الرئيسية » » أنشودة الحياة | الجّزء السَّادس | صبري يوسف | كتاب الشعر | العدد التاسع والثلاثون

أنشودة الحياة | الجّزء السَّادس | صبري يوسف | كتاب الشعر | العدد التاسع والثلاثون

Written By غير معرف on الأحد، 21 أبريل 2013 | أبريل 21, 2013


أنشودة الحياة



الجّزء السَّادس



نصّ مفتوح
      




صبري يوسف                        شعر

اسم المؤلِّف: صبري يوسف 
عنوان الكتاب: أنشودة الحياة ـ الجّزء السَّادس
نصّ مفتوح ـ شعر 
الطَّبعة الأولى: ستوكهولم 2012
الإخراج والتَّصميم ولوحة الغلاف (المؤلِّف)
حقوق الطَّبع والنَّشر محفوظة للمؤلِّف







دار نشـر صبري يوسف
sabriyousef1@hotmail.com
www.sabriyousef.com
صدر للأديب والشَّاعر

1 ـ "احتراق حافّات الروح"  مجموعة قصصـيّة، ستـوكهولم 1997
2 ـ "روحي شراعٌ مسافر"، شعر، بالعربيّة والسُّـويدية ـ ستوكهولم 
      1998 (ترجمة الكاتب نفسه).
3 ـ "حصار الأطفال..قباحات آخر زمان!" ـ شعر ـ ستوكهولم 1999 
4 ـ "ذاكرتي مفروشة بالبكـاء" ـ قصـائد ـ ستـوكـهولم  2000  
5 ـ "السَّلام أعمق مـن البحار" ـ شـعر ـ  ستـوكهـولـم  2000  
6 ـ "طقوس فرحي"، قصائد ـ بالعربيّة والسُّـويديّة ـ ستـوكـهولم 
      2000  (ترجمة الكاتب نفسه).
7 ـ "الإنسان ـ الأرض، جنون الصَّولجان"، شعر ـ ستوكهولم 2000 
8 ـ مائة لوحة تشكيليّة ومائة قصيدة، تشكيل وشعر/ستوكهولم 2012     
9 ـ  أنشودة الحياة ـ الجّزء الأوَّل، نصّ مفتوح ـ ستوكهولم 2012
10 ـ ترتيـلة الـرَّحيـل ـ مجموعة قصصيّة، ستـوكـهولم 2012 
11 ـ شهادة في الإشراقة الشِّعريّة، التَّرجـمة، مـقوّمـات النّهوض                                                          
        بتوزيع الكتاب وسيـكولوجيـا الأدب ـ سـتـوكـهولم 2012   
12ـ أنشودة الحياة ـ الجّزء الثَّاني، نصّ مفتوح ـ ستوكهولم 2012  
13ـ أنشودة الحياة ـ الجّزء الثَّالث، نصّ مفتوح ـ ستوكهولم 2012     
14 ـ حوار د. ليساندرو مع صبري يوسف ـ 1 ـ ستوكهولم 2012  
15 ـ ديـريك يا شـهقةَ الرُّوح ـ نصوص أدبيّة، ستوكهولم 2012

16 ـ حوارات مع صبري يوسف حول تجربته الأدبيّة والفنّية ـ 2 ـ 
       ستوكهولم 2012
17 ـ حوارات مع صبري يوسف حول تجربته الأدبيّة والفنّية ـ 3 ـ 
       ستوكهولم 2012
18 ـ مقالات أدبيّة سياسـيّة اجتـماعيّة ـ 1 ـ  ستوكهولـم 2012
19 ـ مقالات أدبيّة سياسـيّة اجتـماعيّة ـ 2 ـ ستوكـهولم 2012
20 ـ رحـلة فسيـحة في رحـاب بنـاء القصـيدة عنـد الشَّاعـر                                                                                                                                                                                                                                                                        
        الأب يوسف سعيد ...................... ستـوكهولم ـ 2012
21 ـ أنشودة الحياة ـ الجزء الرَّابع، نصّ مفتوح، ستوكهولم 2012   
22 ـ أنشودة الحياة ـ الجزء الخامس، نصّ مفتوح، ستوكهولم 2012   
23 ـ أنشودة الحياة ـ الجزء السَّادس، نصّ مفتوح، ستوكهولم 2012







إهداء:


إليكِ أيّتها المتعرّشة بين شغافِ الرُّوحِ،
أيَّتها السَّابحة فوقَ ضفافِ القلبِ،
أهدي حالة عشق مسربلة بالانتعاش!











لوحة الغلاف: قلوب متعانقة مع بتلاتِ الأزاهير للمؤلِّف. 

أنشودة الحياة
حالة عشق مسربلة بالانتعاش
الجّزء السَّادس
 [نصّ مفتوح]

... ... .... ..... .... .....
غربةٌ تشطحُ فوقَ موجاتِ ليلي
     فوقَ ينابيعِ شوقي
     فوقَ نداوةِ حرفي
أمواجٌ هائجة 
تعبرُ بيادرَ عطشي
تذكِّرُني 
     بهفهفاتِ السَّنابل!

تشمخُ قامَتُكِ في بساتينَ الحلمِ
     فوقَ نوافيرَ الهدى
تمنحنُي لذائذَ الوفاءِ 
تغدقُ فوقَ لجينِ العمرِ
     رغدَ النَّومِ 
     سُطُوعَ البهاءِ!
هطلَ الدُّفءُ علينا 
     مثلَ غيماتِ المساءِ
حبورُ القلبِ يتماهى
     معَ ينابيعَ الصَّفاءِ
أديمُ الشِّعرِ يتمايلُ 
     حولَ أجراسِ السَّماءِ 

قيثارةُ الرُّوحِ تهفو 
     إلى حناجر منبعثة 
          من خيوطِ الضِّياءِ!

يا أنشودةَ اللَّيلِ 
يا صديقةَ البحارِ الهائجة
تعالي بينَ جوانحي 
كي أزرعَ قبلةً  
     على تواشيحَ الرُّوحِ
وأخرى على عذوبةِ الشَّوقِ

تعالي أرسمُ فوقَ صدرِكِ 
عطشَ القصيدةِ
إلى وهجِ الاشتعالِ 

تعالي يا صديقتي عندما يغفو اللَّيلُ
كي أزرعَ فوقَ مقلتيكِ 
     حبورَ الأقاحي

تعالي عندما تغرِّدُ بلابلُ الخميلةِ
     تغريدةً على إيقاعِ الهيامِ
كَي نرقصَ من أعماقِ الرّوحِ
     على وئامِ اليمامِ!
          
نكهةُ التُّفّاحِ معبَّقةٌ في شفتيكِ
ينبعُ النّعناعُ 
     من طراوةِ خدّيكِ 
نبتةٌ متألِّقةٌ في أعماقِ القلبِ 
زنبقةٌ هائمةٌ في بُرَكِ البطِّ
بسمةُ عشقٍ تمايلَتْ
     فوقَ شموخِ نهديكِ 

صديقةٌ مندلقةٌ من حفيفِ الجنّةِ 
     من سماواتِ البهاءِ!

أنتِ شهقةُ عشقٍ متماهٍ 
     معَ أجنحةِ البحرِ 
تائهةٌ بين ضجرِ المسافاتِ
أيَّتها المسترخية على مهمازِ الحنينِ
قلبُك فراشةٌ هائمةٌ فوقَ عيونِ الغاباتِ 

يا سليلةَ الشََّمسِ
يا صديقةَ البحرِ 
يا شهقةَ اللَّيلِ الطَّويلِ! 

تنيرُ مِنْ ضفائركِ تجلِّياتُ الخيالِ ..
زهرةُ اللّوتسِ تغفو
     فوقَ عذوبةِ خدّيكِ
     فوقَ ليونةِ ساعديكِ

تحنُّ خطميَّةُ الحقولِ
     إلى نبضِ معصميكِ 
     إلى نبيذِ عينيكِ 
     إلى مرابع ليلِكِ البليلِ!

ما هذا الألقُ المبرعمُ 
     فوقَ كحلِ حاجبيكِ؟ 
نجيمتان مضيئتان فوقَ وجنةِ الصَّبرِ
     فوقَ رذاذاتِ التَّبرِ 
تشبهينَ حديقةً مظلَّلةً 
     بثمارِ الجنَّةِ
تكحِّلينَ خيوطَ اللَّيلِ
     بانتعاشِ لجينِ العمرِ 

بهجةٌ تنمو 
     فوقَ تخومِ الهلالِ
ثغرٌ أعذب من نكهةِ التِّينِ
يتماهى مع بشائر الرُّوحِ
     معَ منحدراتِ زنابق التِّلالِ 

عُنُقٌ يهدِّئُ اهتياجَ القلبِ 
     حنينَ الصَّباحِ 
بخورٌ تتصاعدُ من نقاوةِ الموجِ
تعويذةٌ معلّقة حولَ حافّاتِ الحلمِ 
طلاسمُ العشقِ تزدانُ 
     فوقَ مخابئ الدُّفءِ
كهوفٌ غرقى بينَ ينابيع الانتعاشِ!

تشبهينَ بداياتِ التَّكوينِ 
     نهاياتِ البرِّ 
     خواصرَ البحرِ 
صلصالٌ متعرّشٌ 
     في مرابع الرّوحِ
مهتاجةٌ أكثر من جموحِ نسرٍ 
يحطُّ فوقَ شموخِ الجَّبينِ

وردةٌ يانعة مثلَ نضارةِ الثَّلجِ
تسطعينَ مثلَ وميضِ العينِ
لوحةٌ منبعثةٌ من شهيقِ القمرِ
     من أنغامِ الأغاني!

هلْ زارَك تائهٌ منبعثٌ من وهجِ البحرِ؟
هل تحنِّينَ أحياناً إلى اهتياجِ الموجِ؟!
موجُ العشقِ يتناثرُ فوقَ انبهارِ خدِّيكِ
أنتِ عاشقة مضمّخة بحبَّاتِ المطرِ!  

شوقي إليكِ يزدهي 
     مع هبوبِ النَّسيمِ
     مع تواشيحِ السَّديمِ 
أريدُ أنْ أرسُمَكِ هدهداً جامحاً
يحلِّقُ فوقَ روابي غربتي
يحطُّ فوقَ لواعج قلبي 
يمحو أنينَ السِّنينِ!
أريدُ أنْ أزرعَ وردةً في شواطيء قلبِكِ
أريدُ أنْ أمسحَ دموعَكِ بحنينِ الرُّوحِ 
لونُ دموعِكِ من لونِ قُبلةِ الصَّباحِ
من لونِ البابونج 
من لونِ الخبزِ المقمَّرِ
لونُ خدَّيكِ من لونِ عشقٍ متطايرٍ 
     مِنْ رذاذاتِ مطرٍ ناعم 
مِنْ لونِ فرحٍ متلألئٍ في شفاهِ الأطفالِ 

أنتِ بسمةٌ راعشةٌ في مروجِ عشقي 
     في ليلةٍ قمراء
هلْ زارَكِ يوماً قمري وأنتِ غائصة 
     في تلألؤاتِ النُّجومِ؟

قامتُكِ صديقةُ الزُّهورِ البرِّيّة 
وعيناكِ موجتا فرحٍ رغمَ دكنةِ اللَّيلِ

تعالي يا خميلةَ روحي
كم أشتهي 
أن تغدقي فوقَ بيادري
     أشهى مذاقاتِ الحنينِ!

تعالي يا دفءَ الشَّرقِ
يا موجةً مجبولةً بالنّعناعِ
يا منارةً راقصةً حولَ تخومِ الشَّفقِ 
هل يراودُك عناقَ البحرِ 
     في ليلةٍ طافحةٍ بالانتعاشِ؟!

تعالي غداً قبل أنْ يبزغَ الفجرُ
تعالي عندما ينامُ البحرُ 
كي لا تجرفُكِ الأمواجُ الهائجة

عناقُكِ يشبهُ وميضَ قصيدةٍ 
     عندَ شهقةِ الشَّفقِ
عناقُك باقاتُ وردٍ 
     على خدودِ الغمامِ!

كلَّما تعبرينَ فرحي، يتبدَّدُ حزنُكِ 
وجنتاكِ عناقيدُ عشقٍ معرَّشة 
     في حبورِ ألقي!

أنتِ اِشراقةُ حلمٍ
هائمة فوقَ تيجانِ البحرِ 
     فوقَ غمائمِ الأفُقِ!
أنتِ غيمةٌ ماطرة 
     فوقَ ترابِ غربتي
تروينَ عطشي الأزليِّ 
تعبرين معارج روحي 
     كلَّما يهبطُ اللَّيلُ
يتمزَّق الشَّفقُ شوقاً 
     إلى دفءِ الرُّوحِ روحي 
هل كنتِ يوماً روحي ولا أدري؟
هل كنتِ يوماً قصيدتي المفتوحة 
     على هلالاتِ الشَّفقِ؟!

تعالي أرصِّعُ نهديكِ 
     بباقاتِ الحنطة 
تعالي يا مهجةَ حرفي 
أنثرُك فوقَ أراجيحَ عشقي 
     قبلَ أن يرحلَ هذا الزَّمان!

أنتِ أجنحةُ غيمةٍ مندلقةٍ 
     من ظلالِ البدرِ
أنتِ قصيدتي المتجلِّية عشقاً 
عشقُكِ معرَّشٌ في يراعِ الرُّوحِ 
عشقُكِ يضاهي شهقةَ الشَّبقِ!
ليلتي من أبهى اللَّيالي
أبهى من وردةِ الصَّباحِ
     من عذوبةِ الألقِ 

ليلتي متناغمة 
     مع نضارةِ الموجِ  
ترقصُ انتعاشاً 
كلّما يهبطُ حفيفُ اللَّيلِ
     فوقَ إندلاعِ الشَّبقِ! 

تعالي أضمُّكِ 
     إلى مساماتِ غفوتي
     إلى معابر الأنهارِ

تعالي أرسُمُكِ 
ضوءاً على إيقاعِ المزاميرِ 
حديقةً وارفةً بإخضرارِ الرُّوحِ
     بأبهى الأزاهيرِ

تعالي أرسُمُكِ قصيدةً وارفةً
     من لونِ الانبهارِ ..

تعالي أتوِّجُكِ أميرةً 
مضمَّخةً ببخورِ الأبرارِ
تعالي يا صديقةَ الرُّوحِ
أخبِّئُكِ بينَ بيادر أسراري!

قُبلتُكِ تخفِّفُ من زمهريرِ المسافاتِ 
     من مللِ المساءاتِ   

تعالي يا عبقي الأزليّ 
سربليني بينَ نبيذِ نهديكِ 
يا أروعَ شهقةٍ 
بدَّدَتْ ترسُّبات ضجري

يا سفينةً 
محمّلةً بعناقيد العنبِ 
مزدانةً بالفوانيسِ
     بأبهى أنواعِ الشُّموعِ!

نهداكِ يحومان حولَ روحي
فيرقصُ قلبي رقصةً متماهيةً
     معَ طقوسِ الغجرِ
رقصةً منبعثةً من بهجةِ الانبهارِ!
تضمِّينني إلى كينونتِكِ
تتبرعمُ أزاهيرُ فرحٍ في ليلي
تهمسينَ لروحي بانتعاشٍ لذيذٍ،
تشبهُ عاشقاً متطايراً 
     من فحيحِ الجنِّ!

تنقشعُ أحزاني كلَّما أراكِ
كلّما أعبرُ بحارَ الدُّفءِ المسترخية 
     فوقَ خصوبةِ دُنياكِ 

لماذا خدّاكِ هائمانِ
وعيناكِ لا تفارقانِ 
     رذاذاتِ الدُّموعِ؟!

أقبِّلُكِ عندَما يغازلُ الفجرُ
     نقاوةَ الماءِ الُّزلالِ
عندَما أعبرُ لواعجَ الحلمِ 
     فوقَ شموخِ الجِّبالِ
عندَما يسطعُ النّهارُ
     من بهجةِ الاشتعالِ
عندما يرقصُ اللَّيل
     على انسيابِ حنينِ التِّلالِ
أقبِّلُكِ عندما تفورُ البحارُ
     من دهشةِ الانذهالِ 
عندما تغرزُ النَّحلُ إبرَهَا 
     في بهجةِ الجَّمالِ 
أقبِّلُكِ كلّما تلوحُ في الأفقِ
     بسماتُ الهلالِ!

كم عمراً 
سيعبرُ عمرنا يا عمري؟
لماذا لا نتوِّجُ ليالينا
بأسطورَةِ عشقٍ
مسربلةٍ بشهقةِ الانذهالِ!

لماذا لا نقتنصُ 
أبهى ما في خمائل العمرِ .. 
     من شموخِ التجلِّي
     من حبورِ الابتهالِ؟!

ترقصُ خاصرتكِ جذلى
     فوقَ خرائط الحنينِ
فتزدهي أمواجُ اللَّيلِ 
     من حفاوةِ الاشتعالِ! 
أريدُ أن أرسُمَكِ بُرْعُمَاً شهيَّاً
     فوقَ خمائل لوني
     فوقَ بهجةِ الرُّوحِ
     فوقَ أريجِ القصائد!

تتمايلُ أغصانُ الزَّيتون
     فوقَ أهدابِ عينيكِ
     فوقَ أطيافِ الشَّفقِ ..

تظلِّلُ محيّاكِ 
مخفِّفةً من تعبِ المسافاتِ
ينابيعُ روحِكِ تسقي  
     صحارى روحي
تخفِّفُ من ضجرِ الصَّباحِ
     من تفاقماتِ الأرقِ

ألتقطُ ذرَّاتِ روحِكِ 
     من أعماقِ السَّماءِ
استحضرُها أمامَ خصوبةِ الشَّوقِ
أنثرُهَا فوقَ روضةِ الرَّوحِ 
     مثلَ نكهةِ الحبقِ!

تتبرعمُ آهاتُكِ 
     في همهماتِ غربتي
تحنُّ ينابيعكِ 
     إلى ارتعاشاتِ سوسني
أنوثةٌ مسترخيةٌ 
     فوقَ غمائم شبقي

أسبحُ في سماواتِ التَّجلّي
أزدادُ تألُّقاً 
     اندهاشاً
أشعرُ وكأنّي ألامسُ طراوَةَ الشَّفقِ!

يا أبهجَ عاشقة هطلَتْ 
     فوقَ رحابِ وجنتي
يا بوّابةَ النُّورِ 
يا لحناً مفروشاً 
     فوقَ بسمةِ البحرِ
     فوقَ حنينِ التنُّورِ

أحبٌّكِ منذُ آلافِ الدُّهورِ
منذُ أن أشرقَتِ الشََّمسُ
     على إخضرارِ البذورِ 
أنتِ ضياءٌ ساطعٌ 
مقمّطةٌ بأبهى أنواعِ البخورِ
تستظلُّ أحلامي 
     في بهاءِ الشُّعورِ

تنامَتْ غربتي على يراعِ الشَّوقِ
فتمايَلَتْ قامتُكِ شامخةً
     مثلَ أشجارِ القصورِ

كم من الدُّفءِ 
     حتّى اهتاجَتْ أمواجُ البحورِ!

نجمتانِ هائمتانِ من توهُّجاتِ السُّرورِ
هلْ في بقاعِ الدُّنيا أبهى من المحبّةِ
     لقمعِ خبايا الشُّرورِ؟!

يا توأمَ الرّوحِ
تعالي نسقي بحبّنا أشجارَ النَّخيلِ
     حقولَ الكرومِ 
لعلّنا نسمو عالياً كلَّما تسامرنا 
     فوقَ ربوةِ العشقِ 
          فوقَ بوّاباتِ العبورِ!
تزدادينَ اخضراراً 
     مثلَ حدائقِ التَّجلّي
تضيءُ مقلتاكِ 
     مثلَ حقولِ القطنِ

تتوارى خيوطُ الألمِ
أشعرُ بغبطةٍ كلّما أنظرُ 
     إلى قرصِ الشَّمسِ

نصِّي وهجٌ متطايرٌ من دموعِكِ
دموعُكِ ملوحةُ خبزي 
     في بوحِ القصائد

تنمو حروفي فوقَ وجنتيكِ 
لؤلؤاً منبعثاً من مآقي البحرِ 
      
تنضحُ براعمُكِ ألقاً
كأنَّها مستنبتة من بهاءِ السَّماءِ
أنتِ رعشةُ عشقي المفهرسة 
     بنكهةِ العسلِ
ودادُك بخورُ فرحٍ 
     فوقَ أنغامِ الأغاني!
تنضحينَ نعومةً
كأنّكِ منبعثةٌ من زغبِ البحرِ 
     من نقاوةِ الماءِ!

دفءُ الكونِ يتنامى
     فوقَ أزاهير عينيكِ 
أنتِ نوري المتهاطل 
     من شموخِ الجِّبالِ

اِسْتَرْخَي فوقَ خميلةِ روحي
     فوقَ مروجِ العبورِ
أشتهي أنْ أبلسمَ طراوةَ خدّيكِ 
     بأريجِ النِّعناعِ البرّي 

تنبتُ حولَ بهائِكِ دهشةُ الوردِ 
     هلالاتُ البدرِ
أنتِ خمرةُ عشقنا الآتي
شبقٌ مفتوحٌ مثلَ ألسنةِ الجَّمرِ 
يا حديقةً مزدانةً بأبهى الفراشاتِ
يا صديقةَ العوسجِ 
خدودُكِ أنقى من نضارةِ السَّوسنِ
أنقى من العنبِ ومن أغاني الشَّجنِ!
كلّما أقبِّلُكِ
تتلألأُ في سماءِ ليلي 
     وردةُ الأملِ
تنقشعُ أحزاني
تنمو بينَ تلالِ العشقِ
     بتلاتُ النَّفلِ!

تنسابينَ في معابر قصائدي 
     كأنَّكِ من فصيلةِ النَّسائمِ 

أنتعشُ كلّما أصحو من سباتي
كلّما أهفو إليكِ
أراني مقمّطاً بأجنحةِ الهيامِ

تنقشعُ أحزاني الغافية 
     بينَ ثنايا شهقتي
أنقشُ فوقَ وميضِ عينيكِ
     مخاضَ بهجتي     
كَمْ مِنَ البهجاتِ 
حتّى ترعرعَتْ فوقَ وجنتيكِ
     نبتةً ممهورةً
     في طقوسِ رعشتي!
تخلخلينَ بمهارةٍ رادعةٍ 
     تجوُّفاتِ السِّنينِ 
تندلعُ من قبّةِ الرُّوحِ شحنةُ عشقٍ
فتبلسمُ صحارى العمرِ 
     بأغصانِ الحنينِ!

رذاذاتُ الينابيعِ أنتِ 
وردةٌ راعشةٌ فوقَ زبدِ البحرِ
عاصفةٌ جامحةٌ 
     نحوَ توهُّجاتِ البدرِ

يتدلّى حَبَقُكِ 
فوقَ أغصانِ الدَّوالي
     فوقَ ذاكرةٍ مخضّبةٍ 
          بالاخضرارِ

واحةٌ عذبةٌ
متلألئة بأغصانٍ عابقةٍ
     كأريجِ النَّارنجِ ..
قبلتان تائهتانِ أزرعُهما 
     فوقَ أوجاعِ الأنينِ
كي تخفِّفَ من جراحِ السّنينِ! 
عاشقٌ من لونِ النَّسيمِ 
     من لونِ الشَّفقِ
يعبرُ هدوءَ اللَّيلِ
يداعبُ خُصُلات عاشقة غافية
     بينَ رعشةِ المسافاتِ 

هطلَ الحبُّ في حيّنا
أنشودةً منبعثةً 
     من زرقةِ البحرِ 

كمْ مِنَ الحنينِ
حتّى رفرفَتِ الرُّوحُ 
     فوقَ أمواجِ اللَّيلِ  
     ترتيلةَ العشقِ الآتي!

أيّتها الغافية بينَ ينابيعَ شوقي
هل ترغبينَ أن تعبري
     تفاصيلَ شعلة حرفي
وهو يعلو فوقَ ربوعِ الفيافي
أمْ أنَّكِ ما تزالينَ في حالةِ حلمٍ مفتوحٍ
كأنَّكِ في محرابِ عاشقٍ 
يتدفَّقُ أبهى ما في ضوعِ الألقِ؟!
هل تحنُّ طراوةُ النّهدِ إلى زوارق ليلي
     إلى لهفةِ أغصانِ الأحضانِ
     إلى زغاريدَ الأقاحي
     إلى أصيصِ الأزاهيرِ
     إلى بلسمٍ يشفي كلَّ الجِّراحِ؟!

ينمو عشقُكِ بينَ أنساغِ الرُّوحِ
يبدِّدُ من اشتعالاتِ غربتي
     من ضجرِ الانتظارِ 
يزرعُ فوقَ قبّةِ القلبِ نضارةَ المطرِ 
     بريقَ النَّهارِ

تهطلينَ فوقَ تواشيحَ عمري 
     مثلَ شلالاتِ فرحٍ
تطهِّرينَ روحي من دياجيرَ الغربةِ
     من الغبارِ العالقِ 
         في وجنةِ الزَّمنِ!

هل أنتِ عاشقة من لحمٍ ودم
أم أنَّكِ
بتلاتُ وردٍ هاطلة
     من خاصرةِ السَّماءِ؟!
أحبُّ أن أهيمَ فوقَ بسمةِ عينيكِ 
     فوقَ جيدِكِ المعبّقِ 
          بنكهةِ نبيذٍ مسكَّرٍ
عشقُكِ تكويرةُ منجلٍ مخضَّلٍ 
     باحمرارِ الشَّفقِ!

أقبِّلُ جموحَ نهديكِ المخضَّبَينِ 
     بنكهةِ التُّفَّاحِ
أراني مقمَّطاً بحفاوةِ السَّوسنِ!

يا صديقةَ اللَّيلِ 
يا موجةَ عشقٍ هائجة 
يا غيمةً نديّة غارقة في ولعِ العبورِ 
     في أعماقِ البحارِ
يا سديماً هائماً في لذّةِ الغفوةِ
     فوقَ خيوطِ المساءِ!

أنتِ مسائي المبرعم بالوفاءِ ..
كلّما أنظرُ إلى وميضِ عينيكِ 
أطيرُ فرحاً من بهجةِ الانتعاشِ
     من سكرةِ التَّجلّي

أسمو عالياً
أسبحُ بينَ ينابيعَ شهقةِ النُّجومِ
أنتِ نجمتي المتلالئة 
     باخضرارِ النَّفلِ 

تعالي يا تغريدةَ عمري
يا وشماً مفهرساً 
     فوقَ قبّةِ الرّوحِ 
     فوقَ ليلنا المزنَّرِ 
     بتأوُّهاتِ الاشتعالِ

تعالي نزرعُ جموحَ الغاباتِ 
     فوقَ رذاذاتِ الثَّلجِ
     فوقَ شهيقِ القمرِ!

تشبهينَ موجاتِ البحرِ
     أشواقَ أغصانِ النَّخيلِ!

هل كنتِ يوماً قطرات ندى
     فوقَ خمائلِ الصَّباحِ؟ 
أنتِ غيمةُ حبّي الهاطلة
     فوقَ سفينةِ القلبِ
هل تحنِّينَ إلى غفوةٍ  بينَ سهولِ القلبِ 
          وأرجوحةِ الرُّوحِ
أم أنّكِ تحلمينَ باسترخاءٍ لذيذٍ
     بينَ جموحِ العناقِ؟!

أنا وأنتِ روحان من لونِ التَّماهي
     في زرقةِ السَّماءِ!
أنتِ خميلتي الوارفة
أستظلُّ تحتَ سديِمِكِ الطَّريِّ
كلّما يسترخي موجُكِ 
     بينَ خيوطِ اللَّيلِ!

أحبُّكِ أكثرَ من مرجانِ البحرِ
      من خمرةِ العشقِ 
نحنُ جمرتا عشقٍ 
مندلقَتانِ من ينابيعَ الدُّفءِ .. 

لماذا لا تزورينَ مناسكَ عشقي
بعيداً عن قطّاعِ الطُّرقِ
لعلَّنا نقطفُ عناقيدَ فرحٍ
أبهى ألف مرّةٍ مِنْ بخورِ الشَّوقِ
     من خصوبةِ المروجِ؟!
نهداكِ شجرتا عشقٍ 
متناثرتانِ من أجنحةِ السَّماءِ 
أنتِ قصيدةٌ مشتعلةٌ 
     بحفاوةِ العشبِ
نسيمٌ مخضَّبٌ 
     برذاذاتِ الثَّلجِ!

تعالي لقد خبَّأتُ لكِ عشقاً
     بينَ جوانح الشَّمسِ
     بينَ جموحِ الموجِ ..

لو لم تخطِّطي للإرتماءِ
     بينَ عوالمي
تكوني قد جنيتِ 
     على أشجارِ اللَّوزِ
     على فراشاتِ الكرومِ!

تعالي عندما يغنّي القمرُ 
أنشودةً 
     على إيقاعِ شهقةِ البحرِ
تعالي عندما تسطعُ الرّوحُ 
     مثلَ نجمةِ الشَّرقِ
أحبُّكِ مثلما يحبُّ النَّسيمُ
     بتلاتِ الوردِ
أحبُّكِ رغمَ أنفِ الرّيحِ
     رغمَ عواصف هذا الزَّمَان

تعالي يا دمعةً طازجة
تنسابُ فوقَ بيادر الألمِ
يا جرحاً مفتوحاً 
     فوقَ أرخبيلاتِ البدنِ
ألا يحنُّ قلبُكِ 
     إلى مزاميرَ ليلي؟! 

كم من الآهاتِ حتّى تشقَّقتْ 
     خاصراتُ الجِّبالِ
كم من الدُّفءِ
حتّى تلظّتِ الرّوحُ
     من لظى الاشتعالِ!

أنتِ عاصفةٌ متأرجحةٌ
     فوقَ اندلاعاتِ شهوةِ الحرفِ
ألا يراودُكِ أن تكحِّلي عينيَّ 
     بتجلّياتِ طقوسِ العناقِ؟!
أقتنصُ من أريجِ اشتعالنا
     ألواناً شعريّة
مفتوحة على بوّاباتِ الرُّوحِ

أحنُّ إلى نُجيماتِ الشَّرقِ
     إلى اللَّيالي القمراءِ 
     إلى هدهداتِ الأراجيحِ 
أكتبُ على أجنحةِ اليمامِ قصيدةً 
     من لونِ عينيكِ

لا تقلقي يا وردتي 
     من ضجيجِ النَّهارِ 
ولا من زبدِ البحارِ!

قبلةً هائجةً من لونِ الكرزِ
 أنقشُها فوقَ انبهارِ عينيكِ
كلّما أعبرُ تلالَكِ المعشوشبة بالانشراحِ 
أفرشُ فوقَهَا تماوجات قوس وقزحي
    على مداراتِ العناقِ
عشقٌ يتمايلُ معَ خبايا اللَّيلِ
     مع بهجةِ الينابيعِ 
     مع أرجوحةِ الفجرِ الوليدِ! 
تتبدَّدُ أوجاعي متوغِّلةً 
     في مغائر الحنينِ
تغفو بينَ دروبِ الهلالِ 
أعبرُ مروجاً متطايرة 
     من تواشيحَ السَّماءِ
أطيرُ فرحاً فوقَ عذوبةِ الموجِ
     فوقَ ينابيعَ الهناءِ!

تضحكُ الدُّنيا 
شواطئُ يومي تسترخي على أنغامِ قبّتي
أجراسي تتماهى معَ بسمةِ الشَّمسِ
     معَ بخورِ الوفاءِ!

تسمو خمائلُ روحي
     نحوَ بيارق مزنّرة بالزَّنبقِ 
غرّدَتْ عصافيرُ المحبّة
طيورُ الجنّةِ
تغريدةً من بوحِ السَّماءِ!

ابتهالاتٌ تغمرُ  وجنةَ البحرِ
بهجةٌ لا تُضاهى
متعانقة معَ بذورِ الصَّفاءِ!
غنّتِ الطَّبيعةُ أغنيةَ الفرحِ الآتي
فانتعشَ القلبُ 
     من وهجِ الانتشاءِ!

تطهَّرتْ ذاكرتي 
     من أوجاعِ الأنينِ
     من تفاقمِ عذاباتِ السِّنينِ

براعمُ القلبِ تنمو
     مثلَ اخضرارِ الكرومِ
     مثلَ انبعاثِ نكهةِ التّينِ!

هل تطايَرْتِ من شهقةِ البرقِ
أم أنََّكِ نِتاجُ عناقِ اللَّيلِ
     معَ حبقِ المروجِ؟!

تعالي أزرعُكِ عشقاً 
     فوقَ وجنةِ ليلي
أنا قدرُكِ المفهرس ببوحِ القصيدة
عندما ألتقيكِ 
سأدلقُ فوقَ نهديكِ 
     رحيقَ عناقي! 
كيفَ تشكّلَ كلّ هذا الدُّفءُ 
كلّ هذا النَّدى فوقَ مقلتيكِ؟!

تطهَّرَتْ روحي من غبارِ الحياةِ
عندما تشرّبْتُ مذاقاتِ العناقِ!

عناقُكِ أبهى 
     من تغريدةِ الرُّوحِ
أصفى من عذوبةِ الماءِ
عناقُكِ حلمٌ مفهرسٌ بلآلئٍ 
     متواريةٍ في قلبِ الضّياءِ!

أيّتها القبلةُ المنسابة
     من جفونِ الكونِ
يا موجةَ عشقٍ باذخة
يا وشماً مدموغاً 
     في أحلامِ عروسِ البحرِ

يا عروسَ البرِّ
يا صديقةَ الثَّلجِ
يا نبتةً تتمايلُ جذلى
     فوقَ شموخِ الجِّبالِ!
هلْ كنتِ يوماً وردةً تائهةً 
     فوقَ أمواجِ البحرِ
أنتِ بحري المسترخي 
     فوق وميضِ الشِّعرِ
أنتِ شعلةُ عشقٍ مستنبتة
     من أريجِ الجمرِ!

كوني جمرتي الهائجة
     في زمهريرِ اللَّيالي
     في فيافي العمرِ!

هل كنتِ يوماً عاشقة هائمة
     بين لهيبِ الجَّمرِ
أم أنَّكِ تشكَّلْتِ 
مِنْ أجيجِ النِّيرانِ المتطايرة
     مِنْ أسرارِ الجنِّ؟!

أراكِ تندلعينَ مثلَ خيوطِ الشُّهُبِ
كأنَّكِ من نسغِ البراكينِ؟! 

تعالي يا صديقةَ البرِّ والبحرِ
يا صديقةَ الشَّمسِ وكلَّ الكائناتِ
أريدُ أنْ أرسمَ على نهديكِ 
     عصافيرَ الجنَّةِ
أريدُ أنْ أنقشَ فوقَ اهتياجِ نهديكِ 
     طقوسَ عناقي

تعالي يا أميرتي ونامي فوقَ صدري  
وقبِّليني حتَّى انبلاجِ الفجرِ!

تعالي أضمُّكِ 
     إلى خصوبةِ الرّوحِ
أخبِّئكِ بينَ خشخشاتِ الرِّيحِ
     بينَ قطراتِ النَّدى
     بينَ أغصانِ السَّماءِ!

كيفَ فاتَكِ أنْ تعبري اللَّيلَ
     رغمَ أنفِ اللَّيلِ
يا ليلي المنبعث 
     من هلالاتِ الحلمِ

ها هوذا شاعركِ يكتبُ قصائدَهُ
     على بياضِ الثَّلجِ
     على خصوباتِ الحنينِ!

أسمعُ فيروزَ 
فتزدهي جمرةُ الشَّوقِ
كأنِّي في مروجِ حلمٍ
أزنِّرُ خاصرتُكِ بباقاتِ السَّنابل!

أشتاقُ إليكِ 
كما يشتاقُ القرنفلُ
     إلى نداوةِ الصَّباحِ!

أنتِ صباحي المسربل 
     بعشقِ الأغاني
أيّتها الأغنية اللَّذيذة 
الغافية فوقَ خدودِ القصائد!

يا أنشودةَ ليلي الطَّويل
تعبرينَ نسائمَ شوقي كجموحِ باشقٍ
نحلِّقُ عالياً
ثم نتوهُ بين رحابِ البيادرِ 
يسربلُنا غمامُ اللَّيلِ
فأزدادُ اشتياقاً إلى لونِ عينيكِ 
     إلى انبعاثِ بخورِ الحنينِ 
          فوقَ بسمةِ الحلمِ!
تبدِّدينَ روتين يومي
     من طزاجةِ القُبَلِ
لا تهابينَ قيظَ الصَّيفِ
     ولا صقيعَ الشِّمالِ 
أنتِ أطيبُ بلسمٍ يداوي
     جراحَ غربتي
يقمِّطني عناقُكِ بكلِّ انتشاءٍ     
     ماحقاً كلّ ما عُلِّقَ من ضجرٍ
          على امتدادِ السِّنين!

عيناكِ نبيذٌ معتّقٌ بروعةِ الدُّفءِ
     بتيجانِ وُرُودِ الحنينِ!

أينَ المفرُّ من عذوبةِ النَّهدِ
     من اشتعالِ حبقِ العناقِ! 

شوقٌ لا يُقاومُ إلى أيامِ الحصادِ 
     إلى صباحاتِ الكرومِ 
كم مرةً غفينا 
     تحتَ أغصانِ الدَّوالي 
كم مرةً رسمْتُ بوحَكِ تاجاً 
     فوقَ نسيمِ اللَّيالي!   
أنتِ عاشقة من نكهةِ البيلسان
تعالي أوشِّحُ خدّيكِ بالعسّلِ البرّي
كي أقبِّلَ بعدئذٍ ثغرَكِ المتوّجِ
     بأحلامِ المساءِ! 

نحنُ غابةُ فرحٍ 
تسمو فوقَ أجنحةِ البحارِ

نزرعُ دنانَ الخمرِ
     في صحارى العمرِ 
تطلُّ علينا شموعُ المحبَّةِ 
     من أرخبيلاتِ الكونِ 

عانقيني يا فراشتي الرَّاعشة
     قبلَ هديرِ البحرِ
     وبعدَ هديرِ البحرِ 

عانقيني كلَّما ينامُ اللَّيلُ
     كلَّما تغنّي النُّجومُ 
عانقيني يا موجةَ روحي
     قبلَ هطولِ الثَّلجِ
     قبلَ هبوبِ الرِّيحِ
تعبرينَ مخدعي بعيداً 
     عن أفواهِ الطُّرقِ
يرتعشُ قلبُكِ من شدّةِ الانتعاشِ
تلملميني من متاهاتِ غربتي
يرقصُ جفنُكِ من خصوبةِ التَّجلّي
تسطعُ نجمةٌ 
     في سماءِ الرُّوحِ

أنقشُ قبلتان!
فوقَ معابرِ العشقِ قبلةً
وأخرى فوقَ تلالِ الألقِ!

تضيءُ عيناكِ 
     مثلَ قوسِ قُزَحٍ
فأدلقُ فوقَ معابر الدُّفءِ
     رغوةَ الشَّبقِ!

كم من العشقِ عشقنا
كم من اللّذّاتِ عبرنا
وعن براعم النَّهدينِ ما تهنا
ولا عن حفاوةِ الوديانِ ابتعدنا
زرعْنا بهجةَ الرّوحِ حتّى اشتعلنا!
خيوطُ الضّياءِ تسطعُ 
     فوقَ سكرةِ الحرفِ
أريدُ أنْ أزرعَ فوقَ خمائلكِ 
     مهاميزَ لوني

أقبِّلُ كينونتَكِ ألفَ قبلةٍ وقبلة
أعانقُ جموحَكِ
     من فروةِ الرأسِ 
          حتّى ليونَةِ الشَّفقِ!

تُفّاحةُ الرُّوحِ تغفو 
     فوقَ بحيرةِ الحبقِ
أنتِ أبهى غيمٍ
     هطلَ فوقَ أرَقي! 

شلالاتُ الدُّفءِ تتناثرُ 
     فوقَ زنابق ليلتي
أحنُّ إليكِ أكثرَ من حنينِ النَّسيمِ 
     إلى نداوةِ الوردةِ ..
أكثر من عطشِ الأرضِ 
     إلى مخاضِ الغيمةِ!

قبلاتُكِ الخجولة تصلني 
     على ثغرِ الهلالِ
تخفِّفُ من خشونةِ غربتي
     من لظى شهقتي!

تفتحُ ورودُكِ شهيَّتي على الغوصِ
     في أعماقِ المناسِكِ
مناسُكُ عُشقِكِ مفتوحةٌ على رحابِها
فأعبرُ خصوبةَ الرَّوضِ
أقطفُ من ثمارِ الجنّةِ
أبهى ما في لذائذ الحياةِ!  

اقتحمي فضاءاتِ الحنينِ 
يا تفّاحةَ الرُّوحِ
لا تهابي موجةَ الاهتياجِ
اعبري ليلتي على أنغامِ البحرِ 
     على ضياءِ البدرِ

تناثرَ لظى الاشتعال
     فوقَ أغصانِ السّرّةِ
     فوقَ انتعاشِ ليلتي
روحُكِ ظمأى إلى مهاميزَ الهناءِ 
تعالي قبلَ أن تغفو عصافيرُ الخميلة
     قبلَ أن ينامَ اللَّيلُ
تعالي كلَّما ترتعشُ وجنتاكِ شوقاً
كلّما تصدحُ نقاوةُ الرّوحِ
كلّما تضحكُ نسائمُ الوادي

كم من الغربةِ حتّى اندلعَتْ من وجنتي
     خضابَ القصائد
كم من الانتعاشِ فوقَ رسومِ الوسائد!  

أنتِ جمرةُ عشقٍ منبعثة
     من خاصرةِ نيزكٍ
     من نواقيسَ المدائن!

تسطعينَ في عتمِ اللَّيلِ
     فوقَ حفيفِ الصَّحارى
أحبُّكِ بطريقةٍ صارخة 
بطريقةٍ وارفة ..
تنعشُ خمائلَ الزَّمنِ 
تعالي يا مطري
يا أنشودةَ ليلي 
يا بلسمَ البدنِ!
أقبِّلُكِ رغمَ غيرةِ الهلالِ
     رغمَ أنفِ اللَّيلِ 
     رغمَ أنفِ الشَّرقِ 
     وغرابةِ الغربِ ..
     رغمَ طُفوحِ البكاءِ!

تعالي أزرعُ في جيدِكِ 
     تهاليلَ بوحِ المساءِ

تشبهينَ دُرّةً مغرورقة 
     بأشهى ألوانِ الوفاءِ!

كلّما تُكحِّلي عينيّ 
     بطراوةِ وجنتيكِ
أطيرُ فرحاً
ثمَّ أحطُّ بكلِّ انتعاشٍ 
     فوقَ معابر البهاءِ

تحنّينَ إلى مناسكي 
مثلما تحنُّ الفراشاتُ
     إلى مهجةِ الضَّوءِ
     إلى ألقِ العناقِ!
يا صديقةَ اللَّيلِ
يا وردتي الهائمة في سموِّ السَّماءِ
تعبرينَ ليلي مثلَ جموحِ الغزالِ! 
   
أيَّتها الغارقة في لواعجي
خدَّاكِ معفّرانِ 
     بنكهةِ العسلِ
قامةٌ شامخة 
تنضحُ بأبجدياتِ الوفاءِ؟

كم من اللّذاتِ عشنا ..
كم من الأغاني سربلتنا
كم من البهجاتِ عبرنا 
كم من كؤوسِ العشقِ ارتشفنا
كم من العناقِ حتّى ارتوينا!

يا أميرتي التَّائهة 
     بينَ أغصانِ الكرومِ
    بينَ ينابيعَ قلبي الحنونِ
اشتعالاتٌ وارفة تنمو 
     فوقَ هلالاتِ حلمي
تحبو فوقَ جفونِ الحنينِ ..
تلتئمُ جراحُكِ حالما 
يعبرُ وهجُ اشتعالي عوالمَ دنياكِ
أهديكِ شموخَ حلمٍ متناثرٍ 
     فوقَ غيمةِ محيَّاكِ!

غداً سيخضرُّ 
     في ظلالِ القلبِ برعماً 
          من حبورِ الوفاءِ

أحتاجُ زمناً فسيحاً 
كي أترجمَ لكِ بعضاً 
     من زُهُوِّ أشواقي

متى سأرخي حنيني
     فوقَ أرخبيلاتِكِ الظَّمآى 
          إلى وميضِ أحداقي؟!

شوقٌ عميق إلى رحابِ العشقِ
     إلى هداهد الرُّوحِ
     إلى تلالِ شَهْدَيكِ
نشوةُ إنتعاشٍ تهفو إلى عذوبةِ خدَّيكِ
     إلى بحارِ عينيكِ!
تعبرينَ سهولَ الرُّوحِ 
ثمَّ تتوهينَ بينَ خمائل القمحِ 
أركضُ خلفَكِ فأرتطمُ 
     في بهجةِ المروجِ 
حبقُ الطَّبيعةِ يبلسمُ لهفي

أسمعُ قهقهاتِكِ 
أفتحُ يديّ مشارِكاً الحقولَ
     طقوسَ الاحتضانِ
وإذْ بعاشقينِ مسربليَنِ 
     بينَ أهازيجَ الحنطةِ!

عصافيرُ فرحي تغنّي
أينَ أنتِ أيّتها التَّائهة
     بينَ نسائم المروجِ؟

أعودُ مركّزاً 
     على طراوةِ القهقهاتِ
أبحثُ عنكِ بينَ نداوةِ النَّفلِ 
     بينَ خصوبةِ العشبِ 
فرحٌ من مروجِ الانتعاشِ
ينمو في غديرِ القلبِ
أحدِّدُ جهةَ الدُّفءِ 
ترتعشينَ في زهوةِ المكانِ
تَرَينَنِي من خلالِ السَّنابلِ 
وأنا تائهٌ خلفَ عبيرِكِ المتناغمِ
     مع عبيرِ الكونِ
فجأةً أعثرُ عليكِ 
من الجِّهةِ المتاخمة
          لبخورِ الرُّوحِ!

أتقدَّمُ منتعشَ القلبِ
طائراً من الفرحِ
أغمضُ عينيكِ يا جنّةَ الجنّاتِ
أشعرُ وكأنّي أحضنُ 
     خاصرةَ الكونِ!

تعالي يا كوني الأبديّ
نحلِّقُ في سماواتِ العناقِ
ما هذهِ النَّكهة المنبعثة 
     من رحيقِِ الرِّضابِِ
نكهةٌ لذيذةٌ 
     من أشهى المذاقِ! 

يزدادُ القلبُ جموحاً 
     على إيقاعِ هفهفاتِ اللَّيلِ
أحلامٌ وارفة تنمو ألقاً 
دفئاً 
اخضراراً 
أبهى من خصوبةِ العشبِ

عشقٌ من بخورِ الوفاءِ 
     من ينابيعَ الحلمِ الآتي
يسبحُ في بحيراتِ المساءِ!

تفتَّحَتْ براعمُ المروجِ 
     من لواعج الشَّبقِ
جامحةٌ حتّى الفراشاتِ

ضحكَ النَّسيمُ 
مرتمياً بانتعاشٍ  
     بين أزاهيرَ الخميلةِ
زقزقَتْ عصافيرٌ من لونِ الجنّةِ
عندما تناهى إلى رحابِ أعشاشِها
     رذاذاتُ بخورِ العشقِ!

حتّى خفافيشُ اللَّيلِ 
رقصَتْ جذلى بين أمواجِ اللَّيلِ!

عتبةُ العاشقة أنبتَتْ زهوراً برّية
تفتَّحَتْ مساماتُ الحنين
لذّةٌ في قمّةِ الانتعاشِ
تبرعمَتْ في تكويرةِ النَّهدِ
اشتعالٌ إلى حدِّ انتشالِ غربتي 
     من زمهريرِ البكاءِ

ثمّةَ تساؤلات تزدادُ اشتعالاً 
تفتحُ جراحَ الذَّاكرة المعفّرة بالبكاء
تغلي كلّما يهبطُ اللَّيلُ
فلا مفرَّ من تبديدِ حدّةِ الاشتعالِ
     إلا بنداوةِ خدّيكِ
     بعناقِ راحتيكِ 

تعالي أيّتها المكتنزة
     بأرخبيلاتِ الدُّفءِ
تعالي يا حنونتي
انثري بخورَ المحبّة
     فوقَ رجرجاتِ غربتي 
اغدقي عليّ 
جموحَ اشتعالاتِ الحرفِ
تعالي وازرعي في يومي
     بهجةَ الارتقاءِ!

تعالي نمتطي البحارَ
     فوقَ صهوةِ اللَّيلِ
تعالي قبلَ أنْ يعبرَ هذا الزّمان
     في سكونِ اللَّيلِ

تعالي يا أنثاي
نرقصُ على أنغامِ البهاءِ
     على أنغامِ الحنينِ
          بهجةَ الطُّفولةِ!

عندما أغفو بينَ بحيراتِ 
     خميلتي العطشى
تنبتُ براعمُ العشقِ 
     فوقَ شواطئِ الرُّوحِ
وتنقشعُ غماماتُ حزني
وتنمو في وجنةِ القلبِ وردةً
     أبهى من كلِّ الخمائل!
تعالي يا أميرةَ البحرِ
يا أنشودةَ قلبي
تعالي نرقصُ 
     فوقَ نداوةِ الغيمِ
     فوقَ طراوةِ العشبِ
نغنّي أغنيةً مندلعةً 
     من زرقةِ السّماءِ

ما هذه العذوبة المعبّقة 
     فوقَ خدِّيكِ؟!
هل زارتكِ أزهارُ التُّفّاحِ 
أم أنّكِ حَلمْتِ طوالَ اللَّيلِ 
     بالياسمينِ؟!

تعالي أحضنُ كينونتَكِ
أنثرُ فوقَ نهديكِ حبيباتِ التُّوتِ
أنقشُ وشماً من بهاءِ الفراشاتِ 
     فوقَ حفيفِ الصَّوتِ

انّي أشعرُ بانتعاشِ خدودِ الكونِ
     باقترابِ شهوةِ الغيمِ

تشبهينَ شجرةً مبلَّلةً 
     ببهجةِ الخلاصِ
غصنٌ مندّى بنكهةِ الرُّمّانِ

تتألَّقينَ شوقاً إلى بساتينَ المدائن
غداً سأفترشُكِ عسلاً 
     فوقَ رحابِ القصائد!

أنتِ قصيدتي الَّتي لم أكتبْها بعدُ
تعالي نطيرُ مثلَ فراشاتٍ حالماتٍ
نحلّقُ عالياً 
نغفو فوقَ تواشيحَ الغمامِ!

نتوهُ تحتَ عباءةِ اللَّيلِ
نتواصلُ عبرَ هفهفاتِ النَّسيمِ
     معَ أريجِ القرنفل
تعالي نلملمُ جموحَ البحرِ
ثمّ ننثرُ حبقهُ 
     فوقَ خميلةِ العشقِ 
عشقكِ أبهى 
وأحلى من نكهةِ الشَّهْدِ

يا عسلي البرّيِّ 
تشبهينَ زنبقةً مهتاجةً
     في رحابِ الحقولِ 
كأنَّكِ منبعثة 
     من لهيبِ الجمرِ

هل كنتِ يوماً 
     جمرةَ عشقٍ ولا أدري؟!

أتلاطمُ مثلَ خصوبةِ الموجِ
     مثل تمايلاتِ النَّفلِ 
أحنُّ إليكِ 
كلّما تتصاعدُ بخورُ الضّياءِ 
أرنو إلى محيّاكِ
كما ترنو أزهارُ عبّادِ الشَّمسِ
     إلى وهجِ السَّماءِ
أهفو إليكِ 
كما يهفو جموحَ الشَّبابِ 
     إلى أحضانِ الرَّبيعِ
أنتِ زهرةُ ياسمين 
     مبرعمة في معابر القلبِ

هلْ زارَكِ يوماً عاشقاً 
     مكحّلاً خدّيهِ بأريجِ الوردِ؟!

كم من العمرِ طحنّا
كم من السّنين خَلْخَلَتْ
     أبهى ما في مرافئ الرُّوحِ

كم من التَّوجّعِ 
حتّى هاجَتِ البراكينُ
     فوقَ خدودِ الكونِ

ها قد حانَ الأوان
أن أفرشَ شهقةَ عشقي 
     فوقَ نداوةِ الرُّوحِ

روحُكِ ظمآى إلى خصوبةِ روحي
تتعانقُ الرُّوحان على إيقاعِ 
     توهّجاتِ البوحِ
لم أرَ عبرَ تعاريجَ العمرِ 
قامةً منبعثةً بنكهةِ الزَّنابقِ 
مثلما ينبعثُ أريجُ التِّينِ
     حتّى أسوارِ نهديكِ!
عندما ألمسُ خدّيكِ يا نجمةَ الرُّوحِ
تنمو فوقَ قبّةِ العشقِ شهقةً 
     أعذبَ من الماءِ الزُّلالِ!

أعبرُ الأثيرَ كأنّي غمامةُ فرحٍ
كأنّي نسمةُ دفءٍ 
رذاذاتُ انتشاءٍ تحطُّ فوقَ ربوعِ الحنينِ
أنتِ حنيني المفتوح على مروجِ الجنّةِ 
     يا جنّةَ الجنّاتِ!

يشتعلُ عمرُنَا بينَ سيوفِ الضَّجرِ
يجذبُنَا بريقُ الحلمِ 
نتوهُ بينَ وهادِ الطُّموحِ 
     وتوهُّجاتِ خصوبةِ الخدودِ
هل في ربوعِ الكونِ حبقاً 
أنعشَ من رعشةِ أرخبيلاتِ البدنِ؟

تعالي يا أنثاي 
أدلقُ فوقَ خدَّيكِ بهجةَ حبقي
تعالي نعانقُ رذاذاتِ الحنانِ
     قبلَ أنْ تغفو خصوبةُ الرًُّوحِ
         بينَ صمتِ اللَّيلِ!
أحنُّ إلى رضابِ العشقِ 
     إلى إندلاعاتِ مويجاتِ الفرحِ
عانقيني على إيقاعِ جموحِ الإشتعالِ
ضمّيني إلى يومِكِ المعبّقِ بالزَّيزفونِ

هل شاهدْتِ ليلةَ أمس 
نجمةً تخرُّ
     على شواطئ الرُّوحِ؟

توارى فجأةً ضجرُ السّنينِ
حالما ارتميتُ بينَ عذوبةِ التِّلالِ
زرعنا شهقةَ العشقِ بكلِّ شموخٍ
     فوقَ قميصِ اللَّيلِ
قبلَ أن يسطعَ ضياءُ القمرِ

قبلتان!
على تخومِ العشقِ قبلةٌ
وأخرى على مساحاتِ الحلمِ 

تعبرينَ فجأةً شواطئَ حرفي 
مرشرشةً حبقَ المناسكِ 
     فوقَ دكنةِ ليلي  
أتوهّجُ مثلَ بهجةِ النُّجومِ
أتناثرُ مثلَ رذاذاتِ العشقِ 
     فوقَ طيوبِ العبقِ
     فوقَ نداوةِ العنقِ

أتوهُ بينَ لجينِ النََّسيمِ
مرتمياً بين عذوبةِ خدّيكِ
     بينَ تلالِكِ المشبّعةِ 
          بشهقةِ الشَّبقِ!

كم من النَّبيذِ ارتشفنا
     من أعماقِ الدِِّنانِ
دنانُ عشقٍ طافحة 
     برعشاتِ الوئامِ!

كم من الشُّموعِ شعلنا
كم من دموعِ الحبِّ هطلنا
كم من تلألؤاتِ الحنينِ زرعنا
     فوقَ مرافئِ الأحضانِ
كم من البوحِ
     حتّى تفتَّحتْ أزهارُ الرًّمانِ!

تعبرينَ لواعجَ شوقي
     أغوارَ الحرفِ حرفي
تخفّفينَ من شدّةِ إشتعالي
     من غوصِ الخناجرِ  
          في واحاتِ ترحالي

تلملمينَ تيهي بشوقٍ لذيذٍ  
مُبَدِّدَةً أوجاعي بكلِّ رشاقةٍ 
ثمّ تغدقينَ عليَّ رعشةً 
     من لونِ السَّماءِ

تهطلينَ عليّ بتلاتِ وَرْدِكِ  
فيرقصُ قلبي رقصةَ الإرتعاشِ
نطيرُ مثلَ فراشتَين
     مثلَ نسائم الصَّيفِ العليلِ

نعبرُ شهقةَ الغسقِ ..
مويجاتُ زرقةِ السَّماءِ
تنتظرُ شهقةَ العشقِ 
نعيشُ تجلِّياتِ عشقٍ باذخٍ   
ثم نغفو بانتعاشٍ 
     بينَ خيوطِ الصَّباحِ!
تشهقينَ شهقةً من نكهةِ اللَّيلِ
     من لونِ العذوبةِ
     من طراوةِ سديمِ الرُّوحِ
تعانقُكِ وداعاتُ النُّجومِ 

أنتِ ليلي المزنَّرِ بالأقحوانِ
أبهى من ضياءِ الهلالِ
عشقٌ يتناثرُ عبقاً 
     فوقَ موشورِ الحلمِ 

كم من الأحلامِ 
كم من الأنغامِ 
كم من الحنانِ رشرشْتُهُ
     فوقَ طراوةِ نهديكِ 
المنتعشَينِ 
     من وهجِ الإشتعالِ!

أيّتها الغارقة في لواعجي
خدّاكِ ينبوعا فرحٍ
     ينسابُ ألقاً
          فوقَ خمائلي 
يموجان فوقَ بشائر الحلمِ؟
عطشٌ مفتوح على خصوبةِ البدنِ  
ادلقي نهديكِ فوقَ بخورِ الرّوحِ
     فوقَ غمائم القلبِ 
     فوقَ خدَّيَّ المعبّقينِ بطيبِ المذاقِ

لا تبخلي عليّ بمهاميز عشقكِ 
انثري فوقي انتعاشاً مفتوحاً
     على مدى اللَّيلِ
     حتّى انبلاجِ الشَّفقِ!

اتركي معابرَ العشقِ مسترخيةً
تبتسمُ للنجومِ
     لنسيماتِ الصَّباحِ
سآتيكِ منبعثاً من أعماقِ الحلمِ
فارشاً فوقَ تلالِِكِ خمائلَ عشقي
زارعاً في مهجةِ العبورِ بحبوحةَ الشَّبقِ!

تهمسينَ لروحي همسةَ دفءٍ
تنتشلين آهاتٍ من بيادر الوجعِ 
تعبرينَ دكنةَ اللَّيلِ
مسترخيةً بكلِّ انتعاشٍ  
    بين تصالباتِ شهقةِ الألقِ!
توشوشينَ جموحي باهتياجٍ لذيذٍ 
أنتَ عاشقٌ 
     من لوعةِ الجمرِ!

ازرعني نشوةً في لبِّ الرّوحِ
     على إيقاعِ اللَّيلِ
     على حفيفِ الشُّموعِ
لَوِّنْ ضفائري بأسرارِ البحرِ
وانقشْ يراعَكَ فوقَ زغبَ الرُّوحِ!

أرانا نزدادُ بهجةً
نناغي خصوبةَ الكونِ
متسائلينَ بكلِّ حبورٍ  
هل اندلقنا في ليلةٍ قمراء
     من ذيلِ نيزكٍ 
ثمَّ التحمنا في أوجِ انبهارِ السَّماءِ؟!

نحنُ حديقةُ عشقٍ مترعرعة
     من فضاءِ الوفاءِ
عشقٌ مفتوحٌ أغدَقْتُهُ
     فوقَ إرتعاشاتِ التِّلالِ!

تنضحينَ ألقاً
يا جنّةَ الجنّاتِ
هل زارَكِ يوماً عاشقاً 
     مسربلاً بحروفِ الغارِ 
متوَّجاً برحيقِ فرحٍ 
    بأبهى ما في الدِّيارِ

أنتِ عاشقة من لونِ الرَّبيعِ
أكثرَ عبقاً من أريجِ الدّردارِ
هل للدردارِ أريجٌ 
أم نكهةُ حبورٍ
     في مآقي الأزهارِ  

تعالي يا أنشودةَ عشقي
نزرعُ وجهَ الدُّنيا 
أشرعةَ سفنٍ هائمةٍ 
     في جموحِ الإبحارِ

لا تهابينَ الغوصَ عميقاً
تغامرينَ بلذّةٍ راعشةٍ 
كأنَّكِ متطايرة من جموحِ الرِّيحِ
     من إهتياجاتِ التّيارِ!
تتغلغلينَ بين موجاتِ العشقِ
     بكلِّ إستهاجٍ
كأنَّكِ مجبولةٌ من شموخِ الغمامِ
     من سلالاتِ الأشجارِ!

منذهلٌ أنا من إندلاعاتِ 
     قناديلَ عشقنا
تتبرعمُ شامخةً 
     فوقَ شهقةِ أسراري 
فلا أرى هديَّة عشقٍ  
أهديها إليكِ 
أبهى من شظايا انبهاري!   
  
شهقتُكِ يا ترتيلةَ شوقي 
منبعثةٌ من زبدِ البحرِ
     من عبقِ الكرومِ
     من أفواهِ الغيومِ!

خرَّ نيزكٌ من وهجِ السَّماءِ
 مرتطماً في خمائلِ المكانِ
جفلَتْ غزالةٌ برّية ثم تاهَتْ 
     في أعماقِ البراري
تتجدَّدُ نكهةُ العشقِ 
     في كلِّ لقاءٍ 
تنمو فوقَ خدودِ المحبّة 
     مثلَ أزاهيرَ الرّمانِ 

تعالي يا أنثاي  
     نمتطي رعونةَ هذا الزَّمان      
ننسجُ من لهفتِنا رعشةً هانئةً 
     فوقَ ينابيعَ الحنانِ

نرسمُ على ضوءِ شموعِ الشَّوقِ
     معابرَ الصِّبا 
ينمو وهجُ الشِّعرِ 
     بينَ نسائم الحُلُمِ 
خميلةُ القصائدِ تزدانُ 
     عندَ الضُّحى
     عندَ بسمةِ الأفُقِ!

وهجُ عاشقٍ يفوحُ عبقاً 
     من  نسغِ شموخِ الأغصانِ  
شوقٌ عميق إلى مناسِكِ الإرتعاشِ
     إلى خصوبةِ بيادر الإنتعاشِ
تتلألئين عبقاً شهيّاً 
مثلَ زهرةٍ برّيةٍ  
     تائهةٍ في أعماقِ اللَّيلِ
تغفو  بكلِّ عذوبةٍ   
     بينَ أزاهيرَ نيسان

كَمْ مِنَ العشقِ عشقنا
كم تهنا بينَ ينابيعَ الأحضانِ

أيّتها الرُّغبة المفتوحة 
     على وجنةِ الرُّوحِ
كَمْ مِنْ بحيراتِ الحنينِ عبرنا 
كَمْ مِنَ الأسرارِ همسنا
كَمْ مِنَ الآهاتِ نثرنا
كَمْ مِنَ الرَّعشاتِ
     فوقَ قميصِ اللَّيلِ زرعنا!

تعالي يا شهقةَ الرُّوحِ  
أزرعُ بينَ أجنحتِكِ 
     ينابيعَ المحبّةِ
لعلّها تثمرُ عشقاً 
     من لونِ إهتياجاتِ البحارِ
تعالي نخلخلُ أوجاعَ المسافاتِ 
نفرشُ زبدَ العشقِ
     فوقَ شواطئِ أنهاري 
شوقاً إلى معابر العشقِ
     إلى الإرتماءِ 
          تحتَ ظلالِ الخميلة     
    فوقَ بحيراتٍ ملوّنةٍ 
          بدفءِ الحياةِ
بدَّدَتْ النَّوارسُ ضجري
فرحٌ يفوحُ على مدى اللَّيلِ!

أن يفرحَ الإنسانُ
     رغمَ كثافةِ الحزنِ المتاخمِ
          لغاباتِ الحلمِ 
أن يفرشَ الإنسانُ أحزانَهُ
     فوقَ أجنحةِ الرِّيحِ 
ويرميها في وجهِ 
     ضجرِ هذا الزَّمان
أن يتلألأَ الإنسانُ 
     رغمَ خشونةِ جراحِ الرُّوحِ 
     رغمَ إنزلاقاتِ القلبِ 
          في كآبةِ الصَّباحاتِ 
أن يمسحَ الإنسانُ وشائجَ الأنينِ
     المتراكمة فوقَ جبينِ السِّنينِ
فاتحاً صدرهُ لأرخبيلِ المحبّة 
جموحٌ في غايةِ الارتقاءِ
انعتاقٌ من ترّهاتِ الشَّقاءِ
انبعاثٌ نحوَ ربوعِ البهاءِ!

روحي متجلّية هذا المساء
قلبي يرقصُ رقصةَ الابحارِ! 

أتوقُ إلى هضابِ العشقِ
     إلى اخضرارِ النَّدى المبعثر 
          فوقَ عذوبةِ نهديكِ 
          فوقَ بسمةِ عينيكِ 

أنتِ أعبقُ ندى تناثرَ بإنتعاشٍ 
     فوقَ أوجاعِ غربتي 
تبدِّدينَ خشونةَ الشَّوقِ 
     المتفاقمِ فوقَ سديمِ الصَّباحِ
تتجاذبُ روحُكِ بطراوةٍ لذيذةٍ 
     نحوَ وميضِ شعري
     نحوَ انبعاثِ هلالاتِ الشَّبقِ
فأرغبُ بكلِّ انتعاشٍ
أنْ أُهطلَ عليكِ بواكيرَ مطري
أن أنثرَ فوقَ خمائلِكِ رذاذاتِ بهجتي!

آهٍ .. لماذا لا تعانقُ الرُّوحُ 
كلَّ ليلةٍ معارجَ العشقِ
وتسترخي بينَ براعم الشَّبقِ؟!

أيّةُ حماقةٍ هذه التي ارتكبتها
أن أبقى سنيناً طوالاً
بعيداً عن رضابِ العشقِ 
     بعيداً عن طراوةِ النَّهدِ 
     عن عذوبةِ القُبَلِ؟!

أيةُ حماقةٍ هذه 
أن أسبحَ بعيداً عن شهقةِ الحبِّ
     عن تفاصيلَ نكهةِ الجَّسدِ؟!

أيَّةُ حماقةٍ هذهِ
أن أسترخي بين أحضانِ اللَّيلِ 
 بعيداً عن انتعاشِ خضابِ الأفقِ؟!

أذهلني صبري أن أكونَ بعيداً 
     عن ينابيعَ العشقِ
     عن مناسِكِ الإحتضانِ
     عن قُشَعريرةِ الإشتعالِ 
          بين بحيراتِ دفءِ الحياةِ!

كيفَ عشْتُ 
كلّ هذه السَّنوات العجاف
بعيداً عن أرخبيلاتِ عينيكِ
بعيداً عن نقاوةِ دموعِكِ 
     المنسابة فوقَ بسمةِ خدّيكِ

تعالي يا صديقةَ حرفي
يا عشيقةَ وجدي
تعالي قبلَ أنْ نغفو بينَ أحضانِ الطِّينِ
     قبلَ أنْ تَهُرَّ أغصانُ الرُّوحِ      
أريدُ أن أزرعَ فوقَ مقلتيكِ 
     عناقاتِ خيوطِ الغسقِ

أريدُ أنْ أزرعَ فوقَ سهولِ القلبِ 
          رعشةً من نكهةِ بكاءٍ
رعشةً منبعثةً من هفهفاتِ العناقِ!
كَمْ من جنونِ العشقِ عشقنا
كَمْ من أرخبيلاتِ الإرتعاشِ عبرنا
كَمْ من التأوُّهاتِ 
     حتَّى تبرْعَمَتْ أجنحةُ الطُّيورِ!

كَمْ مرَّةً كحَّلْتُ عينيكِ 
    بأريجِ الياسمينِ 
كَمْ مرَّةً رشَرشْتُ فوقَ نهديكِ 
     رحيقَ بتلاتِ البيلسانِ

تتواصلينَ معي جموحيّاً 
تزرعينَ في شهقتي قبلةً 
أبهى نكهةً من شقائق النُّعمانِ  
تبدِّدينَ بمهارةٍ منعشةٍ 
     سماكاتِ الشَّوقِ المتفاقمة 
          فوقَ تعاريجَ ضجري

أيّتها الملوّنة بأريجِ الحلمِ
لهفتي إليكِ أنقى 
     من لونِ البكاءِ
     من لونِ البهاءِ
أنتِ أبهى تائهة عَبَرَتْ تيهي!
تعالَي أغنّي لكِ على إيقاعِ اللَّيلِ
          أغنيةَ الحلمِ الآتي
أغنيةً نديّةً من لونِ عينيكِ

تعالَي نرسمُ معاً شهقتنا 
     فوقَ صدرِ الهلالِ
لا تؤجّلي العشقَ يوماً 
بهجةُ الأراجيحِ تصبُّ 
     في ينابيعَ العناقِ

تعالي نركضُ بكلِّ مرحٍ
     فوقَ تعاريجَ التِّلالِ
نقطفُ زهوراً برّية
نغفو بين عبقِ النَّسيمِ
نرسمُ قلبين مُبَرْعَمَينِ بزهورِ حلمٍ
     معبَّقٍ بأريجِ النّعناعِ!
تعبرينَ جهةَ الدُّفءِ 
جهةَ الماءِ الزُّلالِ

أنقشُ قبلتَينِ
     على وجنةِ الرُّوحِ قبلةً
وعلى شواطئِ القلبِ أخرى!
أنتِ رفرفاتُ نسيمٍ نديٍّ
أنثى منبعثة من رحيقِ الوجدِ
     من رحمِ الحياةِ 
     من دفءِ النَّومِ العميقِ

تعالي فقد حانَ الأوان 
أنْ نعبرَ لجينَ المحبّةِ
أنْ نزرعَ بذورَ العناقِ
     بينَ هلاهل العشقِ

أتمايلُ بعذوبةٍ هانئةٍ 
 حولَ هالةِ حنينٍ متلألئٍ 
     حولَ وجنتيكِ
أرقصُ من وهَجِ الإرتعاشِ
حالما أصلُ إلى بريقِ عينيكِ 
سأكِّحلُها برحيقِ عشبي
     بدفءِ الرُّوحِ!

هل ارتميتِ يوماً ما 
     بين أحضانِ العشبِ
أم أنّكِ ما تزالينَ تائهةً 
     بين أعماقِ البراري؟
لا أطلبُ منكِ أنْ تجارَي موجتي
يكفيني يا ومضتي الدَّافئة 
أن تحضني شهقتي
أن تعبري بكلِّ فرحٍ 
     تعرُّشاتِ لهفتي
حنيني المشتعل إلى دنياكِ 
ينعشُ ليلي
يمنحُ حلمي ألقَ البقاءِ

تعالي يا زنبقتي
ازرعي رضابَكِ 
     في مساماتِ روحي

افرشيني فوقَ تلالِ الهناءِ
     فوقَ خيوطِ النُّورِ
     فوقَ هالاتِ المساءِ!

يا أهزوجةَ عشقٍ 
     لينبوعِ القلبِ 
تحلّقينَ بين خمائلي بكلِّ انتعاشٍ
كأنّكِ هاطلة 
     من بحيراتِ السَّماءِ
تعبرينَ مثلَ نسيمٍ نديٍّ
أعماقَ مساءاتي المسربلة 
     برذاذاتِ نكهةِ الألقِ
فأتوهُ بين هضابِ الرُّوحِ 
     معانقاً وجنةَ النُّورِ
معرِّشاً في خيوطِ الضّياءِ 

عجباً 
تعبرينَ حفيفَ موسيقاي
فارشةً وهجَ الفرحِ 
     فوقَ قميصِ اللَّيلِ

تتوغّلين بإنسيابيّة مبهرة 
     بين خميلةِ القصائدِ

هادئٌ محيّاكِ أثناءَ العبورِ
صاخبةٌ أعماقكِ 
     من بهجةِ الشَّوقِ

هل تغفينَ بينَ الغاباتِ
     عندما يهطلُ عليكِ ليلي؟

أشتاقُ إليكِ 
كلّما يقتربُ بزوغُ الفجرِ
كلّما تحنُّ خيوطُ الشَّفقِ 
     إلى جبينِ الهلالِ 

أحبُّكِ حتى لو جنَّ جنونُكِ
     حتّى لو اشتكيتِ للقمرِ 
          لبساتينِ الرُّوحِ
          لنجومٍ تبهرُ رحابَ الحلمِ

تطايرَ وهجٌ من شهقتِكِ 
عابراً شهيقي
فالتحمتِ الشَّهقتان 
     عندَ تخومِ الوجعِ 
فتبدّدَ موشورُ وجعي ..
تاهَتْ رعشةُ القلبِ 
ولم تَعُدْ تميّزُ جموحكَ إليّ عن جموحي
يتداخلُ الجُّموحان 
     بينَ بساتينِ الرُّوحِ
 فنتوهُ مثلَ فراشاتٍ
     بينَ غاباتٍ متلألئةٍ 
          بتيجانِ الفرحِ!
وهجي مزنّرٌ 
     بأقراصِ العشقِ
     بديمومةِ الألقِ

يا عسلي البرّي 
تعالي عندما تنامُ هداهدُ ليلي
تعالي كي أفرشَ 
     فوقَ وجنتيكِ خفقةَ الرُّوحِ

هل تنعشُكِ حروفي عشقيّاً؟
اتركي نصوصي تغفو 
      بين خمائل الحلمِ
تعالي يا جمرةَ وجدي 
نعبرُ معاً وهاداً 
يتنامى فيها 
     بريقُ الشَّفقِ

وجهُكِ يسطعُ 
     في جبينِ الشَّوقِ
فلا أرى سوى رعشةَ الرُّوحِ
     أهديها إليكِ

تعالي قبلَ أنْ تجفَّ أغصانُ الحنينِ
تعالي يا قرنفلتي 
هدهديني كلّما تنمو في القلبِ زهرةٌ
يا إلهي .. 
فرحٌ يتلألأ من وجنتيكِ

تعالي نتوهُ اشتعالاً 
     بينَ وهجِ الجمرِ 
     بينَ وهجِ الوئامِ
     بينَ أمواجِ البحارِ

هل عبرْتِ غاباتِ أحلامِكِ
هل أحصَيْتِ 
كم قبلةً زرعْتُ 
     فوقَ خدّيكِ؟

تعالي فحلمُ البارحة 
     كانَ زلالاً مثلَ عذوبةِ البحرِ
          مثلَ اشراقةِ الشَّمسِ 

لماذا لا تترجمي أحلامَكِ المتشظّية 
     من خاصرةِ الكونِ؟
كم أشتهي 
أنْ أحلّقَ معكِ عالياً
نعانقُ معاً وجنةَ الهلالِ!

تعالي نفرشُ رذاذاتِ شوقنا
     فوقَ بيادر المحبّةِ
روحُكِ يا حبيبةَ الرُّوحِ
تطايرَتْ من برزخِ الضِّلعِ
     منذُ الأزلِ
فحنَّتْ إلى ذاتِها 
     إلى لهيبِ روحي

جنِّي، قولي ما تشائي
أنتِ الآنَ في مناسِكِ عشقي
هل تظنّينَ أنَّكِ تسبحينَ 
     في عوالم الحلمِ بعيداً عنّي؟!

أنا واحتُكِ الحلميّة 
يا زهرتي المعبّقة بالأرجوانِ
ترتعشينَ فرحاً 
كلّما تعبرينَ خمائل عشقي

لا أقوى أن أخفِّفَ 
     من حنانِ الاحتضانِ
تعانقينَنِي كما يعانقُ النَّسيمُ
     زرقةَ البحرِ!

أتوهُ عشقاً بينَ تعاريجَ الوئامِ
تهاطلَ الطَّلُّ فوقَ خدّيكِ .. 
دفءُ الدُّنيا تلملمَ فوقَ نهديكِ
عبرْتُ تلالاً 
     أعبقَ من البيلسانِ
نكهةٌ منعشة تفوحُ من عبيرِ الرّمّانِ
ذُهِلْتُ .. 
يا إلهي ما ألذَّ بهجةَ الانتعاشِ
كيف فاتني أن أحرقَ عمري
     بينَ وهادِ الحرفِ
تاركاً حبق الدُّنيا
يتلألأُ فوقَ خميلةِ ألواني؟!

أيُّ ألقٍ يسطعُ من وجنتيكِ 
     يا رعشةَ قلبي
تتوهَّجُ أجنحتي لهيباً شوقيّاً  
     أكثرَ من اشتعالاتِ الجَّمرِ!
يا نجمتي المتلألئة بين ثنايا العمرِ
أقبِّلُ روحَكِ منذُ الأزلِ 
     إلى أن ينتهي هذا الزَّمان
متى سينتهي هذا الزَّمان؟!

روحُكِ تسطعُ اخضراراً 
أكثرَ ألقاً من سكرةِ الخمرِ

تعالي يا خمرتي المعتّقة 
أرتشفُ من حنانِكِ حبقاً منعشاً
لعلّي أخفِّفُ من اِندلاعِ لظى الجمرِ! 

كَمْ أشتهي أنْ أفترشَكِ 
     بكلِّ تلاوين عشقِكِ 
     فوقَ غلاصمِ قلبي!

يا مهجةَ المهجاتِ
هَلْ تشتاقينَ أنْ تغفي
     بينَ أزاهيرَ حلمي
أمْ أنَّكِ تخشينَ 
أنْ تشتعلَ روضةُ الشَّوقِ
     فوقَ طراوةِ البدنِ؟! 
لا تهابي جمري
فهو دافئٌ رغمَ اشتعالي
ينسابُ مثلَ عذوبةِ النَّدى!

أهديكِ أغصانَ القلبِ
     كي تناغي ظلالَ شوقِكِ 
      إلى أغوارِ يَمّي!

تاهَ النَّسيمُ مداعباً خفقةَ العشقِ
وهي تتمايلُ بينَ أرجوحةِ الرَّيحِ
معلنةً بهجةَ الانتعاشِ
     فوقَ سديمِ البحرِ!

أهديكِ حُبَّاً منبعثاً من هديلِ اللَّيلِ
لعلًّهُ يبلسمُ اخضرارَ خدِّكِ النَّضيرِ
البارحة سمعتكِ توشوشينَ 
     تلألؤاتِ خيوطِ الهلالِ

أيّتها المنعشة لأرخبيلاتِ الشَّوقِ 
     لرحابِ الخيالِ 
كم من العمرِ سيعبرُ عمري 
كي أعانقَ حدائقَ تلكَ التِّلالِ 
تحترقُ السُّنونُ تحتَ خيمةٍ من سراب
يعبرُ الحلمُ لذائذَ الشَّواطئِ البعيدة
يتوهُ بينَ وُعُورَةِ الوهادِ

ثمّةَ معادلة مستعصية عن الفهمِ
ما هذا الألقُ المتلألئ في شغافِ الإبداعِ؟

ما هذا السِّحر اللَّذيذُ
المتناغمُ بينَ بساتينَ القلاعِ

إنسيابيّةُ رعشةِ الحرفِ 
أبهى من بوحِ اليراعِ!
شيءٌ ما يجذبني بفرحٍ
     إلى معابر الأعماقِ
     إلى إندلاقاتِ وهجِ الشُّهبِ
     إلى إنتعاشِ إلتواءاتِ الحروفِ
     إلى فضاءاتِ جموحِ الخيالِ
  
الحياةُ يا وجعي البعيد 
     أقصر ممّا تظنّي
رحلةُ العمرِ أشبهُ ما تكونُ 
قصيدةً مفتوحةً على شفاهِ الجنِّ!
آهٍ لو كنتِ جنّيةً 
     وعبرتِ البحارَ 
          رغمَ جمرِ المسافاتِ!

قلتُ لو كنتِ وما كنتِ 
لكن لو تحقَّقَتْ أمنيتي
لا تتردَّدي أن تبدِّدي رعونةَ الرِّيحِ
اعبرِي وهادَ الرُّوحِ
وعانقي كينونتي رغمَ أنفِ الجنِّ
     ورغمَ أنفِ الأنسِ
عيشي عُشْقَكِ يا نسمةَ عمري
لا تقلقي فغداً أو بعدَ غدٍ
سيهطلُ عليكِ حبقي
يا ضلعاً ضائعاً عن سماواتِ عمري  
يا نسمةً تائهة 
     عن رذاذاتِ مطري

تعالي يا عبقي الأزلي
مطري يحملُ أريجَ العمرِ
مفهرسٌ بغيومِ النَّهارِ
ملتحمٌ معَ خيوطِ الشَّمسِ 
قبلَ أن تلامسَ نداوةَ العشبِ 
لماذا أتوهُ شوقاً إليكِ 
أيٌّ سحرٍ هذا الّذي 
     يتماهى في وجنتيكِ؟

كيفَ شاهدْتُ عينيكِ
وأنتِ مسربلةٌ بين دكنةِ اللَّيلِ
     في آخرِ قلاعِ الكونِ؟!

حرفي أفشى سرَّكِ 
بَلَّغَني كيفَ تسطعُ عينيكِ 
كيفَ يعبرُ ألقُ عينيكِ 
     تعاريجَ اللَّهفةِ المتناغمةِ
          بينَ دفءِ العناقِ

يرقصُ قلبُكِ إنتعاشاً
فيهطلُ الطلُّ 
     من عبقِ خدَّيكِ

لا تندهشي 
يا بهجةَ البهجاتِ  
فحروفي حرّاسُ عشقٍ 
     على كلِّ العابراتِ!
اشتعالاتٌ منعشةٌ تندلعُ من نهديكِ
حبقُ الشُّوقِ سربلَ نشوةَ الرُّوحِ
تاهَ بينَ معابر الحنانِ
     مبدِّداً كثافةَ الآهاتِ

أُحِبُّكِ ولا أحِبُّكِ أيضاً 
أحبُّكِ لأنَّكِ تغَلْغَلْتِ 
     في مساحاتِ الشَّرايينِ
ولا أحبُّكِ 
لأنَّكِ تحلِّقينَ عالياً 
     حتّى أوشكتِ أن تلامسي 
          نُجيماتِ الصَّباحِ!

تهتُ يا وهجي الأزليّ
     من عذوبةِ التَّحليقِ
خفِّفي يا بهجةَ قلبي 
     من انبعاثِ تلألؤاتِ العشقِ
     من أعماقِ براعمِ الرُّوحِ
كي أستطيعَ أنْ أحضنَ
أعشابَ قلبكِ النَّديّة
بعدها لا أخشى هديرَ الطُّوفانِ ..

تعالي وأعبري دنياي
لعلّكِ تبدِّدينَ جمرةَ الشَّوقِ
      بحنانِ مقلتيكِ
سربليني بين يديكِ 
     خمراً وجمراً

لا تبقَي مذهولةً 
مثلَ عاشقةٍ تائهةٍ 
     بينَ هلالاتِ وهجِ الإنتظارِ!

أريدُ أن أصمتَ صَمْتَ العاشقين 
     أمامَ عذوبةِ محرابِكِ 
ما تزالُ مناسِكُ عشقكِ 
     تنتظرُ رذاذاتِ شهقتي

كلّ قصائدي وأشعاري 
     باقاتُ وردٍ 
أفرشُها 
     فوقَ تلالِكِ 
المعشوشَبة 
     بأراجيح الحنانِ

إزدادي حناناً بكلِّ ما لديكِ 
     من خصوبةٍ واشتعالٍ
تغلغلي في أعماقِ دفئي
حيثُ تزغردُ بين معابر العشقِ 
          بهجةَ الإنتشاءِ!

تعالي يا شلالي 
وتدفّقي فوقَ تلالِ الرُّوحِ
     جموحَ الاشتهاءِ!

تنمو ألوانُ عشقكِ 
     بين لواعج الاشتعالِ 
تعبرُ شهقةُ الاشتياقِ 
     في خفايا الحلمِ
فتخفقُ شواطئ القلبِ ..

تواصلُكِ الشَّفيفِ 
يشفي مساحاتِ حزنٍ 
     من رعونةِ الضَّجرِ 
يخلخلُ صحارى مللي ..
يزرعُ وردةَ عشقٍ 
     فوقَ نداوةِ الصَّباحِ!
قصائدي بتلاتُ وردٍ 
أقدِّمُها لبهاءِ عينيكِ
كي تطيري فرحاً 
     وتعانقي رعشةَ السَّماءِ

أريدُ أن أهطلَ عليكِ 
     هلالاتِ عشقي
     وارتعاشاتِ سموِّ البدنِ

لو تعلمي كم فرحْتُ 
عندما فرشْتِ لي عوالمَ العبورِ 
     بينبوعٍ يخفقُ حوله سوسني!

كريمةُ العشقِ أنتِ
أبهى من قبَّةِ الارتقاءِ 
أنتِ دمغةُ فرحٍ
وَشْمٌ منعشٌ 
     فوقَ وجنةِ الحلمِ!

تجمحينَ عشقيّاً حتّى الغرقِ
بلذّةٍ منعشةٍ تعبرينَ أرخبيلَ ليلي
المتطايرِ فوقَ خدودِ الحلمِ 
تنثرينَ حنانَكِ الشَّفيفِ
     فوقَ سماءِ بحاري
أغفو بينَ وميضِ عينيكِ 
فتفترشينَنِي كعبقِ الزُّهورِ 
     فوقَ عذوبةِ روحِكِ

نتوهُ بين طراوةِ نسيمِ المساءِ
بعيداً عن غمائم الحسّادِ

تغفينَ فوقَ اهتياجاتِ الحلمِ
متـغلْغلةً بانسيابيّةٍ لذيذةٍ 
     بينَ نسائم رعشةِ الصَّباحِ

تتناثرُ شهقاتُكِ بينَ هلالاتِ الحنانِ
     وبهجةِ الاحتضانِ
تشمخُ نداوةُ روحِكِ عالياً
كأنَّها مستنبتة من لوعةِ القلمِ

قلبُكِ المعشوشبِ بالاخضرارِ
يسترخي 
     فوقَ رحابِ الحلمِ

أنتِ أبهى أنثى
تعبرُ مناسِكَ غربتي
كَمْ مِنَ الاشتعالِ
     حتّى توهّجَ 
          قرصُ الشَّمسِ!

الكلمةُ تحملُ قداسةَ العشقِ 
فكوني كلمتي يا أعبقَ العابقاتِ 

لكِ سحرٌ خفيٌّ 
     على جموحاتِ روحي

هل تآمَرْتِ مع ساحرٍ 
     فسربلني بينَ حبائِلِكِ
أم أنَّكِ أنثى من نكهةِ البيلسانِ
فتهْتُ بينَ غاباتِكِ 
     المتلألئة بنضارةِ العمرِ؟

ينمو حلمي كلّما تضيءُ عيناكِ ألقاً
كلَّما يهمسُ خدّاكِ لقلبي بوحاً شفيفاً 
كلَّما أشبُكُ في رأسِكِ
     تاجاً من يراعِ الاخضرارِ!
تطاوعني الكلمات 
بطريقةٍ تدهشني
تُبهرني 
تدمعُ عينيَّ فرحاً 
كأنّي على تخومِ بساتينَ الجنّةِ!

تستهجُ روحي 
عندما تولدُ الكلماتُ 
     من أعماقِ تجاويفَ الحلمِ
عندما تهمسُ لدقّاتِ القلبِ
     خبايا دفءِ التِّلالِ!     

أشعرُ بإنتعاشِ تدفّقِ الكلماتِ
أكثرَ إنتعاشاً 
     من تصالباتِ البدنِ 

أعيشُ حالةَ عشقٍ 
     مع عوالم النَّصِّ وحبقِ الشِّعرِ
تعشقينَ مخابئَ حرفي
أشعرُ بالانتعاشِ
كلّما أسلِّمُ إليكِ روحي
     وكلّ هضابِ البدنِ 
أنتِ ذاتي المنشطرة 
     من خصوبةِ الرُّوحِ
ذاتي التَّائهة بينَ تلالِ العمرِ 

تعالي لا تقلقي
فأنا أحبُّكِ منذُ فجرِ التَّكوينِ
أحِبُّكِ يا زنبقتي
قبلَ أنْ يأتي هذا الزَّمان
وبعدَ أنْ يرحلَ هذا الزَّمان

أنتِ شهقةُ عشقٍ منبعثة
     من كلِّ الأزمانِ
برشاقةٍ ساحرةٍ 
تعبرينَ عوالمَ حزني 
مبدِّدةً بإنبهارٍ لذيذٍ
     كلّ عوالق حزني!

يا غيمتي الشَّامخة 
فوقَ نسيمِ الرُّوحِ
آتٍ كي أفرشَ فوقَ وجنتيكِ 
     رذاذاتِ حبقِ الشَّوقِ

شيءٌ ما منعشٌ 
أكثرَ مِنَ الحلمِ
يجذبني إلى تلالِكِ العاجيّة

تصالبَتْ خيوطُ الرُّوحِ ـ روحُكِ 
     مع حدائق حرفي
تعانقَتْ معَ حمرةِ الشَّفقِ 

تعالي أضمُّكِ إلى أريجِ عمري
بلسماً 
متربّعاً فوقَ رعشةِ حرفي
يا أبهجَ حرفٍ تناغمَ 
     معَ شراعِ العشقِ!

اخضوضرَتْ أيامي من ضوعِ الأماني
     من ازدهارِ القصيدِ 
تبدَّدَ ضجري مِنْ رحيلِ الضّيمِ 
     مِنْ فكِّ أصفادِ الأغاني

لَمْ يَعُدْ في ليلي الطَّويلِ أرقٌ 
عشقٌ معرّشٌ في بخورِ الشِّعرِ 
     في لبِّ الحياةِ!   
حلِّقي يا بهجةَ شوقي 
     بينَ خيوطِ الحنينِ
لا تقلقي من جموحيَ العشقيِّ
فجموحي متطايرٌ 
     من وهجِ الإشتهاءِ 
اشتهاءُ القلبِ 
ملامسة سديمِ الصَّباحِ

أهمسُ لروحِكِ النَّديّةِ 
     همساً خفيفاً
تتوهّجُ روحُكِ 
     من بهجةِ الهمسِ 
فأفرشُ فوقَهَا رذاذاتِ الحنينِ

تنتعشينَ
تقدحُ عيناكِ ألقاً 

أجنحةٌ من ضياءِ السَّماءِ
تنمو حولَ قبابِ العشقِ 
تندلقُ قبلةٌ من لهيبِ الحلمِ
     فوقَ ثغرِكِ المعبّقِ 
         بنكهةِ الكرزِ 
تتساءلين بإسترخاءٍ لذيذٍ 
أيُّ عاشقٍ هذا الّذي أغفو
     بإنتعاشٍ بينَ وميضِ عينيهِ؟!

تغوصينَ بينَ بحارِ الهدايةِ 
هدايةُ الرُّوحِ 
     إلى قلاعِ القلبِ
وهدايةُ القلبِ إلى سموِّ السَّماءِ!

تغمرُكِ نشوةٌ طافحةٌ
     من بهاءِ الرَّبيعِ
تتلألئين أمامَ مناسِكِ عاشقٍ 
     مُسربلٍ بشهقةِ الإنتعاشِ!

تسمعينَ مثلَ الغمامِ هسيسَ فرحٍ
تعانقينَ روضةَ القلبِ 
     بيادرَ الحلمِ  
أنتِ رعشةُ حنينٍ متلألئٍ
     في تواشيحَ ليلي
أفرشُ حروفي بإنتعاشٍ
     فوقَ راحتيكِ المبلَّلتينِ
     بنقاوةِ الشُّموعِ
أيّتها المنبعثة من ألقِ القمرِ 
     من بهجةِ النَّسيمِ 
تعالي يا نسغَ الرُّوحِ
أنقشُ فوقَ شواطئ القلبِ 
     وشماً من رحيقِ الزُّهورِ
تمتّعي بجموحِ حرفي المندلقِ 
     من ينابيعَ قبّةِ الرُّوحِ!

عندما أتوهَّجُ عشقيّاً 
يُخّيَّلُ إليّ 
أنَّكِ تطايرْتِ في ليلةٍ قمراء 
      مِنْ بين أجنحتي
عابرةً فضاءَ الكونِ
كي تعانقي بسمةَ القمرِ

تواريتِ فجأةً 
لم أرَ أثراً لمعالم شهقتِكِ 
وأنتِ تقرَئين جموحَ القصائد
هل ما تزالي تتصالبينَ دفئاً 
     معَ بيادر حرفي
أم أنّكِ تلملمينَ توهّجاتِ الإشتعالِ
كي تفرشينَهَا فوقَ باقاتِ السَّنابل؟!
هل ما تزالي
تتمايلينَ معَ جموحِ الحرفِ
تعشقين الهوى والموسيقى الرَّاعشة
أم أنَّكِ تائهة خلفَ الفراشاتِ
     مثل غيمةٍ ماطرةٍ .. 
بريئةٌ أنتِ مثلَ بسمةِ الصَّباحِ
     مثلَ نقاوةِ النَّدى
          في ليلةٍ قمراء!

عندمَا تعبرينَ شهقاتِ بيادر الرُّوحِ
هلْ تشعرينَ أنَّ عبورَ وهجي 
     في أرخبيلاتِ خدَّيكِ 
يضرمُ بهجةَ الإشتعالِ
فتتوهينَ بينَ هفهفاتِ الحنينِ
     وإندلاعاتِ خيوطِ اللَّيلِ؟

تتأوّهينَ حسرةً 
على خشخشاتِ أوجاعِ العمرِ
تتوهينَ في فيافي الدُّفءِ
أراكِ رغمَ آلافِ الأميالِ 
حنينٌ من نقاوةِ الماءِ 
يندلعُ في خضابِ الشَّرايينِ
أهفو إلى تخومِكِ 
     إلى ينابيعِ الحُلُمِ ..
هضابُكِ ترحِّبُ بخصوبةِ المكانِ 
عناقٌ يتصالبُ مع بهجةِ الطَّبيعةِ 
يحنُّ القلبُ إلى خفقانِ حنينِكِ 
تغفينَ بينَ مرافئِ العشقِ 
     بينَ ألقِ الابتهاجِ 
تشتعلينَ من خضمِّ العناقِ 

غيمةٌ راعشةٌ تسطعُ 
     فوقَ تواشيحَ الشَّوقِ ..
نتوهُ من وهجِ الانتعاشِ
     فوقَ بُرَكِ البطِّ

بياضُ السَّديمِ 
يرحِّبُ بقدومِ العيدِ 
عيدُ العشَّاقِ من أبهى 
     أنوارِ العيدِ!

نورُ الخصوبةِ والعطاءِ
نورٌ من لونِ العناقِ
عناقُ الأرضِ مع قبّةِ السَّماءِ!
لماذا لا نؤسِّسُ عيداً للعشّاقِ 
عندَ قدومِ الرَّبيعِ
عندَ أوائلِ الصَّيفِ 
     أوائلِ الصَّباحِ 
     أوائلِ اللَّيلِ 
     أوائلِ الحياةِ
     أوائلِ هبوبِ النَّسيمِ 
     أوائلِ تراقصاتِ الموجِ
عندَ أرجوحةِ النَّومِ 
عندَ بزوغِ الحلمِ
عندَ اهتياجِ القلمِ!

عبقُ العشقِ 
يتطايرُ من لجينِ الحنينِ
     من تراكماتِ شوقِ السَّنينِ 
     من عناقاتِ الدُّفءِ الحميمِ!

أقبَّلُكِ بعددِ حبّاتِ الرَّملِ
أهفو إليكِ أكثرَ 
     من أمواجِ البحرِ
أكثرَ من شوقِ الشَّمسِ 
     لوجهِ الأرضِ
أنتِ خميلةُ مدٍّ يعلوها جذري
يتنامى حولنا رفرفاتُ النَّفلِ 

تعالي يا صديقةَ حلمي
تعالي قبلَ حلولِ الفجرِ 
قبلَ أنْ تبزِغَ أوجاعي
تعالي وأنا في أعماقِ الحلمِ
لعلَّكِ تخفِّفي من أنينِ الأوجاعِ
     من لظى الألمِ!

اعبري اللَّيلَ 
     على زقزقاتِ العصافيرِ
فأنا لا أغفو إلا 
     على هديلِ القطا
     على هدهداتِ الغديرِ!

أنثرُ زنبقاً فوقَ عجينِ الشَّوقِ 
     بينَ النَّسيمِ العليلِ
وجهُكِ لذائذُ عشقٍ مكتنزٍ 
     بثمارِ الجنّةِ 
ينضحُ كنضارةِ النَّدى
    كانتعاشِ بوحِ اللَّيلِ!
نوافذُكِ العشقيّة مفتوحةٌ
     على اهتياجاتِ البحرِ
تبدِّدينَ سماكاتِ الحزنِ 

قبلةٌ من بهاءِ الشَّمسِ أنتِ
وردةٌ متمايلة 
     فوقَ مدائنِ الرُّوحِ!

تلالُكِ تمنحني خصوبةً 
     ألقاً
          نقاوةً ..
هل انبعثْتِ 
     من عذوبةِ الكونِ؟!

نبتةُ الرّوحِ أنتِ
بسمةٌ راعشةٌ
أريجُ زهرةٍ ساطعة
     من جبينِ طفلٍ وليدِ!

وهادُكِ بحيراتُ دفءٍ 
     من لونِ سديمِ السَّماءِ!

أعبرُ بكلٍّ انتعاشٍ 
     في حبورِ 
          بهجةِ البهجاتِ 

كَمْ مِنَ التَّجلِّياتِ حتّى بكينا
كَمْ مِنْ حِكاياتِ الغرامِ حكينا 
كَمْ مِنْ لَذائذِ التِّيهِ تهنا 
     حتّى غفينا
كَمْ مِنْ رذاذاتِ العشقِ 
     فوقَ قبَّةِ الرُّوحِ بنينا!  
نهاية الجِّزء السَّادس!  
... ... يُتبَعْ الجّزء السَّابع!

ستوكهولم: صيف 2003، شتاء 2004، صيف 2005

أنشودة الحياة ـ الجِّزء السَّادس: نصّ مفتوح، قصيدة شعريّة ذات نَفَس ملحمي. تتألّف من عدّة أجزاء، كلّ جزء (مائة صفحة) بمثابة ديوان مستقل، ومرتبط مع الأجزاء اللاحقة.      
أنجزتُ المجلِّد الأوَّل، (عشرة أجزاء). يتناول النَّص قضايا إنسانيِّة وحياتيّة عديدة، مركِّزاً على علاقة الإنسان مع أخيه الإنسان، مع الطَّبيعة، مع الكائنات، مع الأرضِ والسَّماء كمحور لبناء هذا النَّصّ ـ الأنشودة المرفرفة فوقَ وجنةِ الحياة. 
استلهمت فضاءات هذا النَّص من وحي توهُّجات عشقيّة، فرحيّة، إنسانيّة، وقد حمل عنواناً فرعيِّاً:

حالة عشق مسربلة بالإنتعاش

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads