الرئيسية » » قصائد | شريف رزق

قصائد | شريف رزق

Written By هشام الصباحي on الأربعاء، 17 سبتمبر 2014 | سبتمبر 17, 2014

XI
وَضَعَتْنِي أمِّي في ليْلَةٍ شَاتيَةٍ
كَانَ صَوْتُهَا مُنْشَرِخًا ، وَكَانَتْ تُلاحِقُنِي
بعينيْنِ دَامِعَتيْنِ وَمُعَذَّبتَيْنِ
كُنْتُ بَيْنَ يَدَيْ جَدَّتِي
تُبَسْمِلُ حَانيَةً وَتُصَلِّي على النَّبيِّ
فيْمَا يَدْخُلُ في المشْهَدِ شَيْخٌ قصِيْرٌ 
يتلقَّفُنِي،
وَيُغَمْغِمُ في أذُنِي بكلامٍ ،
ثُمَّ يَتْفُلُ في فَمِي 
،وتُكبِّرُ جَدَّتِي .

XII
اصْطَدَمَ بي صََبَاحَ هَذَا اليَوْمِ وَحَيَّانِي مُعْتَذِرًا
كَانَ مِنْ الواضِحِ أنَّهُ لمْ يَعُدْ يَعْرِفُنِي
أوْمَأتُ إليْهِ بابتسَامَةٍ وَأنَا أكْتُمُ غُصَّةً
زَميلُكَ في الابتدائيَّةِ يَا أبِي .

XIII
آلو
كَيْفَ أنْتِ الآنَ يَا أمِّي
؟، طَمْئِنِيْنِي عَليْكِ
الحَمْدُ للهِ 
نَحْنُ مُذْ مِتِّ في انْتِظَارِكِ دَائِمًا
خَالتِي أحْوَجُ مَا تكونُ إليْكِ حَاليًا
وَنَحْنُ قَدْ هَرِمْنَا في غِيَابِكِ
، في المنزلِ الَّذي أصْبَحَ مَقْبَرَةً عَجُوزًا
سَأُبَلِّغُهُمْ جَمِيْعًا يَا أمِّي .

XIV
أَضَعُ جَسَدِي على السَّريرِ
أُقدِّمُ الوَجْبَةَ اليوميَّةَ لِلْكَوابيسِ .

تُوقِظُنِي ، مُنْذُ مَاتَتْ ، أمِّي ، وَلا أرَاهَا .

قِطَارٌ يَعْوِي وَحْدَهُ في الظَّلامِ .

قِطَّةٌ ، على عَتَبَةِ البَيْتِ ، في وَدَاعِي ، دَائِمًا ، بِنَظْرَةٍ حَانيَةْ .

جَحِيْمٌ في انْتِظَارِي ، كُلِّ شَارعٍ .

أنَا مَرِيْضٌ بِكِ ، وَأعْرِفُ ، بالتَّحدِيْدِ ، دَوَائِي .

XV
تَكَادُ أنْ تَمُوتَ مِنْ الرُّعبِ
، وَأنْتَ عَائِدٌ إلى شقَّتِكَ ليْلاً
حِيْنَ تَجِدُ مَارِدًا أسْوَدَ في انْتِظَارِكَ
يَدْعُوكَ باسْمِكَ 
أنْ تتبعَهُ في هدوءْ .

XVI
حُجْرَتِي
هِيَ الرَّحِمُ الَّذي أعودُ إليْهِ آمِنًا
وَأُغْلِقُ بَابَهُ عَليّْ .

XVII
أنْ أجِدَ البَابَ مَفْتُوحًا
وَأنْ أدْخُلَ على وَجَلٍ مُحَاذِرًا
وَأنْ أجِدَ الجَريمَةَ في انْتِظَارِي
وَأنْ أتَلاشَى في جُثَّتِي .

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads