العالمُ ،
هل تدرك حقاً ما معنى العالم !
تتخيل أن العالم هو شئٌ خارجَ حدود الدولة السياسية ،قمعِ الشرطة ،الجغرافيا التى تحرس حدودَها الوهميةَ دباباتُ الصحراء ،مافيا الجوع ، سارقوا المصائر البشرية ، سفاحون يحتلون كل المسافات الفارغة بين العظام واللحم ،عصابات البورصة ، تجار الأدوية الفاسدة ، مستثمرى الحروب ،لصوص البرلمانات ، أقنعة الإعلام الرأسمالى ،قصور الجنرالات، أرض شاسعة تحتكرها إدارة كبرى الشركات ، آلهة التاريخ ، الغبار الملوث المدسوس بين نصوص الدستور ، قنابل الغاز المسيل للدموع ، أوبئة مصنعة وراثيا ، فيروس الكبد ، سرطان الوعى ، ذباب المنافى ، أناجيل الهوامش المحرفة ، رماد العشوائيات ، نيران الثأر ، ملح الجروح ، سياط الخوف ، هوية زائفة .
أنت عبدٌ ، لا تملك حريتكَ وسط قطيعٍ من المستهلكين ،
أنت دماغٌ فارغ ، أنسجة هشة ، أعضاء مبتورة ، جلد متعفن بالبثور ،
أيها الجنرالُ الذى يحكمنا كإلهٍ مجنون ،
مصابٍ بالبارانويا ، لا يبصر سوى ذاته ،
وسط كتلة من اللحوم المعلبة ، المستنسخةِ ، المدهوسةِ بجنازيرِ اللاوعْىِ ،
هل تدرك حقا ما معنى العالم !
أنت سؤالٌ لا إجابةَ له .
