أغنياتي مع النّهر
شاعر من تونس
اللَّيلُ الذي يتدلّى من أغصان شجرة اللَّوز
يَنتَصِفُ
الجُلّـنارُ المُثرثِرُ عبيرُهُ في العتمة
يصيرُ حِلماتٍ يُطَيّرها هواءُ أفريل
أنا و الشَّجرةُ نتبادلُ التَّحايا
أجلس تحت الشجرة كَي يعرفني النَّهر
لا شيءَ يُوحِي بِميلادي حينئذ
غير أنِّي رغم أنف الموت
أبتسِمُ
يَبتَسمُ
أَصِلُ سُرّتي بسُرَّتِهِ
و أولَـــد من جديد
***********
هَمَسَ الماءُ لي :
اشربْنِي كَي تطير من حَلقِكَ النُّجوم و البلابل العطشى
ابتَسمتُ للماءِ
أتسمَعُني أيها النَّهر
أَمْ أنَّكَ أخرسُ من قَلبي
قلبي الذي طار منه كُلُّ الحمام
و سَكنَهُ اللّيلُ
**********
شجرةُ اللَّوز تتذكرني
مثلما تتذكر جُلنارها الذي غادَرَ ذات ريحٍ
و تَرَكَها عاريةً كالماء
تنتظرني
حتى طَلَعَتْ كلماتي صباحًا
بين شعابها مُبتلَّةً بالصَّدى و رائحة اللَّيل
***********
كُلُّ أحلامي مُفخَّخةُ
حُروفي الهزيلة هي الطُّعم
و البحرُ ظِلُّ الأسماك الأزرقُ
***********
أعود إلى القصيدة كلَّ مساء
مُطَأطِأَ القَلبِ
أَجُرُّ خلفي بَياض اللُّغةِ
أُغنّي كي أوقظَ النَّهر
يُغنّي كَي يُوقِظ َ الفراشات النائمات في دَمي
نُغَنّي معًا ...
نُغنّي
نُغنّي
نُغنّي
|
