الرئيسية » » باختصار.. هي مصر | جنة القريني

باختصار.. هي مصر | جنة القريني

Written By غير معرف on الجمعة، 12 يوليو 2013 | يوليو 12, 2013


باختصار.. هي مصر

ميم .. صاد .. راء


للشاعرة الكويتية جنة القريني



ميم، صاد، راءْ :

ذاكَ مَهْدُ الصُّبْحِ والرُّسْلِ الأَوائلْ

تِلْكَ مِصْرُ الأُمُّ

هَلْ في الكَوْنِ جاهِلْ ؟

هَلْ تُرى آنَسْتُمُ نارَ القَساطِلْ ؟

هَلْ أَتاكُمْ مِنْ فَمِ الطّورِ النّبَأْ ؟

واحْتَوَتْكُمْ مَوْجَةُ العِزِّ العَلِيَّةْ ؟

هَلْ سَمِعْتُمْ صَوْتَ "ياسينَ" المُدَوّي:

"يابَهِيَّة"

"يامُّ طَرْحَة وْجَلّابِيّة"

إِنَّني آتٍ

وَهاتِيكَ المَلايينُ الأَبِيَّةْ

نَفْتَدي دِفْءَ العُيونِ السُّودِ

والروحِ النَّدِيَّة

إِنَّني آتٍ

لِنَزْعِ الشَّوكِ مِنْ خَدَّيْكِ

آتٍ نَزْرَعُ القَمْحَ ، الأرُزَّ ، القُطْنَ

في الغِيطانِ

نُحْيي مَوْلِدَ المُخْتارِ

في صَحْنِ الحُسَيْنِ السِّبْطِ

نَغْدو لِلصَّلاةِ الظُّهْرَ

عِنْدَ السَّيِّدةْ

كَيْ نَعُبَّ النّورَ

نَروي الأَفْئِدةْ

نَقْرَعُ الأَجْراسَ لِلْقُدّاسِ

في الآحادِ

نَتْلو مِنْ تَراتيلِ القُلوبِ الخُضْرِ

لِلعَذْراءِ في الميلادِ

لِلسَّمْحِ المَسيحْ .

هَلْ رَأَيْتُمْ كَيْفَ يَسْتَخْرِجُ

"مِتْوَلّي" رَصاصَ الغَدْرِ

مِنْ ضِلْعَيْ "شَفيقةْ" ؟

هَلْ رَأيْتُمْ كَيْفَ عَيْناها

تَعُضُّ الدّمْعَ

إِذْ تُفْشِي الحَقيقة :
"دَ أَكَمْ مِنْ وِشّ
غَدَرْ بِيَّه وَلا يِنْكِسفوشْ"

إِنَّها ثَوْرَةُ أَجْيالٍ غَرِيقةْ

في زَنازِينِ الغَضَبْ

هَلْ أَتاكُمْ صَوْتُها النّارِيُّ

ياآلَ العَرَبْ ؟

هَلْ رأيتُمْ طَلْعَةَ الشَّمْسِ السَّنِيَّةْ ؟
"طِلْعِتْ يامَحْلا نورْها"
مَصْر المَحْروسَةْ

* * *

حُمَّت الشّاشاتُ تَسْتَجْلِي المَشَاهِدْ

وَعَلَى أَقْصى اليَمينِ احْمَرَّت الكِلْمَةُ

[ عاجِلْ ]
والشَّريطُ الأَزْرَقُ المائِيُّ
لِلأَخْبارِ ساحِلْ

وَالمُذيعونَ عَلى كُلِّ المَواقِعْ

يَنْقلونَ الصّوتَ والصّورةَ

والدّمْعَ المُدافِعْ

مِصْرُ قامَتْ

بُورِكَتْ تِلْكَ القِيامَة

حَطَّمَتْ أَغْلالَها

في قَلْعَةِ الإِقصاءِ

واسْتَلّتْ مِنَ الأَعْراقِ

أَمْصالَ المَكائِدْ

واسْتَرَدَّتْ مِنْ عَبيرِ النِّيلِ

أَنْفاسَ الكَرامَةْ

مِصْرُ جاءَتْ تَعْبُرُ الدِّلْتا

تَحُفُّ السَّبْعَةُ الآلافِ عاماً عارِضَيْها

في يَدَيْها صَكُّ " مِينا "

وَعَلَى الرَّأْسِ لآلي تاجِ "أُوزِيسَ"

بِياقوتِ الكَواكِبْ

و"أَبو الهولِ" يَصُوغُ الرَّمْلَ

فَيْروزاً وَماسَا

كَيْ تَدوسَ الماسَ

كِلْتا قَدَمَيْها

مِصْرُ في أَحْداقِها

قَدْ شَعَّ "يوسفْ"

وَانْجَلَتْ آياتُ "موسى"

شَقَّت اليَأْسَ الدَّجوجِيَّ المُعانِدْ

فَانْبَرَتْ تَتْرَى الحُشُودُ المَلْحَمِيَّةْ

حَيْثُ "طَلْعَتْ حَرْبُ" في المَيدانِ شَاهِدْ

يَرْصُدُ الإِعْجازَ في الشَّعْبِ المُجاهِدْ

وَعَلَى أَوْتارِ شَطِّ اسْكِنْدِرِيَّة

قادِمٌ "دَرْويشُ" نَشْواناً" :

"بلادي ...
لَكِ حُبّي وَفُؤادي" ..
وَ"بَلِيغٌ" يَصْنَعُ العِشْقَ حَنَاجِرْ

إِذْ يُفَاخِرْ : " ياحبيبْتي يا مَصر يا مَصر" ..

وَ"كَمَالٌ" يَجْمَعُ الثُّوَّارَ

في السَّاحاتِ

يَدْعو "العَنْدَليبْ"

لِالْتِقاطِ الصُّورَةِ الذِّكْرى

قُبَيْلَ " المَغْرِبِيَّة"

بَعْدَ أَنْ "عَدَّى النَّهارْ"

وَتَضجُّ الكاميراتْ

بالصَّناديدِ الأَماجِدْ

يَرْصِفُونَ العالَمَ الأَبْهَى لَهُمْ،

وَلِأَجْيالٍ تُشَاهِدْ

وَالذي لَمْ يُبْصِرِ الشَّمْسَ التي

فَاحَتْ شُروقاً

مِنْ أَفَاوِيهِ البَواسِلْ

وَالذي يَلْوِي السَّنَابِلْ

وَيَدُرُّ السُّمَّ في عَذْبِ الجَدَاوِلْ

"عُمْرُه مَا حَيْبَانْ في الصّورَة" !

  جنة القريني

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads