غامضة، وأورتيغو نهر في فنزويلا.
(3) آنا كافان روائية بريطانية (1901-1968) ولدت في فرنسا لعائلة ثرية، وعانت من حرمان عاطفي، ونشرت كتبها باسم مستعار، عاشت في أوروبا وأمريكا، مدمنة مخدرات، يعتقد أنها ماتت بسبب جرعة مخدر مفرطة.
(4) منحوتة رئيسية للنحات الإيطالي برنيني تمثل القديسة تيريزا، مؤسسة مذهب الكرمليات، وهي في حالة نشوة تحت تأثير لمسة ملاك، هذه المنحوتة ترتفع في فضاء كنيسة كونارو في روما.

* Beverly Perez Rego شاعرة فنزويلية، ولدت في هاليفاكس، كندا، تكتب باللغتين الإسبانية والإنجليزية. لها مجموعات شعرية عديدة، منها "فن الزجاج".


ترجمة عن الإنجليزية: محمد الأسعد 


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads