الرئيسية » » مُصْحَفُ اَلْأَحْوَال يَلِيهِ حَدِيثُ الأشْكَال | أحمد بلحاج آية وارهام | كتاب الشعر | العدد الخامس والثلاثون

مُصْحَفُ اَلْأَحْوَال يَلِيهِ حَدِيثُ الأشْكَال | أحمد بلحاج آية وارهام | كتاب الشعر | العدد الخامس والثلاثون

Written By غير معرف on السبت، 13 أبريل 2013 | أبريل 13, 2013


أحمد بلحاج آية وارهام


مُصْحَفُ اَلْأَحْوَال يَلِيهِ
حَدِيثُ الأشْكَال
 شعثريات 
















كتاب: مصحف الأحوال..يليه حديث الأشكال  (شعثريات)
المؤلف: د.  أحمد بلحاج آية وارهام
الطبعة:
المطبعة:
البريد الإلكتروني:           awabouarham@gmail.com
الموقع على النت:



فاتحة:

هو الظاهر بالصورة
و
الباطن بالسورة

 
 


       



ابن عربي

 

















1- حَارَةُ اُلسَّبْتِيِّ


************
  ظِلُّ اُلذِي نَكَحَ اُلْحُرُوفَ بِإِصْبَعِ اُلرُّؤْيَا رَمَانِي فِي جِنَانِ جَحِيمِهِ      أَبْصَرْتُهُ فِي حَارَةِ اُلسَّبْتِيِّ مُنْتَصِبًا   يَبِيعُ اُلْعَابِرِينَ نَدَى اُبْنِ رُشْدٍ   فِي قَوَارِيرِ اُبْنِ قَسِّيٍّ   رَآنِي فَاُمْتَطَى أَوْفَاقَهُ   وَ اُسْتَمْطَرَ اُلْأَغْصَانَ    فِي وَرَقِ اُلْكَبَارِيت اُخْتَفَى    لَمْ يَبْقَ غَيْرُ لِحَاءِ سَعْلَتِهِ   اُلْتَوَيْتُ عَلَيْهِ لَبْلاَبَ اُشْتِهَاءٍ     كَانَ بُرْنُسُهُ اُلْحُرُوفَ    وَمُنَّتِي اُلْأَلِفَ اُلْعَصَا    ذَاكَ اُلَّذِي نَكَحَ اُلْحُرُوفَ بَصُرْتُهُ 

***
يَهْوِي سُجُودًا بَيْنَ سِيقَانِ اُلْفَرَاشَةِ     يَلْتَقِي اُلْجَمْعَانِ    تِكّتُهُ رَبِيعُ تَـأَوُّهٍ

*******
أَدْنُو... فَيُغْمِدُ فِي دَمِي دُسُرَ اُلْمَشَاهِدِ    مُقْمَحًا أَتْلُو يَوَاقِيتَ اُلتَّمَائِمِ تَحْتَ قِنْدِيلِ اُلْهوَاجِسِ    لاَ اُلزَّمَانُ فَمٌ وَ لاَ نَبْضِي مَكَانٌ    وَرْطَةُ اُلْأَبَدِ اُسْتَحَمَّتْ مُهْجَتِي فِيهَا    لَهَا قَدْ سَاقَنِي ذَاكَ اُلَّذِي نَكَحَ اُلْحُرُوفَ اُلشُّمْسَ    أَشْهَدَنِي مَبَاهِجَ ظِلِّهِ    لَمَّا مَرَرْتُ بِهِ    وَقَالَ:

خُذِ اُلسَّنَابِلَ مِنْ شِفَاهِ اُلْمَاءِ
أَنْتَ غُبَارُ وَشْمٍ
لاَ تَشِمْ عِنَبَ اُلضِّيَاءْ
لَكَ ظِلُّهُ
أَمْسِكْ بِهِ
تَلْقَاكَ،
خَارِجُ نَفْسِكَ اُلْبُحْرَانُ
وَ اُلضَّوْءُ اُلْعَمَاءُ
أُلْقُطْ مِنَ اُلظِّلِّ اُلْحِكَايَاتِ اُلَّتِي
اُنْتَثَرَتْ عَلَى لَيْلِ اُلنُّشُوءِ
وَ فِي اُلْفَنَاءِ بِيَ اُصْطَلِمْ
وَ بِيَ اُسْتَقِمْ،
فِي اُلظِّلِّ شَاهِدْنِي
وَ لاَ تَطْلُبْ عِيَانِيَ فِي هَدِيرِ اُلضَّوْءِ
إِنْ شَاهَدْتَنِي فِيهِ اُنْمَحَوْتُ.
***
لِمَ ظِلُّهُ يَعْلُو فُؤَادِي كُلَّمَا لَمَسَتْ بُرُوقِي اُلْحَرْفُ ؟   يَسْخَرُ مِنْ لُهَاثِي؟  أَلِأَنَّنِي سَهْوًا مَنَحْتُهُ دَمِي ؟ !


f









2- شَمْعَةُ مَاءٍ


******
ظِلُّ اُلَّذِي نَكَحَ اُلنُّجُومَ أَقَامَ فَسْقِيَّةَ اُلسُّهَادِ عَلَى تُخُومِ تَرِيكَتِي   صَحْوًا بِلاَ رِيِشِ اُلسَّنَى   خَطْوًا بِلاَ أَرْضِ اُلْمُنَى   شَاهَدْتُهُ فِي مُلْتَقَى اُلْكَوْنَيْنِ يَشْرَبُ مِنْ سُلاَفِ اُبْنِ اُلْعَرِيف  وَيَقْرَأُ اُلْأَزْيَاجَ لِلرَّجُلِ اُلْمُضَاءِ بِشَمْعَةٍ مِنْ مَاءْ   قُلْتُ اُسْتَلِمْنِي لَحْظَةً   قال:


اُنْكَتِمْ
مَطَرًا بِلاَ أَسْنَانِ يُتْمٍ أَدْخَلَتْكَ حَدِيقَتِي لِلِحَالِ
صَمْتًا نَاصِعًا أَلْقَتْ عَلَيْكَ،
لِمَ اُصْطَحَبْتَ إِلَى اُلْجَنَانِ دُجُنَّةً
مَا آنَستْ نَارِي فَحِيحَ صَلاَتِهَا ؟!
لاَ، لَنْ تَرَانِي إِنْ تَبِعْتَ اُللَّوْنَ فِي ظِلِّي
وَ إِنْ أَبْصَرْتَ ضَوْئِيَ فَاتَكَ اُلظِّلُّ اُلْحَنِيذُ،
فَغُصْ بِبَحْرِ اُلْحَيْرَةِ اُلْغَرَّاءِ
حَتَّى لاَ تَرَى كَوْنًا،
هُنَالِكَ قَامَتِي
فَاُمْدُدْ ظُنُونَكَ رَاحَةً
وَ اُدْخُلْ عَلَيَّ بِحَيْرَةِ اُلْأَسْمَاءِ
مَنْ لَمْ يَنْسَكِنْ فِيهَا تَوَارَتْ عَنْهُ مَعْرِفَتِي.
وَ إِنْ لَمْ تَشْتَعِلْ بِاُلْحَيْرَةِ
اُسْتَنْزِفْ دُرُوبَ اُلنَّبْضِ فِي قَصَبٍ
وَ بَرْقَ اُلْعَيْنِ فِي حِبْرٍ
وَ رَقِشْ فِي اُلْمَدَى أَنْفَاسِي.
****************
أَرْضٌ لِهَذَا اُلظِّلِّ أَمْ بَحْرٌ؟  عُرُوقُ اُلْوَقْتِ تَمْخُرُنِي  بِقَاسِيُّونَ مِزْوَلَتِي  وَبَوْصَلَتِي طُيُورٌ فِي شُقُوق اُلظَّنِّ أَنْفُخُهَا ِ  قِبَابُ اُلْغَيْبِ تُرْجِعُهَا جِرَاحًا    أَيْنَ ذَلِكَ اُلظِّلُّ؟  مِنْ سَغَبٍ دُمَى اُلْحَمْرَاءِ تَذْبَحُنِي  وَفِي عَمَهٍ جُذَى اُلْأَبْرَاجِ تَدْفَنُنِي    فَهَلْ يُحْيِي عِظَامِيَ مِنْ تُرَابِ اُلْمَقْتِ؟   كَاُلنَّهْرِ اُرْتَقَيْتُ اُلْأَزْرَقَ اُلسِّرِّيَّ  لاَمَسَنِي   فَأَوْرَقَ فِيَّ شَيْءٌ مِنْ رَوَائِحِهِ    أَرُوزُهُ فِتْنَةً   شَجَرُ اُلسَّمَاءِ بِكَفِّهِ   هَزَّ اُلْجُذُوعَ تَسَاقَطَتْ نِحَلٌ   وَدِينُ اُلْحُبِّ لَمْ يَسْقُطْ   سَجَدْتُ    أَعَادَنِي لَوْحًا يُشَاهِدُ فِيهِِ سُورَتَهُ إِذَا تُتْلَى بِضَوْءِ لِسَانِهِ:

مَنْ حَارَ وَحَّدْ
وَ مَنْ وَحَّدَ وَجَدْ
وَ مَنْ فَنِيَ فِيمَا وَجَدْ
بَقِيَ فِي يَاقُوتِ ذَاتِهِ
وَ مَا نَفِدْ،
غَرْ بِاُلْحَيْرَةِ عَلَيْ وَ اُسْتُرْنِي فِيهَا
هِي اُلْغَيْرَةُ وَ مَا هِي بِحَيْرَةْ،
فِي اُلْفَقْدِ تَلْقَانِي
وَ لاَ فِي اُلْوَجْدِ تُلْفِينِي
لَكَ اُلْفَقْدُ وَ اُلْوَجْدُ لاَ لِي
تَجِدُنِي وَ أَنْتَ لاَ تَأْخُذُنِي
وَ حِينَ آخُذُكَ لاَ أُلْفِيكْ.

h







 

3- مِيقَاتُ اُلذَاتِ

******
بِاُلْأَفْكَلِ اُشْتَعَلَتْ أَقَالِيمِي   كَمَا غُرْبَةٌ شَرِبَتْ حُرُوفًا   كَمَا لَوْ رُوحٌ نُجُومًا   كَانَ أَسْطَعَ مِحْنَةً     أَبْهَى اُلظَّلاَمِ ظَلاَمُهُ    لِي مِنْهُ جَاءَ   وَرَشَّ بِاُلصَّوْتِ اُبْتِلاَئِي:


أَخْرِجْ يَدَيْكَ
فَلَيْسَ فِي هَذَا اُلظَّلاَمِ سِوَاكَ
إِنَّكَ لَنْ تَرَانِي
اُلنُّورُ حَجْبٌ
وَ اُلْكَلاَمُ اُلْفَخُّ حَجْبٌ
فَاُلْزِمِ اُلْخَطَّ اُلَّذِي يَأْوِيكَ بَيْنَهُمَ،
وَ إِنْ أَنْتَ اُقْتَعَدْتَ اُلنُّقْطَةَ اُطْمِسْهَا
تَكُنْ مِيقَاتَ ذَاتِكَ أَنْتَ
لاَ مِيقَاتَ غَيْرِكَ فِي اُلرُّؤَى.
الرباط – مراكش
14 – فبراير 2008- 04 مارس 2008

 * هذه السورة تتبع لظل ابن عربي في شقوق النهائي، ومرايا اللانهائي لاعتصار خمر سرية تثمل الذات بصفائها في حظيرة الوجود ، وتنبت بألقها الأكوانُ شجرة محبتها.





                 


سُورَةُ الجُبَّةِ

 
 












          


                 سَمَاءُ الرُّقَادِ


عَبَرَتْ فِي اُلْجِرَاحِ اُلْأَمَاسِي
(اُدْخُلي) قُلْتُ
بَهْوُ اُلْجُذُورِ عَلَى اُلشُّرْبِ مُنْفَتِحٌ
وَ اُلرُّقَادُ سَمَاءٌ
عَلَى اُلْأَرَقِ اُللَّيْلَكِيِّ
تُوَزِّعُ شَارَاتِهَا،
أُدْخُلِي كَحَنِينِ اُلْمِيَاهِ
أَزِيلِي تَفَاسِيرَ جِبْسِ
عَلَيْهَا دَمِي يَتَمَرَّدُ
مُنْذُ اُنْهِلاَلِ اُلْجَحِيمِ
عَلَى زَمَنِ اُلْأَصْفِيَاءْ.


                                    
حِجَارَةُ اُلْأَسْمَاءِ



ضَائِعاً كُنْتُ
فِي كُتُبِ اُلْمُسْتَحِيلِ
وَ أَرْنَبَ كَاهِنَةٍ كُنْتُ
فِي كُتُبِ اُلْحُبِّ،
هَلْ أَلْتَظِي كُلَّمَا
سُقْتُ هَذِي اُلسُّلاَلاَتِ
صَوْبَ يَنَابِيعِ مِيلاَدِهَا ؟
صَوْبَ تَحْسِينِ نُطْفَتِهَا ؟
كَمْ أَظَلُّ أُسَمِّنُ خِرْفَانَ أَزْمِنَةٍ ضَائِعَهْ
مُدُنُ اُلرُّوحِ تَسْرِقُنِي
وَ اُلْجَوَاذِبُ أَضْرِحَةٌ
كَائِنَاتُ اُلنَّهَارِ تُبَسْملُ فِيهَا
بِأَشْيَائِهَا
وَ تَجُرُّ اُنْفِلاَتِي
عَلَى عَرَبَاتِ اُلْعَوَاصِفِ،
خَلْفِيَ تَجْرِي حِجَارَةُ أَسْمَائِهِمْ
وَ كَوَاسِرُ أَشْبَاحِهِمْ
فِي اُحْتِفَالِ اُلْهَوَاءِ أَدُورُ
أَرَى فِي اُلنَّبَاتَاتِ عَظْمِي اُخْتَلَجْ
وَ أَرَى اُلسَّاعَةَ اُللَّوْلَبِيَّةَ
تُخْرِجُ مِنْ سُرَّةِ اُلْكَوْنِ صُورَ مَوَاجِيدِهَا.












          
  

لَغَاءُ اُلطُّفُولَةِ

هِيَ ذَاكِرَةٌ
وَ أَنَا كَسَنَابِلِ مَاءٍ
أُفَتِّحُ جَفْناً عَلَى مُلْصَقَاتِ اُلصَّدَى اُلدَّمَوِيِّ
وَ أُغْلِقُ آخَرَ
مُنْسَرِباً فِي لَغَاءِ اُلطُّفُولَةِ،
يَاقُوتَةُ اُلْحُلْمِ تُدْخِلُنِي
                     مِنْ هُبُوبِ جَنَادِبَ مِنْ حَمَإٍ
                    مِنْ زِيَاطِ جِبَالِ اُلسَّدِيمِ،
                      هُنَاكَ اُلرَّمَادُ تَنَاسَلَ
                     فِي رَحِمِ اُلطِّينِ،
لاَ شَيْءَ فِيكَ يُحَدِّقُ
إِمَّا تَرَى
قُبَلُ اُلرُّعْبِ
 بِلَّوْرُهَا وَحْدَهُ كَانَ مَاءَ اُلزَّمَنْ
 وَ اُلْحَرَاذِينُ ظِلٌّ
كَمِثْلِ اُلْقَصَائِدِ
يَزْحَفُ فَوْقَ ثُدِيٍّ مِنَ اُلتِّبْنِ.
هَلْ آنَ لِي
أَنْ أُجَمِّعَ مَاءَ اُلْعَصَافِيرِ فِي نَبْضَةٍ
وَ دِمَاءَ اُلْأَحَاسِيسِ فِي ذَرَّةٍ
وَ أَدُسُّهُمَا تَحْتَ مَاءِ اُلزَّمَنْ
لِتَقُومَ اُلعِظَامُ
وَ تَخْرُجَ مِنْ قَبْرِهَا اُلْأَرْضُ ثَانِيَةً
مِثْلَ خَفْقَةِ أَجْنِحَةِ اُلنُّورِ
تُلْحِمُنِي وَ إِيَّاهَا
اُلْحُرُوفُ اُلَّتِي مَا اُنْتَهَتْ فِي اُلْأَزَلْ؟.



طُيُورٌ عَلَى جُثَّةِ اُلْمَاءِ
                                   

يَرَقَاتٌ تَخِيطُ اُلْوُجُودَ
خَلاَيَا مُفَزَّعَةٌ
سَمَكٌ حَائِرٌ
وَ بَنَفْسَج مُلْتَفِتٌ،
تَحْتَ غَيْثِ اُلْبَدَاهَةِ تَنْهَضُ مِنْ نَوْمِهَا
أُسْرَةُ اُلْقَمْحِ
خَالِعَةً ثَوْبَ نِسْيَانِهَا
وَ اُلزَّوَاحِفُ تَرْفُو قَمِيصَ اُلسَّرَابِ
وَ لِلنَّحْلِ سِيرَتُهُ
تَتَفَتَّحُ أَلْوَانُهُ
فِي أَوَاوِينِ مَنْ عَبَرُواْ ظَلَمُوتَ اُلنَّخِيلِ
وَ أَرْوِقَةَ اُلدَّمِ
قَبْلَ قَتِيلِ اُلْقَتِيلِ،
جَمَاهِيرُ مِنْ حِنْطَةٍ
دَخَلَتْ فِي اُلشُّعَاعِ
وَ رَاغَتْ إِلَى حِطَّةٍ
كَبَهِيمِ اُلْفَرَاغِ،
فَكَيْفَ سَتَغْرِسُ صَوْتَكَ
تَحْمِلُ تِمْثَالَهُ لِلْأَقَاصي؟.
أَخَافُ مِنَ اُلشَّكْلِ
كَمْ جَاءَنِي حَامِلاً جُثَّةً
حِينَمَا عُدْتُ مِنْ دَفْنِهَا
لَمْ أَجِدْنِي
تَوَرَّمَ فِي اُلرَّأْسِ لَيْلٌ
وَ فِي اُلْقَلْبِ صِلٌّ
وَ فِي اُلْعَيْنِ ظِلٌّ،
أَتَغْدُو اُلْمَشَاهِدُ مَذْبَحَةً قَادِمَهْ ؟
وَ اُلْحَلاَزِينُ أُغْنِيَةَ اُلْبَرْقِ؟
كَفِّي اُلَّتِي اُبْتَلَعَتْ لُغْمَهَا
تُبْصِرُ اُلْآنَ فِي نَسْلِهَا
                    نَوْحَ بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ
                   وَ طُيُوراً عَلَى جُثَّةِ اُلْمَاءِ،
أَدْخُلُ بَيْنَ أَضَابِيرَ مَسْطُورَةٍ بِاُلْوُجُوهِ
وَ أَعْتَرِفُ
أَنَّ زَهْوَ اُلْقُبَلْ
نَفَقٌ نَارُهُ اُلْقَرَفُ
حَالَ كِبْرِيتُ أَطْبَاعِهَا
بَيْنَ قَلْبي وَ حَرْفِي
هَوَى جَسَدِي
فِي غَرِينِ اُلْحَسَائِفِ،
كَيْفَ أُقَبِّلُ تَسْمِيَّتيِ
وَ اُلْفِخَاخُ قَبَائِلُ
تَحْتَلُّ صَمْتَ اُلشِّفَاهِ
وَ نَوْمَ اُلْجِبَاهِ؟ !
أَقِمْ طَرْفَكَ اُلْبَاطِنِيَّ لِتَحْيَا
عَلَى مَلَكُوتٍ
بِلاَ لُغَةٍ مِنْ حَنَادِيسَ،
هِيتَ لَكَ..اُللاَّنِهَايَةُ وَقْتُكَ
خُذْ جَسَدَكْ
لَيْسَ قَتْلُكَ فِيهِ
وَ صَادِمْ بِهِ
ضِغْثَ  أَوْفَاقِهِمْ.



      جَسَدٌ يَجْرِي
  
  كُنتُ أَجْرِي.. وَ يَجْري مَعِي
جَسَدِي اُلْمُتَلَأْلِئُ بِاُلطَّعَنَاتِ
يَضِيقُ..وَ أَجْرِي
اُلْعَنَاكِبُ وَالِغَةٌ فِي اُلرُّؤَى
كَاُلتَّرَائِكِ
مِنْ أَيْنَ تَأْتِي رِيَاحُ اُلْأُمُومَةِ لِي
وَ فَحِيحُ اُلزَّمَنْ
بَيْنَ صَحْوِي وَ مَوْتِيَ كَانَ اُلْجِهَاتْ ؟.

  


   
    
     
أَرْضٌ تَتَوَكَّأُ عَلَى مَوْتِهَا



قُبَلٌ مِنْ وُحُولِ اُلْجَوَاسِيسِ
ذُعْرُ دَمٍ فِي اُلْهَسِيسِ
اُئْتِلاَقُ عُيُونِ اُلتَّوَاطُؤِ
كَرْكَرَةُ اُللُّغَةِ اُلْمُسْتَحِيلَةِ
طَقْسُ قَرَاصِنَةِ اُلْحُلْمِ
أُفْقُ هَجِيرِ اُلرِّغَابْ
.. تِلْكَ أَرْضٌ
عَلَى مَوْتِهَا تَتَوَكَّأُ
تَعْلُو بِهَا نَخْلَةُ اُللَّيْلِ
مِثْلَ اُلْغَرِيبِ
تَنُوءُ بِتَمْرِ اُلْكُروبِ،
فَمَاذَا بِأَقْتَارِهَا تَنْتَظِرْ
يَا قَتِيلَ هَوَاهَا اُلنَّضِرْ؟ !
جِلْدُ لَيْلِهَا مُنْتَظِرٌ بِاُلسَّمَادِيرِ
يُخْرِجُ لَكْ
مِنْ لِسَانِهِ
كُلَّ اُلْمَدَائِنِ
كُلَّ اُلْأَقَالِيمِ
مَمْهُورَةً بِاُلضَّنَكْ.











         شَجَرُ اُلْحِسِّ


 هَلْ تُضِيءُ اُللُّغَهْ
قَسْوَةَ اُلظِّلِّ ؟
هَلْ صَوْتُكَ اُلطِّفْلُ يَعْرِفُ كَيْفَ يُضِيءْ ؟
شَجَرٌ حِسُّكَ
اُرْتَعَدَتْ فِيهِ بَاصِرَتِي
أَتُرَانِي أُقْتَلُ مِنْ خَارِجٍ
وَ أَعُودُ لأُقْتَلَ مِنْ دَاخِلٍ ؟
أَمْ تُرَانِي أَدْخُلُ تَحْتَ خِبَاءِ اُلنَّذَالَةِ
مُحْتَضِنًا جُوعِيَ اُلْأَبَدِي ؟ !.








        أَعَالِي اُلْحُدُوسِ


آهٍ.. مِنْ جَمْرَةِ اُلْإِخْتِلاَفِ !
تَفِيضُ اُنْتِشَاءً عَلَى مُهْجِتِي
آهٍ.. مِنْ وَرْطَتِي!
فِي أَعَالِي اُلْحُدُوسِ
تُقَامِرُ بِي
وَ أُسَلِّفُهَا رَفْرَفَ اُللَّذَّةِ،
فَوْقَ نَافُورَةِ اُلْعُشْبِ أُجْلِسُهَا
مِثْلَ رَعْدِ اُلظُّنُونِ
وَ أَحْكِي لَهَا
               عَنْ عَشَاءِ اُلْمِيَاهِ
               وَ لَيْلِ اُلسَّرِيرَةِ،
تُشْعِلُ فِي اُلرُّوحِ صَوْتا
أَرَاهُ نَحِيلاً.. سَبُوحاً
عَلَى وَرَقِ اُلْمَوْجِ يَطْفُو،
وَ فِي غُرْبَةِ اُلْحُلْمِ أَعْبُرُ صَوْبَهُ
يَا طَعْنَةَ اُلْوَصْلِ !
كَمْ مِنْ غَزَالٍ شَرِيدٍ سَأُمْسِكُ
فِي يَقْظَةِ اُلْعُشْبِ،
فَوْقَ اُلْغُصُونِ تُضِيءُ اُلْجَوَانِحُ
أَشْلاَءُ جِسْمِيَ خَارِطَةٌ
وَ اُلْيَقِينُ خِرَافٌ مُسَرْنَمَةٌ
يَعْبُرُ اُلْغُلْفُ وِجْدَانَهَا ،
وَ أَنَا كَامِنٌ تَحْتَ بَوْصَلَةِ اُلرُّوحِ
أَنْتَظِرُ اُللُّغَةَ اُلرُّؤْيَوِيَّةَ
تَفْتَحُ صَدْرِي
لِتَخْرُجْ ذَاتِيَ
مِنْ ظَلَمُوتِ اُلْمَسَافَةِ
تَقْرَأُ مَا يَكْتُبُ اُلْقَلْبُ
فِي صُحُفِ اُلْإِنْخِطَافِ
تَرُشُّ اُلَّذِينَ يُضِيئُونَ فِي اُلْوَهْمِ
كَيْ يَقْلَعُوُاْ مِنْ كِتَابِ اُلْحَشَائِشِ أَوْجُهَهُمْ.



        غَرَقُ اُلنَّاسُوتِ
                                
فِي ضَجَّةِ اُلرُّؤْيَةِ وَ اُلْعَذَابْ
تُعْلِنُ ذَاتِي حَضْرَةَ اُلْغِيَابْ
بِاُلنُّورِ هَجْسُهَا اُشْتَعَلْ
وَ فَاضَ فِي اُلْقَلْبِ اُلْتِهَابْ
بِاُلْجَبَرُوتِ اُنْحَلَّ فِيهَا سِرُّ سِرِّهَا
وَ أَغْرَقَتْ نَاسُوتَهَا اُلْفُيُوضْ،
يَا مُقْلَةَ اُللَّطَائِفِ
اُنْدَكَّتْ أَسْوَارُ ظَلَمُوتِي ،
مَنْ يُشَاهِدُ اُلرُّمُوزَ فِي حَدِيقَةِ اُلذَّاتِ
بِغَيْرِ حِسِّهِ ؟
وَ مَنْ فِي وَطَنِ اُلْمَعْنَى يَرَانِي ؟

فَاُلْعِيَانُ فُسْحَةُ اُبتِلاَسْ
وَ اُلْعَقْلُ فِي سَبَاسِبِ اُلْعَمَى يَفِيضْ.
كَمْ لَيْلَةٍ مَحْشُوَّةٍ بِاُلْحُزْنِ وَ اُلْفَرَقْ
رَقَدْتُ فِيهَا رَائِياً جَوَانِحِي
بِاُلظِّلِّ تَحْتَرِقْ
وَ كَمْ رَأَيْتُ عَوْرَتِي
رَاكِضَةً وَرَاءَ عُرْيِ ظِلِّهَا ،
رُمَّانَةُ اُلْمُغَيَّبَاتِ اُنْفَلَقَتْ
وَ اُرْتَعَدَتْ بِضِدِّهَا اُلتَّسَاؤُلاَتُ
فِي اُنْهِدَامِي ،
كَانَ دُخَانُ اُلْحُلْمِ تَحْتَ اُلْمَاءْ
يَنْبِضُ بَاسِماً



وَ كُنْتُ اُلْجُبَّةَ اُلدَّهْرِيَّهْ
أَضُمُّ أُسْرَةَ اُلْأَصْوَاتِ وَ اُلْأَسْمَاءْ
أَدْخُلُ أَوْ أَخْرُجُ فِي اُلْأَشْيَاءْ
تُحِيطُ بِي أَجْنِحَةُ اُلسَّكِينَهْ
وَ صَوْتِيَ اُلْخَفِيُّ فِي يَدِي
يَجُوسُ فِي اُلْأَرْوِقَةِ اُلْعَمْيَاءْ.




 
       مَوْجَةُ اُلصَّعْقِ

اُلْأَمَاسِي أَرَاجِيحُ مِنْ فِضَّةٍ
وَ اُلْحَنَايَا سَرِيرُ اُلتَّوَجُّسِ ،
ثَمَّةَ سَيِّدَةٌ
مِثْلَمَا زُرْقَةِ اُللَّحْنِ
عَيْنَاهَا مَأْلَكَةٌ
كَعَنَاقِيدِ صَحْوٍ هَتُوكْ ،
تَتَأَوَّدُ مَا بَينَ تَسْمِيَّتِي
في مَقَامِ اُلْأَلِفْ
 بِاُلسَّنَاءِ
وَ تَسْكَرُ مِثْلَ نُهُودِ اُلضِّياءِ



بِنُونِ اُلْكُمُونْ
صَوْتُهَا ضِفَّةُ اُلْوَجْدِ ،
يَا مَوْجَةَ اُلصَّعْقِ
رِيشَةُ أَلْسٍ أَنَا ؟
أَمْ مَنَارَةُ جَذْبٍ
تُحَمْلِقُ فِيهَا اُلظُّنُونْ ؟ !.










 

                   

















وَرَقَةُ اُلْمُشَاهَدَةِ

عِنْدَ حَدَائِقِ اُلظَّلاَمْ
نَخَسَني شُعَاعْ
يَمْلَأُ اُلْأَرْضَ وَ اُلسَّمَاءْ
ذِرَاعُهُ مَسَافَةُ اُلْمِيَاهِ
قَالَ: صُبَّ لِي مِنْ دَمِكَ اُللَّيْلِيِّ
فِي جَامِ اُلسُّؤَالِ
وَ اُنْتَزِعْ رِيشَ اُلْهُذَاءْ
خُطَاكَ وَقْتٌ
إنْ شَرِبْتَ تَنْزَهِرْ فِي قَوْسِهِ اُلْأَشْيَاءْ،
طُفْتُ حَوَانِيتَ دَمِي
لَمْ أُلْفِ دَنًّا فَاغِمًا
أَرْفَعُهُ مُتَوَّجَ اُلْبَكَارَهْ
أَيَّةُ أَوْرَاقٍ تبُثُّهَا اُلْبَصِيرَهْ
قَدْ تَدَجَّتْ سَاحَةُ اُلْعِبَارَهْ؟
أَوْ أَيُّ عُنْقُودٍ يُضِيءُ عُزْلَةَ اُلنَّبْضِ؟
اُلْوَسَاوِسُ تَدُوسُنِي
وَ قَلْبِي صَارِخٌ :يَا أَنْتَ
صُبَّنِي بذَاكَ اُلْجَامِ
مِنِّي تَسْتَرِحْ،
سَكَبْتُهُ
فَاُنْبَسَطَ اُلشُّعَاعْ
وَ حَطَّنِي فِي كَفِّهِ وَشْمًا عَلَى اُلْمُشَاهَدَهْ.(1)
(1)
 



رُوحٌ عَلَى جَنَاحِ مَاءْ
ضَالِعَةٌ فِي يُتْمِهَا
تَطِيرُ فِي أَرْوِقَةِ اُلْغُيُوبْ
أَلْمَحُهَا
فِي قَصَبِ اُلنَّارِ
وَ فِي نَوَافِذِ اُلنَّشِيدْ
لاَ مَغْرِبٌ..لاَ مَشْرِقٌ لَهَا
ِسوَى تِلْكَ اُلشّقُوقُ اُلنَّازِفَاتُ فِي اُلفَضَاءْ
مِنْهَا تَدَلَّتْ وَاوَ طِينْ
تَخْرِقُنِي
كَمَا َرَوَائِحُ اُلْبُرُوقْ
أَنْفَاسُهَا زَهْرُ زَمَانٍ
             فِيهِ صَادَنِي اُلْفَرَاشُ حُلمًا
             وَزَجَّ بِي
             فِي عَرَبَاتٍ قُزَحِيَّةِ اُلْهُبُوبْ
             أَعْضَاء بُهرى اُنْتَثَرَتْ
             وَ أَبْصَرَتْ:
             سَنَابِلاً مِنْ عَسَلِ اُلتَّكْوِينْ
            طَيْرًا يَزُقُّنِي بِنَارِ اُلْبَدْءِ
            مِثْلَمَا اُلْمُسَمَّيَاتْ
            تَزُقُّ أَفْرُخَ اُلسَّمَاءْ

            وَ مِثْلَمَا اُلصِّفَاتْ
             تَزُقُّ تُرْبَة اُلْهَيُولَى.





















وَرَقَةُ اُلسُّجُودِ


أَخْرَجَنِي مِنْ جُبَّةِ اُلْأَنَا
اُلسُّجُودُ جُبَّتِي
وَ حَالَتِي
تُصْنَعُ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ
           سَكْرَةً
           أَوْ صَحْوَةً
بِمَا يَشَاءُ تَسْتَضِيءُ مُهْجَتِي
مِنْ نَفَسٍ لِنَفسٍ
يُدِيرُنِي
اُلْعَوَالِمُ اُشْتِعَالُ قُبْلَتِي.(2)

(2)
 



لِلرِيحِ نَكْهَةُ اُلْمَلاَئِكَهْ
وَ لِلْفَُؤَادِ غَفْوَةٌ عَلَى سَرِيرِ اُلْمَاءْ،
أَتِلْكَ لَيْلَةُ اُنْشِقَاقِ اُلْحَرْفِ عَنْ نُقْطَتِهِ
وَ اُلرَّمْلِ عَنْ تَأْوِيلِهِ
وَ اُلْبَحْرِ عَنْ مِرْآتِهِ ؟
أَمْ تِلْكَ أَفْلاَكُ اُلْجَسَدْ
فِي بُرْجِهَا اُلثَّالِثِ عَشَرْ
تُعِيدُ بَرْزَخَ اُلْيَقِينْ
لِبَرْزَخِ اُلظُّنُونْ ؟!
حَدِّقْ...
تَرَ اُلسَّاعِي عَلَى أَكْتَافِهِ اُلْمَسْعَى يَنَامْ
وَهْوَ يَخِبُّ لاَهِثًا فِي عِثْيَرِهْ
حَدِّقْ إِلَيْهِمَا: ترَاهُمَا اُسْتَضَاءَا
مِنْكَ..َ وَ فِيكَ اُعْتَنَقَا
وَ اُغْتَبَقَا
وَ عَنْكَ..لاَ يَنْحَجِبَانْ

فَأَنْتَ كَافُ اُلْمُنَّةِ اُلْأُولَى.











وَرَقَةُ اُلابْتِلاَءِ


قَدْ رَازَنِي
كَمَا لَوْ أَنِّيَ اُمْتِدَادٌ لِجُذُورِ اُلْعَتَمَاتْ
وَ كَلِمَاتٌ نَبَتَتْ بَيْنَ صُخُورِ أَرَقٍ،
ذُبْتُ كَمِثْلِ قَطْرَةٍ فِي كَفِّهِ
نَفَخَ فِيَّ مَرَّتّيْنِ
فَانْقَذّفْتُ فِي مَجَرَّةِ ابْتِلاَءْ.(3)
(3)
 


       مُعْتَجِرًا بِوَحْدَتِي
        أَحْلُبَ عَنْزَاتِ اُلْعَنَاصِرْ
       أَسْقِي بِمَا حَلَبْتُ كَائِنَاتٍ
      تَجْثُمُ فَوْقَ رَأْسِي
       مَغْمَدَةَ اُلْوِجْدَانْ
       مَفْلُولَةَ اُلْكِيَانْ
      أَعْنَاقُهَا سَاعَاتُ "دَالِي"

      وَ كُلَّمَا شَخَبَ فِي إِنَاءِ صَحْوِيَ اُللَّبَنْ

      تَنَكَّرَتْ لِيَ جِهَاتُ سُكْرِي،
     فِي ذَرَّةِ اُلضِّدِّ أَسِيرْ
    أَمْوَاجُ "جَانُو" ظِلِّي
    وَ صَبْوَةُ جْيَاكُومِيتِي" يَدَايْ
   مِنْ نَفَسِ اُلْبِلَّوْرِ أَنْحَتُ أَيَائِلَ اُلشُّهُودْ
   وَ مِنْ رُخَامِ اُلْحَدْسِ أَنْسِجُ سَرِيرَةَ اُلْوُجُودْ
   تَعْبُرُنِي اُلْمَرَافِي
  مُعَلَّقًا عَلَى صَوَارِي اُلْآتِي

  وَ فِي أَدِيمِ شَهْوَتِي

  تَتْرُكُ وَشْمَ وَقْتِهَا.










وَرَقَةُ اُلْمُخَاطَبَةِ



كُلُّ اُلْأَسْمَاءِ اُلَّتِي فَتَحْتَهَا
إِنْقَدَحَتْ غُصتُهَا
لاَ أَنْتَ فِيهَا تَنْجَلِي
وَ لَا سِمَاتُ وَجْهِهَا عَنْكَ نَأَتْ
فَكُلَّمَا طَرَقْتَ بَرْقًا
أَلْبَسَتْكَ اُلنَّزَغَاتُ طَوْقَا
لِأَنَّ مِنِّي انْسَحَبَتْ طُقُوسُكْ
وَ مَا أَنَا مِنْكَ طُقُوسِي انْسَحَبَتْ
أَلاَ تُعَانِي مِنْ وُجُوهٍ
تَنْجَرُّ فِيهَا
مَثَلاً تَنْجَرُّ فِيكْ ؟!
كَيْفَ تَرُوزُ بَعْضَهَا ؟
فِي أَيِّهَا يَصْحُو شُفُوفُ جَسَدِكْ؟!
مِنْ غَيْنِكَ اُنْتَقِلْ إِلَى أَفْوَافِ عَيْنِي
يَنْطَِقْ بِإِسْمِكَ اُلْمُنِيبِ كَوْنِي (4)
(4)
 



صح         مَا  كَذبَتْ دِمَاؤُكْ       وَ لاَ عَنْكَ اُلنُّبْلُ اُسْتَغْنَى     وَ إِنَّ لَكَ لَلْعِزَّةُ عَلَى مَنِ اُسْتَعْلَى         فَلاَ تَيْأَسْ وَ لاَ تَأْسَى         مِنْ فَوْقِهِمْ وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ سَيُؤْتَوْنَ           وَتَبْقَى أَنْتَ بَحْرُ حُبِّنَا اُلْأَصْفَى.



















 وَرَقَةُ اُلْمَعْرِفَةِ


وَجْهُكَ مِفْتَاحِي
بِهِ تَفْتَحُ بَابَ أَزَلِي
ذَاتُكَ جِذْرِي
أَسْكَنْتُهَا مَشِيئَتِي
فَاُجْلِسْ
عَلَى رُكْبَتِي اُلْخَيَالْ
لاَ تَلْتَفِتْ لِمَا سِوَاهْ
وَ لاَ تُطِعْ أَرْضَ أَحَاسِيسِكَ
إِنْ بَاضَتْ بِهَا اُلْأَحْوَالْ
إِجْلِسْ
تَجِدْ شَجَرَةَ اُلْكَوْنِ تَفِيضُ نُورًا فِي رَاحَتِكْ
أَغْصَانُهَا أَنْفَاسُكْ
وَزَهْوُ فَاكِهَتِهَا إِرَادَتُكْ. (5)

(5)
 


 


مِنْ أَيِّمَا جُرْحٍ أَتَيْتُ كُنْتَ لِي
يَا أَيُّهَا اُلشُّعَاعْ
بَلْسَمَ وَجْدٍ،
أَنْتَ فِي دَوَائِرِ اُلْحُدُوسِ وَ اُلرُّؤَى
وَ أَنْتَ قَطْرَةُ اُلْحَيَاةِ فِي مَفَاصِلِ اُلْفَنَاءْ
خَطْوُكَ صَوْبِي نَبْتَةٌ
أَلْمَسُها
فِي سُلَّمِ اُللَّيْلِ
يَشُمُّهَا دَمِي
تُضْمِرُنِي فِي جُبَّةِ اُللُّطْفِ
إِذَا فِي سُرَّةِ اُلْبُرْكَانْ
قَفَزْتُ بِاُشْتِهَائِي،
أَفِرُّ مِنِّي لَكْ
صَائِحَةٌ جَوَارِحِي : مَا أَجْمَلَكْ !
رَاقِمَةٌ مَشَاعِرِي  : مَا أَهْيَبَكْ !
صُرْنِي عَلَى قَافِ اُلتَّمَاهِي
ثُمَّ خِطْنِي أَلِفًا

لَيْسَ يَمِيلُ أَوْ يَحُولُ

عَنْ حَائِطِ اُلْمَعْنَى

وَ مِشْكَاةِ اُلْحُلُولْ
إِنْ مَالَتِ اُلْحُرُوفُ وَ اُلشُّكُولْ.












وَرَقَةُ اُلْحُلُولِ



أَصْعَدُهُ
بِسِرِّهِ حَقَّنَهُ
وَ مِنْ بَقَايَا صَوْتِهِ
أَفْرَغَهُ
حَتَّى اُسْتَوَى فِي مَقْعَدِ اُلْجَمْعِ
بِحُلَّةِ اُلرَّضَاءْ. (6)
(6)
 


( قَالَ لِي وَ اُلرُّوحُ ثَمْلَى بِاُلْمُنَى
مَنْ بِبَابِي؟ قُلْتُ: بِاُلْبَابِ أَنَا
قَالَ لِي: أنْكَرْتَ تَوْحِيدَ اُلْهَوَى
عِنْدَمَا فَرَّقْتَ فِيهِ بَيْنَنَا
وَ مَضى عَامٌ، فَلَمَّا جِئْتُهُ
أَفْتَحُ اُلْبَابَ عَلَيْهِ مَوْهِنَا
قَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ انْظُرْ فَمَا
ثَمَّ إِلاَّ أَنْتَ بِاُلْبَابِ هُنَا
قَالَ لِي: أَدْرَكْتَ تَوْحِيدَ اُلْهَوَى
وَعَرَفْتَ اُلْحُبَّ، فَاُدْخُلْ يَا أَنَا)*

يَا دُخُولاً يَمَّحِي مِنْهُ اُلزَّمَنْ
مِثْلَمَا سُلْطَانُهُ يَمْحُو اُلسِّوَى
نُورُ إيقَاعِكَ نُعْمَى
فِي سَرِيرَةٍ لِلْبَصِيرَهْ





الأبيات لمولانا جلال الدين الرومي، ترجمها عن الفارسية الشاعر المصري الصاوي علي شعلان. وقد أدخلنا تعديلا على شطرها الأول ليناسب السياق.

الدار البيضاء
حجة الحرام 1427/يناير  2007م .






حديث الأشكال 
 




شجرة أمثال ساهرة في
أبواب المعنى


هي محكيات من زمن الطفولة البعيدة في الكتاب، تمتاح من بئر البراءة والعفوية في مخيال الأطفال الذي يقرأ الحروف أشكالا مفارقة لميتافيزيقا وجودها، ويخضعها لاستيهاماته وأحاسيسه بالحياة بعيدا عن تصورات الكبار. مما يجعل من هذا المخيال الطفولي طاقة مرآوية تمكننا من معرفة انجراحاتنا الغائرة، والندوب والوشوم التي تركتها فينا التربية الضريرة.
حديث الأشكال هذا يتناسج فيه الصوفي بالواقعي والأسطوري والديني، ويتنافذ فيه الظاهر مع الباطن و يتلاقحان، فيفيض هذا على ذاك وعلى هذا، بحيث يصبح الترميز نَفسًا في حدائقهما، ناظما الدلالات القصية التي يُطوحان بها تحت تربية المرئي واللامرئي.

إنه شجرة أمثال تنبت في الكتاب وتسهر أغصانها على أبواب المعنى لكي يفتح الإنسان عينه على ذاته التي تهرب منه.

1
خَطَّ اُلشَّيْخُ  لِمُرِيدِهِ نُونًا
قَالَ: امحها
أخذ المريد القلمْ
كتب نونًا مقلوبةْ
وقال: ها أنذا يا سيدي
قد محوتها
قال له: الآن وصلتْ.

 






       
         
 
نون                           و                       نون
 

















2

دخل قروي مسجدا في المدينة
ابتغاء الصلاةْ،
لما استوى الصفُّ صاحْ:
لم تنخسوني بدالاتكم من كل جانب ؟ !
والله ما أنا بمصل معكم
أيتها الصلاة سامحيني
إلى اللقاء في مسجد قريتي
حيث لا أنخس كالبهيمةْ
بدالات المدينة اللئيمةْ
ثم أخذ نعليه وخرجْ.

 
     

 

















3
من سفر سياحاتهْ
عاد ناسك قُونَوي
سأله قومه: ما أغرب ما رأيت؟
قال: ناس في مغرب الشمسْ
يلبسون في أٍجلهم حاءاتْ

 
وعلى هاماتهم هاءاتْ

 



















4-

قيل للبقرةْ لم عينك صادْ؟
قالت: لتبصروا فيها صورتي السماويةْ
تلك التي لم يبصرها من ذبحوني
وما كادوا يفعلونْ.






















5

مر بهلول على عجوز
كانت تدفع عشبا في فم الأرنبْ،
قال: عجبا
يُطعمون كافا خائفةْ
وهم من الخوف يطعمونْ !










 



6

في صحن الظهيرةْ
سقطت شيبةٌ
تحوى العابرون حولها
أسعفوها حتى أفاقت من غيبوبتها
وحين ناولوها عكازتها
صاحت: أبعدوها ..أبعدوها
هذه هي التي كلمتني حتى غُشي عليّْ
قالت: إنها لامْ
عجزنا قلبها عكازةْ
وغباؤنا ألصقها بذيل السؤال علامةْ
افرنقعوا
وخذوها بعيدا عني.
 







7

وقعت شين بين راءين متواجهتينْ
فقال الندُّ، والعود، والصندلُ:
        يا ويلتنا
ما لهذاه المبخرةْ
لا تكلم الأنوف إلا بأجسادنا؟ !



 




















8



سئل الديكْ
لم عينك ميمٌ؟
قال: لأني لا أعلن الوقت
إلا إذا شرب منها الأحبابْ
ومن لم يشربْ عن وقته غابْ.






 














9


قطعوا رجلي مصلوب من الركبتين
التصقت القدمانْ
وسارت الساقانْ
في طرق الزمان تنشدان:
لا،لا،لا،لا،لا.







ساقان تسيران بقدمين ملتصقتين
 
















10


كلما رأيت قطا
تذكرت كتاب القريةْ
حيث كان الفقيه يترصد بمقصه آذان القططْ
يقطعها
وفي شريط ينظمها
كنا – نحن الأطفال- نستغرب ذلك ونسأله
فيقول: أيها الأغبياءْ
هذه طاءاتْ
سرقتها القطط من المحبرة’.



 














11

حين تتقابلُ واوانْ
أبصر دم طفولتي
مشرشرًا على ساقيها
وبيضة ساخنة تزغرد في فمي.


الواوان
المقص
 

 












12
استلقى صياد على قارِبهْ
وفيما يشبه النوم واليقظةْ
سمع صوتا يقولْ:
يا هذا
















الباءُ القارب


 
ألا تستحي ؟ !

أنا الباءْ
بي ظهرت الأشياءْ

وتركبُني ؟ !
لولا النقطة تحتي
ما رسوْتَ ولا نجوتْ
قـُمْ
أتجعلني دابةً
وتسميني باهًا
ثم تنامْ.


 
 









فزع الصيادْ
وفي لجة الحيرةْ
ألقى بروحهِ المرَةْ








13

كلما واجهت العين أختها
تحسست الفراغ الذي تركتاه في فمي
وكلما تبادلتا قبلةْ

 
رأيت ضرس عقلي

باكيا فراق وطنه


العينان الكلاب الضرس
 
 













14

صحب قرَّاب ٌطفله
إلى كتاب في حي السَّقَّائِينْ،
ولما أوصلهْ
عاد إلى دكان القِرابة الذي يشتغل فيهْ
طنت ذبابة الشك في رأسهْ
فطفله ألف الزوغانْ
في فسحة زوغان الفقيه إلى أمور النساء السريةْ.
هرول إلى الكتابْ
فألفى الولد حاملا لوحا منقوشا ظاءاتْ
فقال للفقيه:
ما هذا؟
أعطيتك إياه لتعلمه العلم والأدب
فإذا بك تعلمه صنع القربْ !!
وجرر الصبي من يده
وهو يقول: إن كانت هذه هي همتكْ
فأنا أولى بتعليمك صنع قرب أحسن من قرب الفقيهْ.
 









16

دخل قروي على فقيه القريةْ
فشاهد ألواح الأطفال ممتلئة قافاتْ،
فالتفت إلى الفقيه متعجبا:
أتلهيهم بالحلزونْ
وأهلوهمْ يظنون أنهم يتعلمونْ؟ !



القــــــافات الحـــــلــزون
 

 



















17


خط الفقيه سينا على رأس كل لوح من ألواح الأطفالْ
وقال لهم:
أريد أن تكتبوها عدة مرات،
ولكن قبل ذلكْ
قولوا لي: هل تعرفون اسم هذا الذي تكتبونه؟

فقال طفل: إنه مُشط

وقال ثان: إنه منشار

وقال ثالث: إنه مفتاح،

أدار الفقيه عينيه فيهم وقال:
حسبكم
نطقت منكم حرفكم
فألقوا الألواح
واذهبوا إليها.
... وبعد عشرين حولا تلاقى الثلاثة الأطفالْ
في مقهى قريتهمْ
فعاقروا الذكريات
إلى أن شعشع فيهم ما همْ فيه من الحياةْ
فقال الذي رأى السين مشطا لصاحبيه:
ما أعجب فراسة الفقيه فينا
أنا أبصرت السين مشطا فأصبحت حلاقا
وهذا أبصرها منشارا فأصبح نجارا
وذاك أبصرها مفتاحا فأصبح حدادا
أبقي في الزمن فقهاء بمثل هذه الفِراسة؟
فأجابه صاحباه:
إن الأغرب من كل هذا
هو جمع القدر لنا في السينْ
حتى في أسماء دكاكيننا
ومكان جلوسنا،
ألا ترى أن:
" حلاق السعادة"
"نجار السماحة"
"حداد السكينة"
في "مقهى السرور"
من أغرب الأمور؟




 




















17


كتب الفقيه في اللوح جيما
و أمر الأطفال بكتابةِ مثلها في ألواحهم
ولما فعلوا
سألهم: أعرفتم اسم ما كتبتم؟
فأجاب طفل: إنه سرج دراجتي الذي سرقوه
وقال ثان – وكان أحول -: إنه المكواة

التي تحدد بها أمي الملابس
وتحدد أبي حين يدخل في آخر الليل متمايلا زاعقا

 
حتى لا يسمعه الجيرانْ



 









18


كتب الفقيه تاء على اللوح
أمر الأطفال بكتابة مثلها على ألواحهم،
وحين انتهوا...رفعوها
قال: حسنٌ جميلْ
اذكروا لي ما هي؟
فقال واحد في آخر الكُتاب: إنها ياقة
قال الفقيه وكيف عرفت أنها ياقةْ
قال: إن أمي تصنع الكثير منها
أنا أساعدها على إلصاقها بالقفاطين التي تخيطها
قال الفقيه قل لأمك إن الفقيه يريد أن يراها
لتخيط له قفطانا بمثل هذه الياقةْ.
 










19



أمر الفقيه الأطفال بكتابة الثاء التي رسمها لهم
بعد لحظات سألهم:
أتعرفون ما هي؟
هي ثريا أمي تضيء بها أذنها،
بالأمس رأيت أبي يخرجها من الدولابْ
ويقول للخادمة: تعالي
لأضيء أذنك بهذه الثريا.
فقام طفل وقال:
إنه يكذبْ
هذا طاجين جارتنا أمي الغاليةْ
أخذته أمي من سطحها
لما نصبته على المجمر
فتعشينا به.
فقال الفقيهْ
يا ابن النابغةْْ؛
أتأكلون الطاجين وتنسون الفقيه؟ !
علقوه
ومن الفلقة أشبعوه
حتى لا ينسى أن أكل الطاجين حرام
إذا لم يأكل منه الفقيه الإمام
ومن ذلك الوقت صار الطفل مسكونا بكسر الطواجين
وكتابة جراحاته عليها أينما رآها
في البيوت والأسواق والمقاهي
حتى لقب بشَقَّاقِ الطواجينْ
 





















20

كان الأب يراجع مع طفليه الحروف التي علمها لهما، ويرسخها في ذاكرتيهما بصنوف شتى من الأمثلة المحيطة بهما، ولما وصل بهما إلى (لام ألف) كتبها، وسألهما: ما اسم هذا الشكل؟
فقال الطفل: هو مِقلاع

وقالت الطفلة: هو سروالك يا أبي
أعطته أمي في الصباح إلى جارتنا
وقالت لها: رقِّديه في عين سيدي بوسَلْسْلَةْ
 









21


على اللوح كتب الفقيه خاءً
وقال للأطفال: املأوا بها ألواحكم
حتى تستأنس بها أيديكم وأعينكم،










 الخاءُ الخاتم الثعبانْ

 
ولما انتهوا أروه الألواح إلا واحدا، فإنه أخفى لوحه في حجره فقال له الفقيه:

 أرني ما كتبتْ؟
فقال : لا يا سيدي
لن أريكم الخاتم الثعبانْ
فقد أتى به والدي من مغارة نَاقة الماء
التي يحرسها
وأوصى أمي بإخفائه






22


بعدما محا الأطفال ألواحهم، صبغوها بالصلصال، نشفوها في عين الشمس المشرقة، كتب لهم الفقيه فيها ذالا، وحثهم على تكرير صورتها فيها. ولما فعلوا ما أمرهم به أروه إياه، فقال لأصغرهم: هل تعرف ما هذا الذي كتبت؟
قال: محارة ميتة
فقال له: وما أدراك أنها محارة وميتة؟
قال: أبي يأتي من البحر لنا بالكثير منها
ويأمر أمي بطبخها
وكانت ترمي التي تجدها فاتحة فمها
وحين أسألها: لم فعلت ذلك؟
هل تريدين إغضاب أبي؟
تقول: إنها ميتةْ
ألا ترى فمها المفتوح؟
لو كانت حية لكان مغلقا
فالروح يا ولدي تخرج من الفمْ
ولذلك أغلقْ فمك إذا أردت أن تبقى حيا،
هكذا قالت لي أمي.
قال الفقيه: أمك هذه أدرى بالحروف مني،
فاذهب إليها بوركت وبوركتْ وقل لها: إن الفقيه يشتهي المحار الحيّْ.
 













23
على رؤوس الألواح
كتب الفقيه فاءً
وأهاب بالأطفال أن يكتبوا مثلها مرات عديدةْ
وحينما ينتهون
يعرضون عليه ما صنعوا.
وبعد لحظات قام طفل وقال:
لقد انتهيت يا سيدي
فانظر
فقال له الفقيه: ما هذا؟
قال: قفازُ أبى
هو يستعملها في مباريات الملاكمة
حين  يدعى إليها
ويفتح به عين أمي كلما فتحت فمها بالمصروفْ.
فكركر طفلٌ بالضحك وقال:
إنه سماعة الهاتف

 

 
التي كسرتها أمي صباح هذا اليوم

على رأس أبي نصفين.
فبُهت الفقيه،ودخل بأصابعه في لحيتهْ








الفاء القفاز، السماعة
 
عل الغضب يسكت عنه.

 















24

تفقدت أرملة صغيرها في الكتاب
فوجدته مكبا على لوحه
يكتب فيه زايات أمره الفقيه بها،
فاتجهت إلى الفقيه مشتعلة غيظا:
أهذا كتاب أم مَسْفَنٌ؟ !
أتريد أن أُثكل في ابني
بعدما يتمه البحر ورملني؟

 
أتعلمه صناعة أضلاع السفينة ليلتحق بأبيه؟

لا بوركت حياتك

تعالى يا صغيري

الزايات الأضلاع
 
 


غزل الصوف أسلم من غزل أمواج البحر.

25
كتب الفقيه على اللوح غينا
وسأل الأطفال عن ماهية ما كتب لهمْ
فقال طفل:
  هذا غليون أبي
يشرب فيه دخانَ القنب المدقوقْ
تحت شجرة التين،
كلما وجدتُه تحتها
أدركت أنه أخذ بيض الدجاجات التي نملكها
وأن أمي أخرجته من المنزل بالمكنسةْ.
كنت أتأمله عند عودتي من العين مساء
وهو يسحب نفَسًا واثنين وثلاثةْ
من هذا الغليونْ
ثم يرسل إلى السماء من منخريه عمودين من الدخانْ
وابتسامةً صافية
وحين تتألق عيناهْ
يُغرد كالطيور فوقه
إلى أن يستلقي من الضحك على قفاهْ
وكأنه يركب فرس الحاج "بوهو"
تلك التي يعشقها رجال القريةْ
 















26

نقر الطفل على الفارةْ
أجابته من وراء الحاسوبْ:
ماذا تريدون ممن مسختم اسمها ومحوتم هويتها؟
أنا الضادْ
حولتموني إلى حيوان للتسليةْ
اغرب عني قبل أن أقضُم أصابعكْ.
ارتعد الطفل، سارع إلى علبة الصباغة في مرسمه، غمس فيها كفيه وشفتيه. إلى الشاشة عاد، طبع على وجهها أصابعه وشفتيه، ثم قال:

هاك أصابعي

Text Box: الضاد الفأرة
وشفتي

حتى لا تغضبي.

                 الفهرس

* فاتحة:
3
?    سورة الظل
4
?    سورة الجبة
14
?    سورة البصيرة
36
?    حديث الأشكال
58- 91
?    صدر للشاعر
92
?    الفهرس
93


صدر للشاعر

الدواوين الشعرية

1997
1984
1994
1995
2003
2006
2007


 
 


·      زمن الغربة                             
·      الكتابة على ألواح الدم                  
·      العبور من تحت إبط الموت      
·      طائر من أرض السمسمة      
·      ولائم المعارج                          
·      الخروج من ليل الجسد
·      حاتة الروح

الدراسات والبحوث

·      
Text Box:  1997
1997
1999
2001
2006
2006
2007

2007


2008

 
شعرية الحمامات                                           

·      المنزع الصوفي عند ابن البناء                          
·      خطاب الأحوال في التصوف المغربي                    
·      موقف ابن رشد من إشكالية المعرفة الصوفية
·      الزاوية الرحالية مؤسسها وأذكارها
·      في تحولات الكتاب وجمالية التلقي
·       الخط العربي وعلم الحرف
         جماليات وأسرار ... دلالات ورموز
·      جماليات الكتابة بالنسق الثلاثي
  ( مقاربة منفتحة لشعر مليكة العاصمي)   
·          الرؤية الصوفية للجمال
   منطلقاتها الكونية وأبعادها الوجودية

                 











له قيد الطبع

·                                                                                                                                        ديـوان زبرجد الآفاق
·       ديوان الحمامات.
·      ديوان البرج الثالث عشر من أفلاك الجسد
·       شعرية الحمامات:الفضاء والمتخيل (الجزء الثاني)
·       كتاب هوامش على قراءات.
·      إنسان عرفاني لأجل عصر أكمه المعاني
·                                                                                                                                      أبجدية الوجود( دراسة في مراتب الحروف ومراتب الوجود عند ابن عربي)
·      فلسفة محمد إقبال التجديدية
  أسسها الدينية وتأثيراتها في الفكر و الأدب المعاصرين
·      أنهار من زمن الشعر المغربي المعاصر






š


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads