من تاملاتي يصلني صوت بوق
تحاصرني اصوات الليل واسراره الكئيبة .
بدل النوم , استوليت قبل قليل على نعاسي
وجدت فيه بعض اصدقائي صامتين .
حظي اذن ليس سيئا
في وقت متاخر مثل هذا .
ساريق نبيذا بطاسة من نحاس
حول جدران غرفتي , انزع ثيابي
واترك لحياتي ان تغادرني حين تشاء ,
فانا جدير بحياة افضل .
***
انني رجل بلا روح
بلا ميول دينية , وليست
لي اوهام عن مدينتي .
كابدت مايكفي لاصل قمة
هنا او هناك
لم اصل .
الان هدا منشدون في
راسي
تاخيت مع الاحجار ورضيت
بجزيرة بلا فجر .
لم يبق لي سوى هذا
الكلام
امشي معه بين اشجار من
صخر .
***
لاتتوهم كثيرا , الحصى
تتسمع اليك .
في ذاكرتك ازهار مرتبة
في شرفة .
انت التائه في دروب
مخيالك ,
هناك موقد ينتحب في
قرية
ملطخ ماء ينبوعها بدم
تلال .
هنا عثرت على ظلك
الضائع
وتالق نهار في ممرات
حياتك .
***
ابحث عن صقور ضاعت من
ذاكرتي
وايضا نباتات بلدي :
شتتها ماتم
متاخرلقراصنة من
بلدان بعيدة .
الخلود يعوي في غابة
مبعثرة على وجهك
او في مرج انهال عليه
البحر بملحه الشرس .
هذا ما اسمع , هذا ما
ارى .
صوت بوق يصلني من هذه
التاملات
حاملا الي منازل من جبل
.
هكذا امضي من مدينة الى
مدينة
يتبعني لاجئون لايراهم
احد .
***
لن اعود ابدا الى
مدينتي
امامي كنائس تتدافع من
جبال وقرى
نحو البحر.
ليست هذه مدائح رجل
غريب
ظننتني سانتهي بائع
عطورفي جزر
لكني هنا الان , امام
حشرات منذ سنوات ,
اكتب قصيدة واحدة ولا
تنتهي .
اتمهل كي لااخفق
ساغنيها لمنتظرين فوق
جسر:
خلفي هضاب هاربة من حرب
.
***
مررت من امام فندق
يحترق
كان خطباء وقادة
يستنجدون , من الشرفات ,
بمارة وبمسافرين الى
قطارات المساء .
بعضهم وقف , تطلع
مبتسما .
هذا كل ما فعل .
***
افراحي قليلة
ما اكتبه اخفيه في
خزانة من حديد
لا اعرف لماذا .
قصائد اصدقائي مثبتة
على جدران غرفتي
بمسامير طويلة .
احيانا اسمع تاوهات
منها,اغنيات وشتائم
حسنا , اقول لنفسي ,
انها في النهاية ليست قصائدي .
***