الرئيسية » » أكتب إليك من غرفتي الشبيهة بكبسولة السفر السريع في الزمن | محمد بنميلود

أكتب إليك من غرفتي الشبيهة بكبسولة السفر السريع في الزمن | محمد بنميلود

Written By هشام الصباحي on الخميس، 2 أكتوبر 2014 | أكتوبر 02, 2014

أكتب إليك من غرفتي الشبيهة بكبسولة السفر السريع في الزمن. أقود حياتي دون قبعة واقية. منذ الصباح وأنا أفكر في مشاهد جديدة لسناريو المسلسل. عليّ أن أخترع شخوصا جديدة وأمكنة جديدة، وأن أورط تلك الشخوص في حرب، والأمكنة في الخراب. العصفور يجب أن ينجو، وأن يجد حبة زرع فوق سور الحياة المهدوم، قبل أن يهاجر. أنا أحبك، تعرفين ذلك، لكن، يعجبني أن أكرر الأمر كل مرة كما يكرر المصلي صلاته. أنا أحبك، هذه الكلمة تمنحني الكثير من الطاقة لمواصلة تسلق الجبل الوعر، وإن بركب دامية. عيناك كبيرتانوحزينتان بأهداب طويلة ناعسة، تبدين لي دائما كدمية قادمة من الفضاء، كقائدة سفينة الفوسفور، الطبق الطائر الذي تقوده كائنة فضائية نحيفة وحزينة، الطبق الإهللجي القادم عبر شعاع أزرق من الميتافيزيقا البعيدة إلى الأرض لاختطافي، وأنا أحب ذلك وأحبك. حين أمرض تمرضين، وحين تمرضين أمرض، كما يحدث لتوأم سيامي، ألفّ حياتي الصغيرة بشالك ليحميها من البرد، ومن النساء الساحرات، اللائي يسحرن الأطفال، أحتمي ببخورك، بتعويذة انعكاس ضوء النجوم الوحيدة في عينيك. أكتب إليك الآن من غرفتي الشبيهة بكبسولة السفر في الزمن السريع، غرفتي الصغيرة الجميلة، الغائصة في المحيط الأطلسي. 
ها قد حل المساء يا حبيبتي الصغيرة، قلبي يخفق بنبضات قلبك، أنا حزين وخائف من الليل، خائف من الذين أحبهم، خائف من الأثاث ومن الهواء، خائف من الموسيقى الجميلة ومن العطر ومن الماء، خائف من فراشة عث صغيرة تخرج من روح الموت وتطير فوق وجهي برقة ونعومة شديدة، خائف أن تطبق علي جدران الغرفة. لكن سأكتب إليك دائما، كما يكتب طفل من ملجأ الحرب إلى صورة أمه العذراء الصغيرة الخائفة المعلقة على الحائط، في الجهة الأخرى المحاصرة من الحرب، سأكتب إليك، حتى تحت القصف.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads