الرئيسية » » كتَابُ السُطُور الأَرْبَعة | حمدي الجزَّار

كتَابُ السُطُور الأَرْبَعة | حمدي الجزَّار

Written By غير معرف on السبت، 13 أبريل 2013 | أبريل 13, 2013


كتَابُ السُطُور الأَرْبَعة


حمدي الجزَّار

كتَابُ السُطُور الأَرْبَعة
عَقْدتُ الصِلةَ مَعَ المَجْهولِ
وأَحْسنتُ العَقدَ
غَفلتُ عِن كُلِ ضَبابِ الأَرْضِ
فَظَهرَ لِي مَا رَأَيْت.
قَهَرتُ رَغْبَتِي بِحَجرٍ
اقْتَلعَ كُلَ مَا فِي مِنْ سَخَطٍ
ومِنْ جِذْرهَا قَطَعتُ الإِرَادَة
فِصرتُ أَفعلُ مَا أَهوَى ومَا أَرَى.
سَنواتُ الظَمأْ لاَ تَذْهَبُ سُدَى
عُمرُ عِشقِكَ لاَ يُحصَى
ووَعَثاءُ الطَريقِ لاَ تَنْعَدمُ
مَا دْمتَ يا حِبيبِي فِي الطِريقِ سَالكٌ.
فِي الأَخْضرِ ثَوب ِالأَرْضِ ظَهرتُ
وكَذَا في الأصْفر والأَزْرَق
وفِي الأَسودِ تَجمّلتُ
وبِالبيَاضِ أَشْرَقتْ أنَا والأَرْضُ.
هُوَ هُمْ وهُمْ هُوَ
أَخْطَأْتَ إِنْ أَفْرَدتَ ومَيّزتَ
وزَللتَ فِي كُلِ مَوضْعٍ
إِنْ أَنْتَ أَفْردتَ وجَمّعتَ.
وقَعتُ عَليهَا وعَليَّ وَقَعتْ
مَتَحَاضِنَان نَدورُ فِي الفَرَاغِ
فِي سمَائِنَا نَطيرُ
وبِبحرنَا نَعُومُ ونَلْعبُ.
وقَالتْ الليلةُ كُلهَا لَكَ
تَرَتفعُ للعُلا وتَدْخلُ الفِردَوس
وتَذُق مِنْ كُلِ شَيء
اللّيلةُ المُوت.
فِي سَجنِ الجَسدِ رُحتُ وجِئتُ
وفِي سِجنِ الحَوَائطِ تَرّيضتُ
ودَاخلَ القَيّدِ حَركتُ اليَِديِْن وبِالأَغلالِ سِرتُ
وهَا أَنَا السَاعةَ مِنْ كُلِ قَيدٍ حُر.
مُسْعدٌ ومُبْختٌ وكَثيرُ الحَظِ
مَنْ لَمْ يَلتَفتْ لِدَورةِ الحَظِ
وأَدارَ عَجلةَ السُكونِ والحَرِكةِ
وأَحْكمَ الثَّبات وهُوَ فِي اللَحْدِ.
أَينَمَا أَسمعُ أَلقَى تَغْرِيدًا
أَينمَا أَنْظرُ ثَمّةَ حُسنٌ
أَينمَا أَخطُو يُولَدُ شَيءٌ
وأَينمَا أَقْعدُ فِي قَبرِي أَرَاهَا كَاملةَ الحُسْنِ.
نَصَبتُ رَايتي وإِلَى جِوَارهَا وَقفتُ
أُلوحُ للريحِ وللسمَاءِ
أَدعُو النَباتَ والحَيوَان
ولاَ أَفتقرُ مَعهَا إِلى البَشَرِ.
سُقِيتُ مِن النَعيمِ والجَمَالِ
وصِرتُ رُوحًا شَفَافة
أَنتقلُ مِن القَاعِ للرَبوةِ
وأَعبرُ المَكَان والوَقْت.
لمّا اشْتقتُ إِلى الخَارجِ فِي سَمكةٍ وطَيرٍ وحيوَان ظَهرتُ
رآني النَّاسُ فِي البَريةِ فِي كُلِ شَكلٍ
قَالَ نَاسٌ هُوَ بِنتٌ بِكْر
وقَالَ المُفْتقرُ هُوَ وَلَدٌ شَديدُ البَأَسَ.
زُوّجتُ بالتِي أَشْتَهِي وأَرْغَبُ
بالتِي مِنْ كُلِ قَلبِي أَحبَبتُ
رَأَيتُ الظُلْمةَ التِي أَرَدتُ
وسَبحتُ فِي النُّورِ كَيفَ شِئْتُ.
لا يُعدُ الذِي عِندِي ولاَ يُحْصَى
ليسَ هَا هُنَا زَيادةٌ ونَقصٌ
تَركتُ لهَا كُلَ أَمْرِي وتَرْتيبِ حَالِي
ووَقْفتُ كَاملاً حَيثُ أَنَا.
لمّا قَامتْ قِيَامتِي قُمتُ وَقَفتُ
أَبيْض الوَجهِ والقَلْب
ثَوّبِي طَاهرٌ مِنْ كُلِ دَنسٍ
وقُلتُ لَمْ أُؤذِ الحَجَر والمَاء ولاَ السَمَاء.
لمّا حَانتْ سَاعتِي وَقَفْتُ
أَسَود الثّيابِ والوَجْهِ
قُلتُ نَدمتُ علَى كُل مَا صَنعتُ
قُلتُ إِنِّي غَفرتُ وعَفوتُ وأَحَببتُ.
لمّا أَخَذْتْ مِنِي الذِي أَعَطتْ
قَالتْ أَتُريدُ وَاحدةً أُخرَى
دَورةَ حَياةٍ أُخْرَى
قُلتُ أَمّا وَهبتِي في الأُولَى كُلَ شَيء.
مِنْ هُنَا يَبدأُ قَيامِي
وغِنائِي الجَديد
وخَلقُ العَالمِ والزَمن
مِنْ مَكانِي يَكُونُ الكُون.
فِي الحَضرةِ زُهورٌ وريَاحِين
ومشَاعلُ نُور
ورَقصٌ لاَ يَنْفدُ
وهَوى بِلا مُحِيط.
دَارَ كَونُي الجَديدُ وبِه دُرتُ
ومَا نَظَرتُ غَير الضَيَاء
حَولِي المَلائكةُ تَطيرُ
حَوِلِي المَردُة تَعْزفُ وتُغَنِي.
حَينَ وَصلتُ إليَ العَليّةِ
قبَلتُ بَين يِديهَا الأَرْضَ فِي كُلِ مَوْضعٍ
وحَفظتُ السَمَاء
وقُلتُ حَلاَ الِلقَاءُ وصَفَا.
مَا قَالتْ قِفْ حَيثُ أَنْت
أَو تَقدمْ أَو تَأخرْ
قَالتْ مَرحبًا بِالذِي دَعَانَا
وكُنّا مِنْ قَبلِ قَد طَلبنَا ودَعَونَا.
قُلتُ هَا هُنَا أَبْقَى ولاَ أَنْتقلُ
قَالتْ ولِمَا تُعجِّلُ بالعَودِة
قُلتُ سَلبْتِنِي كُلَ شَيءٍ
قَالَتْ وهَلْ كَانَ مَعكَ مِن شَيءٍ.
حبيبي حبيبي
حبيبي حبيبي
حبيبي حبيبي
حبيبي حبيبي.
*فصل من ديوان قيد النشر

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads