تشبيه غير شعري :
نعم لن أتحدّث بطريقة شاعرية , سأمسك ساعدك بعنف و أخبرك بطريقتي ( طريقة الفقراء ) كم أنا أحبّك
عندما كنت صغيراً كنت أحمل مصروفي الذي كان 10 ليرات في ذلك الحين ثمّ أذهب إلى المحمصة المجاورة للبيت و أطلب من البائع بعض الكاجو فيضحك قائلاً :
( عمو كيلو الكاجو بألف ... فرقنا بريحة طيبة )
كنت أحبس دمعة في عيني و أطلب منه بزر دوار القمر أرخص أنواع الموالح
بعد فترة لم أعد أشتهي الكاجو , بتّ راضياً عن يزر دوار القمر
حتّى جاء ذلك اليوم الذي وجدت فيه داخل الكيس حبّة كاجو سقطت سهواً , كانت قيمة مضافة لا يستهان بها
لم أطمح يومها لأكّل الكاجو لأنّي كبرت و بتّ أعرف مستواي الاجتماعي فحلمي الأعلى كان مقتصراً على فستق العبيد
يومها أعددت حفلاً خاصّاً و قمت ببعض الرقصات الشعائريّة
كما أنني كنت يومها مؤمناً بالله لذلك قمت بقراءة ختمة للقرآن أمام حبّة الكاجو , ثمّ باركتها باسم القديسين و الأولياء الصالحين
و لم أنس الاتصال بالشيخ لأسأله هل يترتب عليّ بعد أن أصبحت من آكلي الكاجو دفع سهم من ثروتي ( التي كانت يومها 80 ليرة في المكمورة و ما لدي من بزر دوار القمر ) للزكاة فقال لي لا و لكن لا بأس من دفع الخمس
أمسكت قطعة الكاجو و مررتها أمام أنفي بعدد الأنفاس التي تنفستها و أنا أشتهيها
ثمّ أودعتها في فمي و مضغطها 6 ساعات متواصلة حتّى أنني قبل أن آكلها اتصلت بمدرس الكيمياء و سألته عن أفضل طريقة لتصنيع العلكة من حبة الكاجو
أحلامي البائسة يا حبيبتي كانت تسافر كثيراً كثيراً
وصلت إلى سواحل لم يصلها غيري
طارت في سماوات لم يعرفها طائر غيري إلّا أنّها لم تصل إليك يوماً
سأقولها لك و لتضحكي كما شئت من تشبيهي السوقي
أنت بالنسبة لأحلامي حبّة كاجو
حبّة كاجو في كيس الأحلام المصنوعة من بزر دوار القمر
