الرئيسية » » ملاكٌ يبحثُ عن تفاحةٍ في قمامة الشارع | نصير غدير

ملاكٌ يبحثُ عن تفاحةٍ في قمامة الشارع | نصير غدير

Written By غير معرف on الجمعة، 12 يوليو 2013 | يوليو 12, 2013

ملاكٌ يبحثُ عن تفاحةٍ في قمامة الشارع


نصير غدير
11/05/2010

لقد سقطت التفاحة
ياحبيبتي،
وخرج آدم،
وأحببتك..



من يلومُ من؟!

أنا ألوم الحب،
وأنت تلومين الأطفال،
والمنزلُ مشدوهٌ بحبلِ الغسيل!

وفي الشارع؛
في الشارع
يوجد دائماً
صِبْيَةٌ يطيرون
مربوطين بخيوط
مزججةٍ، ومشدودين
إلى الصفيحة..
من يحلِّقُ فوق من؟!
الصبيُّ الورقُ أم الصبيُّ النايلون؟!

آه لقد انقطع سلك المولدة
ثانية!

وثانية ً وثانية ً وثانية ً
عليّ أن أبررَ، وألبسَ النظارة
وأربط ذكرى حياتي
بالسيارة المسرعة،
وهناك ستلوحين أنت والأطفال،
في المرآة العاكسة،
عبر الزجاجة المخططة،
وأنا أنظر من ثقب المصباح الخلفي،
وأصرخ خلال الشريط اللاصق:
أنا لست هو
 وأنت لست الأطفال..

ما يكفي
لقد أساءت لنا الحياة ما يكفي؛
لننبحها ونعضها ونثأر..



أنبح وتزأرين،
والتفاحة مشغولة بالأرض،
وآدم مشغول بملابسه الداخلية،
والجنة تقلِّدُ الحديقة َ
وتتجمّل أمام المرآة

من يصفعُ من؟

الملاك بالجلباب أم الشيطان
بربطة العنق؟
والقطة ُ؛
القطة ُ مشنوقة على سلك الهاتف

آه لقد انقطع سلك المولدة
ثالثة ً!

وثالثة وثالثة وثالثة
أقفُ أمامَ زيتِ حياتي
وسخامِها
وأجرف العظامَ الناتئة َ
من أخلاق السوق والمدينة
وأشتري عرقاً وبخوراً
وأنسلُّ إلى النهر،
وبين السمكة والضفدع
يمتد خيطٌ أحمر وخيط أزرق

يخططان أيامَك وأيامي.

من يخدعُ من؟

تملئين المطبخ بالساعات

وأضيِّعُها بالتنفس

وفي الرواق، حيث تكترث الناس
لسخف بعضها،
يهرُبُ ظلانا مع كناس المدينة
وهو يكنس جثثنا المجهولة.

من يبكي على من؟

الثديُ الذي يلطمُ خدَّهُ
أم القبلُ المضيّعة ُ بالسعال؟

القبلُ المعلقة بالأسْوَد
على الحائط أم السرير
الذي فاضت شرايينه
 ويبست؟

ملائكة كثيرة وشياطين،
ياشارع المدينة،
تفرح بصورها المعلقة،

 ونحن نسألُ:

ماذا فعلنا بك أيها
الرب الصالح الطيب
الضعيف، وماذا فعلت
بحياتنا؟

ياشارع المدينة الأخير؛
ياشارع المدينة،
وإذ لا أفكارَ عظيمة ً
ولا مفكرين، أمن لحظة لديك
لتنعطف حيث ضاع كلّ شيء؟

 وحيث سقط آدم
وانشغلنا بالتفاحة؟!


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads