الرئيسية » , » تمثال امرأة تتجرّع السمّ | ماهر شرف الدين | العدد الثامن والعشرين | كتاب الشعر

تمثال امرأة تتجرّع السمّ | ماهر شرف الدين | العدد الثامن والعشرين | كتاب الشعر

Written By غير معرف on الجمعة، 5 أبريل 2013 | أبريل 05, 2013

 تمثال امرأة تتجرّع السمّ  | ماهر شرف الدين  | العدد الثامن والعشرين | كتاب الشعر




أهمّ ما في حبّ لزينب أنه حوّل الموت
من فكرة غيابٍ إلى فكرة فراقٍ






رأيتُ رجلاً ذا لحية بيضاء
يرتدي ثياباً بيضاء
استوقفتُه: هل أنت الله؟
قال: لا. فأكملتُ المسير
زينب عسّاف، بوّاب الذاكرة الفظّ







- انظرْ إلى تلك المرأة التي تتجرّع السمّ.
- أرجوكَ، اجعلْها تمثالاً.
- أتريد إنقاذها؟
- لا. فقط أرغب بتأمُّل الموت
بتأبيد تلك اللحظة المعلَّقة بين الحياة والموت
بصنع ذلك الجسر
برؤية الجسد في حالة الجسر بين الحياة والموت
برؤية الروح وهي تحزم حقائبها...
- وهل تؤمن بوجود الروح؟
- ولا بوجودكَ أنتَ؟
- أنا؟ وهل عرفتني؟
- نعم عرفتكَ. أنتَ الله.
2
3
خُتمت هذه القصيدة في اليوم الذي أعقبَ
سفر زينب إلى الكويت بداعي العمل
أواخر العام 2007
2
3
الراقصة الشرقيّة تسبح في الضوء
تغرق
تخبط الضوء بيدَيها فتعوم
تغرق ثانية
تنفخ ثديَيها وتعوم.
الراقصة الشرقيّة شمعة اللحم
التي تذوب على المسرح
سكّرة اللحم التي تذوب في الفم
مفتونة بالعَوْم
مع أنها منذورة للغرق
ثقوب جسدها كثقوب الناي.
17
2
لقد ضَرَبَ النعاس في الدم
مَن يجرؤ على القول إن النعاس والحنين
ليسا شيئاً واحداً؟
مَن يجد الفرق
بين تدلِّ النهود والثريّات؟
18
3
الراقصة الشرقيّة
لا تجفّ من الضوء ثيابها
ولا تنشف
تخبط لتعوم
تنفخ لتعوم
تغافلُنا بالكوع والركبة والخصر
تخدع الجالسين فيظنّونها ترقص
لكنها تغرق.
تكنس نظراتنا عن أرض الصالة
بقدمَيها
الحافيتَين
تخبّئها في وديانها المبعثرة
بين نهدَين، بين ردفَين.
19
2
الراقصة الشرقيّة
متردِّدة
كخشبة فوق الماء
أراها وأفور
كاللحم في فِراشٍ أفور
كالحليب في قِدْر.
20
3
إذاً،
سأنام في النهار لأبعص الشمس
سأسامح بها
أغبى العصافير وأجمل الأطفال
شُطْ يا نوم
شُطْ رأسي
شُطِ الوسادة والقمر
شُطِ الكُرَات.
سأنام لأعيش
سأنام لأكتب الشعر.
21
2
يقال: غرقَ في النوم.
فالنوم غرقٌ، والنيام غرقى.
ويقال: استسلم للنوم.
فالنوم معركة، والنائم جندي.
ويقال: نام
ويقال: نامت
ويقال: ينامون.
ولم ينم أحد
ولم يغرق أحد
ولم يستسلم أحد.
22
3
هذا القمر، الابن الجميل والبكر،
يُضي الليل باحثاً لأمّه عن عشّاق.
يا قمر
يا نجل الشمس
يا قوّاد.
سأستمني فوق النهر نكاية بالنهد
سأنام في المقبرة نكاية بالموت.
بكاء فوق النبع أنت يا قمر
دموع على الماء.
23
2
قل لأمّك الشمس إنّا هجرناها
قل لها إنّا مللنا فراشها الساطع ووجهها المُبهر
قل لها تركناها وأحببناكَ.
24
3
ناموا إلى أن تنفدَ الأمّهات
غافلوا الحياة بالنوم
احرسوا الحياة بالنوم.
أنا أزربُ الشعرَ هذه الليلة
أنا المزراب والشاعر.
25
2
قم يا الله من مكانك
قم لأجلس
ألم تذق طعم اللحم الذي خلقتَ؟
تعال إلينا
مريم ليست أجمل نسائنا
ألم تفكّر بخيانتها بعد ألفَيْ عام؟
تعال وصرْ مثلنا
قلِّدْنا.
26
3
الراقصة الشرقيّة تعود
تغرق في الضوء
تخبط بيدَيها وتعوم من جديد
دموعها تسيل بحماسة الدم.
تدور حول الطاولة
حولنا
وفوقها ترقص
تقول:
الحياة مهلة الموت لنا، وتضحك
الشاعر نبيّ ملحد يبحث عن إله، وتضحك
جنون العظمة شعور بالنقص تجاه الآلهة، وتضحك.
27
2
الراقصة الشرقيّة
تحوطنا كالكفّ أو كالأفعى
ترشقنا بمسامير للخَدَر والنوم
عيناها بلا بياض كعينَْ حصان
مجهولة الاتجاه كعينَْ حصان.
شباط القصير كتنّورة انتهى
رخوة في يدي الحياة يا حياة
والشعر نساء عن نساء
حرارة ألفاظ وأثداء.
28
3
ويا وحي استحِ
يا وحي اخجلْ.
بيروت تنفض السجّاد
على رؤوس فاقدي الذاكرة
تشعل النساء كالثقاب.
29
2
الراقصة الشرقيّة
عيناها محتارتان
كشرفة مضاءة فيها فتاة تروح وتجيء وتقرأ.
وأنتَ يا شاعر يا رقيق تحرَّكْ
30
3
زوِّدْ قلبك ببوق
وبنايٍ
إذا داهمك الحزن
بمزمار أقصر من أصابعك
وشدّ
شدّ أكثر
الفجر كالسفن يصل الموانئ أوّلاً.
31
2
زوِّدْ قلبك بحجر
اقذفْه على سطح الماءِ
دوِّر الماء ساعاتٍ
ساعاتٍ بلا عقارب.
زوِّد قلبك بصخرةٍ
ادفشْه إلى الحفرةِ
ادفشْه وقل:
قلبي تفّاحة لا تروق حوّاء.
32
3
الراقصة الشرقيّة
حوضها مليء بالسمك
وردفاها بالأحصنة
وصدرها الفوّار بالحليب قد راق.
الحليب عَرَقٌ وماء
عنب وماء
بياضُه
من حبّة العنب وحبّة الماء.
33
2
الهاتف يرنّ
صوت امرأة على التلفون يقول:
صباح الخير.
وحيٌ على التلفون
جسد من صوت
ولحم من صوت
وجنس من صوت.
يا الصوت الذي يرتمي تحتي
ويقول: أرغب بطفل.
يا الصوت الذي
يحبل وينتشي.
34
3
لسان الأنثى لحمها الزهريّ
لحمها الحلو.
أين لسانها كي أؤمن بالله وكتاباته الإنشائيّة؟
أين لسانها
لأمسِّد به رقبتي وحلمتيّ؟
يا الصوت الذي يسيل
من أذني
إلى ما بين فخذيَّ.
35
2
الراقصة الشرقيّة تهتاج
تحلو وتنتشي
والحرف يركبُ الحرف.
الحروف رجال ونساء
أحصنة ونساء.
36
3
الراقصة الشرقيّة
ذئبةُ الكهف
افترستْ حمارَ النثر
ينقصها الفرح كي تنتحر أمامنا
ينقصها الهاء
كي تقول: أنا الله.
بلا وقت وتنتظر
بلا زمن وتكبر.
37
2
تسقط على ركبتَيها
وتحفّ بنهدَيها خدودَ الأرض
تحتقن بالدم والغروب
تنظر إلى
وجوهنا المغسولة بخفّة
تغمزنا وتنهض.
38
3
حمرة الدم هي الأصل
أمّا
الغروب
فببغاء.
39
2
الراقصة الشرقيّة تخلع ثيابها
وتستحمّ أمام الناس
}يا أيّها الناس...{.
صوت مياه الدوش على جلدها
كصوت أصابعها السريعة على الكيبورد.
الماء يتطاير من حولها
وأصابعها تسرع
تطير
والماء يطير.
40
3
الراقصة الشرقيّة
تستحمّ بالدموع وتغرق
تخبط بيدَيها قليلاً فتعوم
تخبط أكثر.
تقول: الوقت يمرّ بعزم،
والحبر ينزّ
من المسام مع العرق.
تغتسل أمامنا
تغتسل فيفلت النهر.
41
2
النهر حروف تسيل
حروف جارية
حروف من ماء.
النهر جديلة
والفقاعات صدى الماء.
وما شأن شاعر بهكذا هراءٍ
وما شأن سكران بالماء؟
42
3
الراقصة الشرقيّة
دموعها نَرْد:
تقذفها وتنتظر.
والصالة مليئة بالسكارى والكتّاب
وشعراء آخر الليل.
43
2
الآن بي رغبة إلى البكاء والنحيب
بي رغبة إلى
حرق الكتب والأشعار.
يا ربّ السماء والصالة المسْني
أريدك الآن امرأةً
تُطبق
على خصري بفخذَيها.
44
3
ساعة ويستيقظ الفجر
ساعة ونسمع الأذان.
الراقصة تؤذّن
الراقصة تسجد
الراقصة تبكي
الله أك...
الله مسكين ومشرَّد في السموات.
45
2
سأمرّ الليلة بلا أسف وحبيبة
بلا حقيبة وأشعار.
أين الناشر الذي سيجمع
التوراة والإنجيل والقرآن
في مجلّد يُسمِّيه:
«أعمال الله الكاملة ؟»
يا ناس،
الله ناثر
الله شاعر
الله إنسان.
46
3
الراقصة الشرقيّة
حين أخبروها أن الأنهار
تصبُّ في البحر إلى الأبد
داعبتْ نفسها وانتشتْ
وقالت: يا نهر ادخلْ.
ثمة شيء
نسيه الرجال داخل النساء
لذلك يمدّون أعضاءهم لاسترجاعه
ويفشلون.
ذلك الشيء الذي لا يعرفون ما هو
ذلك الشيء
الذي فقدوه إلى الأبد.
47
2
الراقصة الشرقيّة
فكّرت بذلك
وعَرَضتْ ناي جسدها المليء بالثقوب.
قالت:
الله ذَكَر، والدليل البكارة.
وكشفت صدرها:
نهداها تفّاحتان
تقاسمهما آدم المغفّل ونيوتن الأحمق...
48
3
تفاحتا الجاذبية
تفّاحة نيوتن تفّاحة آدم
جاذبيّة الأرض جاذبيّة المرأة
سقوط من الشجرة سقوط من الجنّة
وجدتُا فقدتُا
49
2
يريد النهد أن يكون وحيداً
أن يختليَ بنفسه
لكن أحداً لا يُصغي إليه
لا أحد مثله عانى من فكرة التوأم
لا أحد مثله كره الأخوّة.
50
3
يريد النهد أن يُعامَل بليبيرالية أكثر
أن يكون أنفاً مثلاً.
وأخوه الذي يشبهه تماماً يفكّر التفكير نفسه
يفكّر في الوحدة فيفرز حليباً
بالحليب تفكّر النهود.
الحليب أفكار
الحليب أفكار بيضاء
أفكار أولى ونقيّة
أفكار غير منقّحة.
51
2
يريد النهد أن يأخذ حرّيته
أن ينزع حلمته - قبّعته
ويختلي بنفسه
يتكلّم مع نفسه
يريد أن يكون بلا أخ
بلا مرآة.
وهو يعرف
بأن بياض العجين
أجمل
من بياض الثلج.
52
3
وهو يعرف
بأن النهد نهرٌ
وهو يعرف بأن
النهر
ملتفّ على نفسه
يدور حول نفسه
نهر دوّار
نهر ممنوع من التعبير عن نفسه
نهر مقموع
نهر بلا نَفَس
نهر محبوس الأنفاس
نهر مبهور الأنفاس
نهر بلا مجرى
53
2
زوبعة من حليب
كأس من حليب
رحم من حليب
مثلّثات
زوبعة وكأس ورحم.
54
3
النهد هرطقة جنسية
فقاعة حارّة
دمّلة
قبضة
سحابة تمطر الحليب.
والحلمة قُمْع
الحلمة سدادة
والنهد إذا خُضَّ يفور...
55
2
أريد أن أنام
لكن الراقصة تعود.
أريد أن أسلّم نفسي
لهواء الفجر
للهواء الخفيف.
56
3
الهواء الخفيف ينفخ الغسيل
يحاول إقناعنا
أن الثياب تتنفّس.
والهواء الخفيف
يقلب ورقةً
على الرصيف
وفستاناً رقيقاً لسيّدة سكرانة.
57
2
الهواء الخفيف يمشي في نومه
يتسرّب من بين
ساقَين وفخذَين
وبياض يرشقنا بزهور تفتّحت للتوّ.
الهواء الخفيف يدخل
فُتحةَ قميصها الأبيض
يمرّ فوق جلدها الطريّ
تزلّ قدمه
يسقط بين ثدييها
يعلق.
58
3
أعمى من يقول:
أوراق الخريف تيبس.
أعمى من لا يراها
مضرَّجةً بدماء صفراء.
هذيان...
هذيان أوّل الفجر
هذيان هواء الفجر
يا لذيذ.
يا خَدَراً يلعب بين فخذَين
يا وقحاً
كدكِّ النساء
في الأسرّة القصيرة.
59
2
هل تعرفون
امرأةً تجرّعت السمّ من تحت؟
هل سمعتم
قصّة الفلاّحة نُوْف؟
فلاّحة نعستْ فنامت
وكشفتْ فخذَيها للهواء والشمس
نعست فنامت
وهي تحلم الآن
وأفعى تدخل فَرْجها الأسمر
والحليق والمكشوف
تظنّه جحْر تراب
- اللحم من تراب -
60
3
أفعى تدخل جحْر اللحم
وفلاّحة تنتشي في نومها
تظنّه الحبّ.
أفعى تفوت وتتحرّك
وفلاّحة تموت وتنتشي.
سمٌّ يسيل وظَهْرٌ يسيل.
أفعى تذوب في الفَرْج
وفلاّحة تذوب في اللذّة.
بنعاسٍ فعلت ذلك
بغفوةٍ في الحقل.
61
2
ظهرٌ يجيء
وروحٌ تذهب.
فلاّحة تموت
وامرأة تولد.
62
3
لِديني
يا فلاّحة الجنس والموت
يا التي تنعس لتنتشي
يا التي تموت لتنتشي
كوني أمّي وفكرتي عن الله
كوني حقدي عليه
لأنه
لم يخلقني بثديَين.
63
2
الراقصة الشرقيّة
شامتها
على العنق تلمع
والشامة أصغر الزنجيّات
أجمل الزنجيّات.
تقول للوسادة: يا وسادة
ولا تكمل المعنى.
تخطف نفسها من العالم
كما لو أنها قاطعة طريق.
تخطف نفسها كما لو أنها
تخطف عابر سبيل.
64
3
ترقص وتلتهم كوعها
ومعصمَيها
ترقص وتتقطّع كرقعة شطرنج.
سأبكي أمامكِ هذه المرّة أيضاً
أنا النبيّ الذي
يبحث عن إله يتبنّاه.
65
2
الراقصة الشرقيّة
ساعة الرمل
التي تنتهي ببطء
والموقد يلتهب كالجرح.
66
3 67
سأرضع ثدي امرأة
مليء بالحليب والحسك.
وأبكي.
سأقول: للألم ذاكرة تثير غيرة الفرح.
وأبكي.
الألم فرح بلا أهل.
وأبكي.
فرحٌ يتيم ومشرّد.
2 68
وأنتِ غائبة...
لا لم تحنْ نهاية القصيدة بعد.
3 69
الراقصة الشرقيّة
سربُ أقدام بيضاء
مذعورة في الضوء كطريدة ليليّة.
تخبط بيديها لتعوم
تخبط برجلَيها لتعوم
ودموعها
تدور في النواعير.
2 70
الراقصة الشرقيّة
مدهوسة بتاكسي الذكريات
تكتمل على مهل.
تخيط بقدمَيها أرض الصالة
ونهداها
يرشحان الحليب كالجِرار.
نهداها
يرتطمان ويقدحان.
يفوران
بلحمها الحارق والمدهش.
3
الآن الراقصة تكتمل
الآن الراقصة تلمع
الآن الراقصة تمطر
شتاء تحت الرأس
تحت الذقن والركبتَين.
71
2
الراقصة الشرقيّة تغرق
تخبط الضوء فتغرق
ثم تغرق
تخبط وتغرق
تنفخ وتغرق
الراقصة غرقت
الراقصة ماتت
الراقصة اختنقت...
72
3
وأنتِ غائبة
وهذا السرير الواسع عليَّ كالقميص
هذه الحياة الواسعة عليَّ كالقميص
رائحتكِ نابتة
بين شقوق الجدران كالأعشاب
وذكراكِ مدمِّرة
كطفلة على وشك البكاء
يا طفلتي التي سافرت مع الفجر
يا زينب.
73
2
وأنتِ غائبة
وهذا الألم المسكون كالبيوت
المحروس كالبيوت
وتلك الذبحة التي تنتظر قلبي
عند آخر الشارع.
74
3
نحن نكتب
لأننا لسنا واثقين بالله
لسنا متأكّدين
من أنه يُسجِّل لنا
حياتنا على شريط فيديو.
الله حزين يا زينب
الله منطوٍ ويائس
لأنه محرومٌ من الجنون.
ولأنه وُجد كاملاً
خلقنا ناقصين
نحلم به.
75
2
وأنتِ غائبة
وهذا الألم الذليل كالطفل
النَّضِر كالطفل
كعيونكِ.
اقتربي اقتربي
الرقص سوء فهم
والشعر سوء فهم
ورجلا الطائر سوء فهم.
وما حاجة الطائر إلى قدمَين؟
وما حاجة المرأة إلى سرير؟
76
3
وأنتِ غائبة
وهذا الوجع الأليف كالقطط
وهذا الصمت المحشو
كالوجوه والمخدّات.
تبدين وحيدة
من دون أوهامك عن الحبّ
تبدين متعبة
على دَرَج الذكريات
بثغرك الصامد بابتسامة متردّدة.
77
2
وأنتِ غائبة
وهذه الأحزان الكسيرة النظرات
يا زينب المرسومة بالفحم
على جدران الضواحي.
سترقصين على بيوت الصفيح كالمطر
ستنهمرين كالمطر
يا ابنة الشرق السكّير والمبدَّد
المسقوف بالعار والبنات.
78
3
أنا صفيحك وجمهورك
ارقصي عليَّ.
أنا قصّتك الخائبة
وجسمك المزيّن بالجراح والحكايا
التي لم تُكتَب بعد.
79
2
وأنتِ غائبة
وهذا السرير المنبوش كالقبر
المليء كالقبر
وأنا اليوم كما أخاف دائماً
وحيدٌ في هذا العالم.
80
3
ماذا تريد؟
سألتِ يومها
وأجبتكِ: أحبّكِ.
وأعدتِ السؤال
كما لو أنك لم تسمعي الجواب
وأعدتُ الجواب
كما لو أني اقتنعتُ
بأنك لم تسمعي السؤال.
81
2
كان وجهك المضاء بأول الفجر
مُبهراً
كشقّة تحترق
وكانت ذراعك تحتي جاريةً كنهر.
أصابعك طويلة كفستان
وشعرك محلول على آخره.
82
3
وأنتِ غائبة
عَرَق وماء
دموع فوق الماء.
يا امرأة بلا رحم
آه ما أغلاكِ
يا امرأة بلا رحم.
83
2
وأنتِ غائبة
وهذا الحنان المقطَّر كالحبر
المُعدّ كالحبر
افلشي مكتبتكِ على السرير
واشتكي الحبّ للموت
اشتكيني للموت.
أيتها الموهوبة في الحزن
المنذورة لأطول الحكايات.
84
3
وأنتِ غائبة
وهذا الحزن الشفّاف كثوب نومك
كدموعك
هذا الحزن المُذِلّ كدموعك
يا طفلة الورق والأساطير
يا زينب.
85
2
أتصدّقين أن قصيدة تُكتب في دقائق ثلاث؟
أن شعراً يولد بسرعة الأرانب؟
شُط يا نوم
شُط يا موت
شُط رأسي الخفيف كالوسادة
وجُرّ اللحاف جيّداً
جرّ الحياة جيّداً...
86
3
2
الراقصة الشرقيّة تسبح في الضوء
تغرق
تخبط الضوء بيدَيها فتعوم
تغرق ثانية
تنفخ ثديَيها وتعوم.
الراقصة الشرقيّة شمعة اللحم
التي تذوب على المسرح
سكّرة اللحم التي تذوب في الفم
مفتونة بالعَوْم مع أنها منذورة للغرق
ثقوب جسدها كثقوب الناي.
لقد ضَرَبَ النعاس في الدم
مَن يجرؤ على القول إن النعاس والحنين
ليسا شيئاً واحداً؟
مَن يجد الفرق بين تدلِّ النهود والثريّات؟






وأنتِ غائبة
وهذا الحزن الشفّاف كثوب نومك
كدموعك
هذا الحزن المُذِلّ كدموعك
يا طفلة الورق والأساطير
يا زينب.




أتصدّقين أن قصيدة تُكتب في دقائق ثلاث؟
أن شعراً يولد بسرعة الأرانب؟
شُط يا نوم
شُط يا موت
شُط رأسي الخفيف كالوسادة
وجُرّ اللحاف جيّداً
جرّ الحياة جيّداً...




الديوان صادر عن دار الغاوون
يمكن تحميله فى صياغة pdf
من موقع الدار مباشرة من هنا
http://www.alghawoon.com/pdf/maher-sharafeddine/328.pdf




التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads