الرئيسية » » من حيوانات خورخي لويس بورخيس: ترجمة: محمد عيد إبراهيم

من حيوانات خورخي لويس بورخيس: ترجمة: محمد عيد إبراهيم

Written By هشام الصباحي on الثلاثاء، 5 أغسطس 2014 | أغسطس 05, 2014

من حيوانات خورخي لويس بورخيس: 
ترجمة: محمد عيد إبراهيم

حمار ذو ثلاث أرجل 
يَعزو بلايني إلى زرادشتَ، مؤسّس الديانة التي لا تزال منذورةً من قِبل أتباع بومباي، أنه ألّف مليونَي بيتٍ من الشِعر، كما يزعمُ الطبريّ، المؤرخُ العربيّ، أن أعمالَ زرادشتَ الكاملةَ وضعها خطّاطون وَرِعون فغطّت قرابة 12.000 جلدة بقر. ومن المعروف أن إسكندر المقدونيّ أحرقَ تلك الرُقوقَ في شيرازَ، لكن بفضلِ ذاكرةِ الكهنةِ القويةِ أمكنَ حفظُ النصوصِ الأصليّة، ومنذ القرنِ 19 أُلحِقَت بالعملِ الموسوعيّ المسمّى "بنداهي"، وبهِ هذه الصفحة: 
قيلَ إن الحمارَ ذا الأرجل الثلاثِ يقفُ في وسطِ المحيط، حوافرهُ ثلاثة، وعيونهُ ستّ، وأفمامه تسعة، ولهُ أُذنان، وقرنٌ وحيد. جلدهُ أبيض، وطعامهُ الأشباحُ، وكيانه وَرِع. لهُ عينان محلّ العينينِ المعتادتَين، وعينان بأمّ رأسهِ، وعينان في جبينهِ، وبحدّةِ عيونه الستّ ينتصرُ ويدمّر. أما أفمامهُ التسعة فثلاثةٌ بالوجهِ وثلاثةٌ بالجبهةِ وثلاثةٌ داخلَ عَورتهِ... كلّ حافرٍ على الأرض يغطّي فضاءَ قطيعٍ من ألفِ غنمةٍ، وتحتَ كلّ مهمازٍ يمكنُ لألفِ فارسٍ القيامُ بمناوراتٍ. وتُلقي أُذناهُ بظلّهما على مازندران، إقليمِ فارسِ الشماليّ. وقرنهُ ذهبيٌّ مُجوَّف، يطلعُ منهُ ألفُ غُصينٍ. وبقَرنهِ يصرعُ ويبدّدُ كيدَ المناكيدِ. 
ويُعرَف الكهرمانُ بأنه رَوَثُ الحمارِ ذي الأرجل الثلاث، وفي الأسطورةِ المُزديةِ يُعدّ هذا الوحش الرحيمُ أحدَ معاوني آهوره مزدا (أورموزد)، أي مبدأُ الحياةِ والنورِ والحقيقة.

آبتو وآنيت 
كما يعلمُ المصريون جميعاً، كان آبتو وآنيت سمكتَين برمزِ الحياةِ، متماثلتَين، مقدّستَين، تسبحان في مشهدِ الخطرِ أمام مَقدمِ سفينة ربِّ الشمسِ. كان مجراهُما من دون نهايةٍ، ففي النهارِ يمخرُ المركبُ السماءَ من الشرقِ إلى الغربِ، ومن الفجرِ حتى الغروبِ، ثم يتّخذ دربَه ليلاً تحتَ الأرضِ في الاتجاهِ المعاكسِ.

قرد المحبرة 
يَشيعُ هذا الحيوانُ شَمالاً، طولهُ أربعُ أو خمس بوصات، عيناهُ قرمزيتان وفراؤه أسودٌ كهرمانيّ حريريّ ناعمٌ كمخدّةٍ. يتميّز بموهبةٍ فضوليةٍ، هي تَذَوّقُ الحبرِ الهنديّ. حينَ يجلسُ شخصٌ ليكتبَ يقرفصُ القردُ متقاطعَ الساقين بالقربِ منه وأحدُ مخلبيهِ الأماميين مُنطبقٌ على الآخرِ، مرتقباً الخلاصَ من المَهمةِ، فيشربُ بعدَها ما تبقَّى من الحِبرِ، ليستعيدَ أخيراً جلوسَه على مؤخّرتهِ، راضياً هادئاً.

من حيوانات خورخي لويس بورخيس: 
ترجمة: محمد عيد إبراهيم 

حمار ذو ثلاث أرجل 
يَعزو بلايني إلى زرادشتَ، مؤسّس الديانة التي لا تزال منذورةً من قِبل أتباع بومباي، أنه ألّف مليونَي بيتٍ من الشِعر، كما يزعمُ الطبريّ، المؤرخُ العربيّ، أن أعمالَ زرادشتَ الكاملةَ وضعها خطّاطون وَرِعون فغطّت قرابة 12.000 جلدة بقر. ومن المعروف أن إسكندر المقدونيّ أحرقَ تلك الرُقوقَ في شيرازَ، لكن بفضلِ ذاكرةِ الكهنةِ القويةِ أمكنَ حفظُ النصوصِ الأصليّة، ومنذ القرنِ 19 أُلحِقَت بالعملِ الموسوعيّ المسمّى "بنداهي"، وبهِ هذه الصفحة: 
قيلَ إن الحمارَ ذا الأرجل الثلاثِ يقفُ في وسطِ المحيط، حوافرهُ ثلاثة، وعيونهُ ستّ، وأفمامه تسعة، ولهُ أُذنان، وقرنٌ وحيد. جلدهُ أبيض، وطعامهُ الأشباحُ، وكيانه وَرِع. لهُ عينان محلّ العينينِ المعتادتَين، وعينان بأمّ رأسهِ، وعينان في جبينهِ، وبحدّةِ عيونه الستّ ينتصرُ ويدمّر. أما أفمامهُ التسعة فثلاثةٌ بالوجهِ وثلاثةٌ بالجبهةِ وثلاثةٌ داخلَ عَورتهِ... كلّ حافرٍ على الأرض يغطّي فضاءَ قطيعٍ من ألفِ غنمةٍ، وتحتَ كلّ مهمازٍ يمكنُ لألفِ فارسٍ القيامُ بمناوراتٍ. وتُلقي أُذناهُ بظلّهما على مازندران، إقليمِ فارسِ الشماليّ. وقرنهُ ذهبيٌّ مُجوَّف، يطلعُ منهُ ألفُ غُصينٍ. وبقَرنهِ يصرعُ ويبدّدُ كيدَ المناكيدِ. 
ويُعرَف الكهرمانُ بأنه رَوَثُ الحمارِ ذي الأرجل الثلاث، وفي الأسطورةِ المُزديةِ يُعدّ هذا الوحش الرحيمُ أحدَ معاوني آهوره مزدا (أورموزد)، أي مبدأُ الحياةِ والنورِ والحقيقة. 

آبتو وآنيت 
كما يعلمُ المصريون جميعاً، كان آبتو وآنيت سمكتَين برمزِ الحياةِ، متماثلتَين، مقدّستَين، تسبحان في مشهدِ الخطرِ أمام مَقدمِ سفينة ربِّ الشمسِ. كان مجراهُما من دون نهايةٍ، ففي النهارِ يمخرُ المركبُ السماءَ من الشرقِ إلى الغربِ، ومن الفجرِ حتى الغروبِ، ثم يتّخذ دربَه ليلاً تحتَ الأرضِ في الاتجاهِ المعاكسِ.  

قرد المحبرة 
يَشيعُ هذا الحيوانُ شَمالاً، طولهُ أربعُ أو خمس بوصات، عيناهُ قرمزيتان وفراؤه أسودٌ كهرمانيّ حريريّ ناعمٌ كمخدّةٍ. يتميّز بموهبةٍ فضوليةٍ، هي تَذَوّقُ الحبرِ الهنديّ. حينَ يجلسُ شخصٌ ليكتبَ يقرفصُ القردُ متقاطعَ الساقين بالقربِ منه وأحدُ مخلبيهِ الأماميين مُنطبقٌ على الآخرِ، مرتقباً الخلاصَ من المَهمةِ، فيشربُ بعدَها ما تبقَّى من الحِبرِ، ليستعيدَ أخيراً جلوسَه على مؤخّرتهِ، راضياً هادئاً.
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads