رسالة من رضيع غزة - شعر / خالد الطبلاوي
أيا عمُّ
إذا ماكنت حقاً مثلما قالوا
ولم يتغير النسبُ
سؤالٌ خطَّه العَجَبُ
لماذا تغرز التجويع في بطني
لماذا ترشد الأعداء ـ إن ضلوا ـ إلى سكني
لماذا أنت مسرور بترويعي
وتضحك حينما أبدو على الشاشات مطروداً بلا وطنِ
* * *
أنا يا عمُّ إن صحت فنون حسابكم طفلُ
ولكني بحبل الله رغم الجرح متصلُ
رضعت عصارة الإيمان من أمي
فليس بصدرها شيءٌ
سوى الإيمانِ ينتهلُ
وقالت لي وفاءً إنكم أهلُ
ولكني بقلبٍ أبيض يدمى
أمص مرارة الأحزانِ
حين أراك تهوى كف سفاحٍ تقبلها بلا وجلٍ
مخضبةً بسيل دمائنا الأزكى
ولست أراك تغتسلُ
وما يجدي لذا غسلُ
* * *
أيا عمُّ
تُشيع بأنني المسؤول عن قتلي وعن حرقي ؟
وأني قد رفعت الرأس في شمم
ولم أعبأ بسكين العدا فوقي
وأن الحكمة البيضاء تدعوكم إلى سحقي
لتسلم أمة الأعراب في التطبيع من خرقي
فهل أوفى لكم صهيونُ
حين ذبحتموا حقي
* * *
أيا عمُّ
ولست مكذباً أحداً
بهذا تهتف الأسماءُ واللقبُ
بذاك يقول يا عمي فمُ التاريخ والكتبُ
ولكني
ونار القتل والتشريد تضطربُ
أقول لكم إذا صحت عقيدتكم
عروبتكم شهامتكم
أصول النخوة الشماء في دمكم؟
فكيف جفاكم الغضبُ ?
* * *
أيا عمُّ
ومنك يهدني الغمُّ
أعاني خسة الخذلانِ
يُشقي مهجتي الهمُّ
إذا ما قلتَ تصريحاً
وفي ترياقه المعسولِ يخفى السمُّ والسقم ُ
أ بعدَ تفنن الأعداء في قتلي
وأنت الحبل والسكينُ
حقاً أنت لي عمُّ ؟!!!!!!
