انا بعيدٌ عن القمر
مسافة ميلين
مضوا الى الأفقِ
اظنهم مازالوا في الطريقِ
رغم الخوفِ , ثعابين الأوديةِ
الجوعِ والنهارات المظلمة
***
لم اعدْ معجباً بماضيّ
قبل اشهر حطمتُ , بمطرقةٍ , تمثالاً لي
حاضري بلا الوان وقليلاً اهتّمُ بنفسي
مخيالي ينضبُ بصرخاتٍ لا ادري من اين
لا تدهشني صخورٌ تطفو في نهر
ولا ابوابٌ موصدةٌ في ذاكرتي
اراها , من بعيد , مفتوحةً
الحظُ كتباً مبعثرة وبشراً يجلسونَ
على حافاتِ اسرّة , وجوههم بلا ملامح
اقتربُ , تنغلقُ الأبواب
ثم يدنو احدهم واظنهُ , من طريقة مشيهِ ,
ضريراً .
يصلُ , يطرقُ احد تلك الأبواب
ينفتحُ , يدخلُ , ينغلقُ :
من أنا ؟
***
ليس القمرُ بعيداً عني
ربما مسافة ميلينِ او ثلاثة
استطيعُ , من هنا , ارى حيواناتٍ جديدة
تطيرُ بلا اجنحة , تجلسُ على امواجٍ
انا اسميها برمائية والسماء حديقتها في الليل .
انني ناقمٌ على فلاسفةٍ وعلماءَ
كذبوا لألاف السنين حول الحياةِ في هذه الكواكب
هناك , من القمرِ , ارى اشجاراً تدور
وترقصُ عند بركانٍ على الأرض
هواءً ثرثارأ يحيطُ ببحرٍ نائم
وشباناً يغسلون اكوام كلمات
فوق رمال شاطىء
***
اقتحموا بيتي في غيابي
شتموا كلبي , هذا ما اخبرني
سرقوا قلمي , اوراقي وكتاباتي الأخيرة
من كانوا , لماذا شتموا كلبي , ماذا ارادوا
اسالهُ , لايعرفُ
***
قصائدي تمتعُ بعض اصدقائي
يشاهدون شيوخاً يقرأون في ازقة
هواءً نظيفاً في ضاحيةِ مقطعٍ منها
مياهاً نقية ومجاناً
اضواءً كثيرة , ملونة , وحيواناتٍ مبهورة بها
مؤلفاً نحيلاً يكتبُ في سجنٍ مهجور
وهناك صيادون يشخرون في زنزانة
رأيتهم هذا الصباح يبحثون عن ينبوعٍ
***
انهضُ باكراً بلا اي سبب
لستُ عاملاً في محطةِ قطار
اهيمُ على وجهي في اية جهة
هذا يفرحني .
امسِ , صباحاً , جمعتُ ثياب منتحرين
وغرقى الليل في هذا المحيط
تركتها في ساحة بلدتي
لم يشكرني احد .
***
اذهبُ كل يومٍ الى جسرٍ قديم
بناهُ متطوعونَ من كوكبٍ آخر
لا ادري متى ـ جدّي غنّى لهم كل يوم .
في الطريق ألهو مع هضبة , اشجار
وحتى مع ظلّي
احياناً يطاردني سرابٌ
لم ينسَ ماحصلَ : في طفولتي رميتهُ بحصى
ولمرتينِ فقط ,
وكانت الشمسُ ترمقني في هدوء