أمامَ قلعةِ هيروشيما
وحيدًا
يقفُ البراقُ
دونَ نبيّ يمتطيهِ
حاملاً أحلامًا
فقدتْ صلاحيّتَها
يجري النهرُ تحتهُ
نزقًا ينبضُ بالجنون ِ
كثيرونَ مرّوا من أمامِهِ
يُرَتّقونَ انشغالاتِهِمْ
ولم يرفعوا رؤوسَهم بعدُ
مُتجاهلينَ الغُبارَ وقد بنى
مستعمراتٍ على جناحيهِ
حتى الطيرُ الذي اتخَذَ من رأسِهِ
مكانًا لعُشِّهِ
ما عاد يُغري السائحينَ بالتقاطِ الصورِ التذكارية.
اليافطةُ وهيَ تئنّ تحت حوافرِهِ
استسلمتْ لوشاياتِ الزمنِ وسباقِ الأرَضةِ.
من فحولتِهِ يسخرُ المراهقون
قوائمُهُ التي كان يخبّ بها طويلاً
إيحاءٌ لمجاعاتٍ وأوبئةٍ.
بينما البراقُ منتظر من يواريه الترابَ بعيدًا
نسِيَ أن يَحلمَ بنـبيٍّ يمتطيه.
هيروشيما
3 آذار 2007